المعارض البحرانی: التطبیع العربی مع اسرائیل هو املاء الأمریکی السعودی/ مشروع "التطبیع" یحمل عوامل فشله فی داخله

المعارض البحرانی: التطبیع العربی مع اسرائیل هو املاء الأمریکی السعودی/ مشروع "التطبیع" یحمل عوامل فشله فی داخله
معرف الأخبار : ۹۷۲۳۲۷

أکد المعارض البحرانی بأن اقدام ترامب على حرق ورقة التطبيع مبكرا لشعوره بتراجع شعبيته ووجد ضالته في الأنظمة الوظيفية في منطقة الخليج الفارسي التي لا تستطيع إلا أن تقوم بدورها الوظيفي في تنفيذ ما يُطلب منها.

حول التطبیع العربی البحرانی مع اسرائیل فی ظل أوامر أمریکا و دعم الخانة الخلیجیین لاسیما السعودیة قال "جواد عبدالوهاب" فی حوار مع النا: "في الواقع أن التطبيع يمثل حاجة أمريكية صهيونية، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمر بفترة حرجة نتيجة سياساته الفاشلة التي جعلت شعبيته تتراجع في الآونة الأخيرة، فالانحدار الاقتصادي، وازدياد نسبة البطالة وعدم السيطرة على جائحة كورونا كلها عوامل أدت الى ترجيح كفة منافسه في الانتخابات جون بايدن بالفوز عليه. وكذلك الأمر بالنسبة الى نتنياهو الذي تطارده المحاكم الصهيونية بتهم الفساد واشتعال الشارع الصهيوني ضده ومطالبته بالتنحي. 

فقال: فالاثنين بحاجة الى انجاز ولو كان على صعيد السياسة الخارجية مع العلم أن الشعب الأمريكي لا يهتم عادة بالأداء السياسي الخارجي ، ويركز اهتمامه على الملفات الداخلية. 

وأکد عبدالوهاب: ولذلك فإن اقدام ترامب على حرق ورقة التطبيع مبكرا لشعوره بتراجع شعبيته ووجد ضالته في الأنظمة الوظيفية في منطقة الخليج الفارسي التي لا تستطيع إلا أن تقوم بدورها الوظيفي في تنفيذ ما يُطلب منها ، وإلا فإن دولتي الإمارت والبحرين ليستا من دول المواجهة ولم تحارب في يوم الأيام العدو الصهيوني لكي تقوم الآن بتوقيع اتفاقيات سلام معه. 

فاستطرد: أما بالنسبة للبحرين فلا قيمة سياسية تذكر لما أقدمت عليه ، فليس لها ثقل سياسي مؤثر ولا وزن اقتصادي فاعل ، فجاءت خطوتها تعزيزا لخطوة الإمارات ، وتمهيدا للسعودية لكي تركب قطار التطبيع.

و حول تداعيات هذه الخطوة على المنطقة عموما وعلى القضية الفلسطينية بشكل خاص قال المعارض البحرانی: أنا أعتقد أن استجلاب العدو الصهيوني الى المنطقة سيؤدي الى حالة من عدم الاستقرار والتي ستؤثر على العالم بأجمعه. خاصة أن ما يسمى بـ"التطبيع"  ليس "تطبيعا" بالمعنى الحرفي للكلمة ، بل هو مشروع كبير وتأسيس حلف سياسي وعسكري وأمني يهدف إلى مواجهة الجمهورية الإسلامية ، ومحاصرة محور المقاومة ، وعزل الشعب الفلسطيني عن محيط المحور المقاوم ، وهذا ما لا يستطيع محور المقاومة تقبله ، وقد رأينا شدة اللهجة في التصريحات التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون في أعقاب عملية ما سمي بـ"التطبيع". 

فأضاف: أنا أجزم أن المنطقة ودعت الاستقرار من اللحظة التي أعلنت فيها دولتي الامارات والبحرين التطبيع مع الكيان الصهيوني ، ذلك أن الصهاينة لم يأتو إلى هذه المنطقة من أجل نشر السلام والازدهار كما يبرر المطبعين ، بل لإنشاء قواعد عسكرية لمواجهة إيران ، وإنشاء مراكز أمنية ومخابراتية للتجسس على محور المقاومة ، وكذلك الهيمنة على الجزر اليمنية التي تتيح لها السيطرة على مضيق باب المندب ، وكل ذلك يمثل اختراقا واضحا لمحور المقاومة لن يسمح به المحور أبدا. 

واستطرد قائلا: أما على الصعيد الفلسطيني فإن الفلسطينيون أعلنوا عن مواقفهم الرافضة لهذه الخطوة ، وهم كانوا يعلمون مسبقا أن هذه الدول كانت تتآمر عليهم منذ زمن بعيد ولكن من تحت الطاولة وكانوا يغضون الطرف نتيجة العلاقات التي كانت قائمة بين الفلسطينيين وهذه الأنظمة. اليوم تحرر الفلسطينيون من تلك القيود التي كانت تفرضها عليهم تلك الأنظمة سواء على المستوى الجهادي أو على المستوى السياسي.

و أضاف عبدالوهاب: في الماضي كان الفلسطينيون يعيشون حالة من الازدواجية ، ويتأرجحون بين محور المقاومة وبين المحور الآخر الذي يرتبطون معه بعلاقات جيدة ، اليوم تحرروا من هذه الازدواجية وباتت الأمور واضحة ، ويستطيعون اليوم أن يتخذوا قراراتهم من دون ضغوط تمارس عليهم من قبل أذناب الاستكبار ، وهم بيدهم اليوم افشال المشروع إذا ما صمدوا في مواجهته ، فمن دون موافقتهم وتوقيعهم لن يصل المشروع الى أهدافه والتي من ضمنها إنهاء القضية الفلسطينية.

و فی ما یتعلق بدور الدول الخليجية لاتخاذ البحرين قرار التطبيع و تحدیدا السعودیة و الامارات قال عبدالوهاب:

من المعروف أن البحرين فقد استقلاليتها في اتخاذ أي قرار سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي منذ أن اجتاحت القوات السعودية البحرين في السابع عشر من مارس من العام 2011 ، فباتت القرارات تتخذ من المطبخ السعودي في الرياض وعلى حكام البحرين التنفيذ. وقرار مثل "التطبيع" مع العدو الصهيوني لا يمكن حى التفكير فيه من قبل حكام البحرين من دون اعطاء السعودية الضوء الأخضر. 

وأضاف: كان ترامب يحتاج في احتفاله الذي أقامه الثلاثاء الماضي الى دولتين ، وقد أفصح نتنياهو في أعقاب تصريحات ترامب عن أن البحرين ستطبع مع الكيان الصهيوني أن الرئيبس الأمريكي اتصل بملك البحرين و "أمره" بأن يعلن عن الخطوة وأن البحرين ستوقع مع الامارات في حفل واحد. 

و استطرد قائلا: القضية برمتها تمثل حاجة أمريكية ولذلك جاء في خطاب ترامب يوم الاحتفال ما يلي: "خلال ربع قرن كانت هناك فقط دولتين وقعتا معاهدة سلام مع (اسرائيل) ، واليوم نحتفل بتوقيع دولتين أخريين في يوم واحد. ولذلك كان ترامب بحاجة الى دولتين لكي يقول هذه الكلمات ويظهر نفسه الى الشعب الأمريكي أنه استطاع أنينجز في يوم واحد ما عجز عنه الآخرون ، فكان حكام البحرين هم المهيؤون لهذه المهمة. 

و حول مزاعم الدول المطبعة بأنها ملتزمة بالقضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني قال المعارض البحرانی: لو كان هذا الكلام صحيحا لما قاموا باستعداء الشعب الفلسطيني ومصادقة الصهاينة. إن عملية ما يسمى بـ"التطبيع" رافقتها حملات اعلامية قاسية على الشعب الفلسطيني، ووصلت بهم الوقاحة الى تجيير وسائل الاعلام المملوكة للدول والذباب الالكتروني الى توجيه الاتهامات الى الشعب الفلسطيني. وليس في الداخل فقط بل قام محمد بن زايد بتهديد بعض الدول باتخاذ اجراءات ضدها اذا ما قامت بانتقاد الخطوة التطبيعية ، ومثال على ذلك أنه هدد الملك عبد الله ابن الحسين بأنه سيقوم بترحيل الاردنيين الذين يعيشون في الامارات الى الاردن وعددهم 250 الفا. 

فأکد عبدالوهاب: في الحقيقة أن السادات والملك حسين كانا أشرف منهم ، فعلى الأقل سمح السادات وأيضا الملك حسين للإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في الدولتين التعامل مع الشعب الفلسطيني ومساعدته في نضاله من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة وظل إعلام الدولتين يطالب بالحقوق الفلسطينية ولم تعترض الحكومتان على ما ينشر ويكتب حول القضية الفلسطينة. 

و حلل المعارض بأن السبب في ذلك أن حكام الخليج "أعراب" الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأنهم أشد كفرا ونفاقا وقال "الأعراب أشد كفرا ونفاقا" ، فهؤلاء يتعاملون مع كل القضايا بعقلية بدوية قبلية والكلمة فقط لشيخ القبيلة الذي يؤمن بمبدأ "من ليس معي فهو ضدي".

وأکد:  ما حدث الثلاثاء الماضي هو تأسيس حلف سياسي وعسكري وأمني لمواجهة الإسلامية، ومحاصرة محور المقاومة، وعزل الشعب الفلسطيني عن محيط المحور المقاوم. حلف يراهن مؤسسيه على أنه سيكسر توازن الردع الذي بناه محور المقاومة طيلة السنوات الماضية ، وسيعطي للكيان الصهيوني شرعية التواجد العسكري والأمني والمخابراتي على مقربة من رأس هرم المحور وهي إيران. 

فأضاف: لكن تاريخ وتجربة الأربعة عقود الماضية تؤكد على أن هذا الرهان خاسر، فمنذ إنتصار الثورة الإسلامية في إيران فشلت كل المشاريع التي خططت لها الولايات المتحدة لإسقاط النظام الإسلامي أوإحتوائه أولا أقل إضعافه ، فلا النظام سقط ، ولا عمليات الاحتواء أتت بنتيجة ، ولا عمليات الإضعاف والعزل تحققت ، بل ازداد نظام الجمهورية الإسلامية قوة ونفوذا. 

و قال عبدالوهاب: والمفارقة العجيبة أن رئيس الدولة الأعظم في العالم والذي جاء بشعار استرجاع عظمة أمريكا وهدد أغلب دول العالم وتوعدهم وفرض أقسى عقوبات على إيران كما يدعي هو وانسحب من أغلب المنظمات الدولة، نراه اليوم يتغطى بالبحرين التي لا وزن سياسي ولا ثقل اقتصادي لها من أجل انقاذ نفسه من الهزيمة في الانتخابات القادمة.

فأوصی المعارض البحرانی بأن لا تخافوا. إن مشروع "التطبيع" يحمل عوامل فشله في داخله، فقائده ترامب تحاصره الأزمات وتتراجع شعبيته في الداخل الأمريكي، وشريكه نتنياهو تلاحقه المحاكم الصهيونية بتهم الفساد ويتظاهر الداخل الصهيوني مطالبا بعزله ، أما جماعتنا فحدث ولاحرج. ولذلك فإن هذا المشروع لن يكون أفضل من مسلسل المشاريع الفاشلة السابقة  من الحرب العراقية على الجمهورية مرورا بغزو أفغانستان والعراق وحرب تموز على حزب الله وانتهاء بالحرب الكونية على سورا وانشاء داعش ، كلها مشاريع أفشلها المحور المقاوم والذي سيفشل هذه المرة صفقة القرن وأدواتها المتصهينين.

و اختتم  قائلا: او لا اقل اصعافه، فلا النظام سقط ولا عمليات الاحتواء اتت بنتيجة ، ولا عمليات الاضعاف والعزل تحققت ، بل ازداد نظام مظام الجمهورية الاسلامية قوة ونفوذا.

 

 

endNewsMessage1
تعليقات