الأسد: على إردوغان التخلی عن دعم الإرهاب حتى تعود العلاقات بین البلدین.. والمشکلة الآن هی التعامل مع الأمیرکی وهو محتل ولص یسرق النفط السوری
معرف الأخبار :
۸۸۱۹۱۵
قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن “قواته لم تقم بأي عمل عدائي ضد تركيا”، واكد “دافعنا عن سوريا مثلما دافعت روسيا عن أرضها ضد هجوم النازيين”.
واعتبر في مقابلة مع قناة “روسيا 24″، أن “الانتماء الإخواني لإردوغان كان فوق كل شيء”، مشيراً إلى أن “حركة الأخوان المسلمين ليس لديها أخلاق سياسية أو اجتماعية ولا حتى دينية وهذا هو منهج إردوغان”، وفق تعبيره.
وأضاف الأسد، أنه “على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التخلي عن دعم الإرهاب حتى تعود العلاقات بين البلدين”، لافتاً إلى أن “الهدف المشترك بين سوريا وروسيا لطالما كان إبعاد تركيا عن نهج دعم الإرهابيين وإعادتها إلى مكانها الطبيعي”.
وتوجّه الرئيس السوري بسؤالٍ إلى الشعب التركي قائلاً: “ما هي القضية التي يستحق أن يموت من أجلها الأتراك؟”.
وقال الأسد إن “الأولوية العسكرية الآن لإدلب ولذلك قام إردوغان بزج قواته هناك بطلب من الأميركيين الذين يعرفون أن تحرير إدلب سيمهد لتحرير المناطق الشرقية”، مؤكداً أن “عمليات مقاومة المحتلين شرق الفرات ستبدأ، وأنه من واجب الدولة دعم أي عمليات من هذا النوع”.
وتابع : “نتواصل مع المجموعات الكردية السياسية المتواجدة في المناطق الشمالية السورية لكن جزءاً منها تابع للأميركيين”، مشيراً إلى أنه “ليس هناك شيء إسمه القضية الكردية في سوريا، ولا مشكلة مع الكرد بل هناك مشكلة مع المطالبين بالانفصال”.
وشدّد على أنه “لا يمكن أن نصل إلى نتائج في أي حوار مع المجموعات الكردية قبل أن يحددوا موقفهم تجاه الاحتلال، فالمجموعات الكردية لم تطلق طلقة واحدة عند دخول القوات التركية إلى سوريا لأن الأميركي هو من قرر ذلك”، موضحاً أنه “إذا أرادوا مواجهة التركي معنا فعليهم إرسال المسلحين للقتال إلى جانبنا”.
كما لفت إلى أن “المشكلة الآن هي التعامل مع الأميركي وهو محتل ولص يسرق النفط السوري”، مشيراً إلى أن “هناك احتلال من الإرهابيين والأميركيين لأهم مواقع آبار النفط في سوريا وواشنطن تسعى لتأخير إعادة الأعمار”.
وفي سياق متصل، قال الأسد إن “معظم الدول العربية حافظت على علاقاتها مع سوريا لكن بشكل غير معلن خوفاً من الضغوط الأميركية المستمرة”، مؤكداً أنه “منذ عام 2018 كان هناك رغبة لدى شركات عربية وغير عربية للعب دور في إعادة إعمار سوريا، لكن الضغوط الأميركية أخافت الشركات من الإستثمار في إعادة إعمار سوريا”.
وأوضح أن “هناك أساليب ستسمح للشركات بالاستثمار في سوريا من دون التعرض للعقوبات الأميركية”.
وفي الإطار نفسه، أشار الأسد إلى أن “الأوروبيين غير قادرين على تغيير علاقاتهم مع سوريا بسبب طبيعة علاقاتهم بواشنطن”، كاشفاً عن أن “مسؤولين أوروبيين أخبروا سوريا بعدم قدرتهم على تغيير العلاقة معها بسبب التبعية للولايات المتحدة”.
ورأى أن “أوروبا أصبحت منذ أكثر من عقد منفذاً للسياسة الأميركية”.
الرئيس السوري قال في مقابلته مع القناة الروسية إن “الروس لم يحاولوا فرض آرائهم علينا خلال الحرب، وإذا وقع خلاف بيننا فإنهم يحترمون رأينا”، مؤكداً أن “علاقتنا بروسيا تطورت خلال الحرب ودور روسيا هو إعادة التوازن إلى العلاقات الدولية، ودورها على الساحة الدولية يخدم كل الدول”.
وحول “صفقة القرن”، أشار الأسد إلى أنها “قُدمت من أجل الانتخابات الأميركية المقبلة وهي فكرة فارغة ولا يمكن تطبيقها إذا رفضتها شعوب المنطقة، ولن نسمع بها بعد الانتخابات الأميركية”.
الأسد وفي تصريحاته، أوضح أن “الوعي الشعبي هو أول العوامل التي تجعل سوريا دولة قوية في هذه الحرب”، لافتاً إلى “وقوف الأصدقاء على رأسهم روسيا وإيران مع سوريا لعب دوراً أساسياً في تحقيق الصمود”.
كذلك أكد أنه “من عوامل الصمود كان دور القطاع العام وقد استمرت الرواتب والمدارس والخدمات في أسوأ الظروف”، مشيراً إلى أنه عند دخول الجيش السوري إلى أي منطقة بعد خروج الإرهابيين منها، تعمل الحكومة السورية على إعادة بناء البنى التحتية والمدارس والمستشفيات.
وتابع: “القدرة الأسطورية على التضحية لدى الشعب السوري رأيناها بشكل أساسي لدى الجيش، والحرب هي درس هام لأي مجتمع مفاده أن التطرف مدمر وعدم قبول الآخر هو أمر خطير وهذا ما زاد من وحدة شعبنا، وفي مثل هذا النوع من الحرب لا بد أن يكون العفو أحد العناصر الأساسية في السياسة الداخلية”.
واعتبر أن “هناك تنوعاً فيه كل ألوان المجتمع في مناطق سيطرة الدولة بينما لا يظهر في مناطق الإرهابيين سوى التطرف”، موضحاً أن “معظم الذين حملوا السلاح يميلون إلى العودة إلى الدولة ولا سيما أن هؤلاء أرغموا على حمله”.
ولفت إلى أن “علمليات تسوية الأوضاع التي قامت بها الحكومة السورية في مناطق المسلحين أعادت الاستقرار إلى الكثير من المناطق”.
هذا وأوضح الأسد أنه “عندما أصدر أول قرار بالعفو كان هناك استياء داخل وخارج الدولة في البداية لكن الأمر تغير الآن”، مشدداً على أنّ “أول ما يفكر به من موقعه كمسؤول تجاه الحرب “هو حماية الوطن”.
ووفق الأسد، فإن الحرب مهما كانت نتائجها “هي شيء سيء لكن الألم يجب أن يكون الدافع للعمل أكثر من ذي قبل، والأعمال الإرهابية لا يجب أن تثنينا عن جهود المصالحة بل يجب ملاحقة الخلايا النائمة المدعومة من الخارج”، معتبراً أنه “لو سرنا في أي اتجاه غير مواجهة الإرهاب في بداية الحرب لكنا قد خسرنا الوطن”.
الرئيس السوري أشار إلى أن “الحكومة في سوريا لا تملك الدستور بل الشعب هو الذي يملكه”، مؤكداً أن “الانتخابات التشريعية يجب أن تجري خلال أشهر من الآن”.