بغداد تهدد بـ”مراجعة” علاقاتها مع واشنطن بعد الغارات الدامیة... والصدر یبدی استعداده للتعاون مع منافسیه لطرد الأمریکیین
معرف الأخبار :
۸۵۳۳۴۶
أعلنت الحكومة العراقية الاثنين ان الضربات الجوية الاميركية على قواعد فصيل موال لايران مساء الاحد على الحدود العراقية-السورية والتي أوقعت 25 قتيلا على الأقل تدفعها الى “مراجعة العلاقة” مع الولايات المتحدة.
وجاء في بيان للمجلس الوزاري للامن الوطني العراقي الذي عقد اجتماعا طارئا لدرس تداعيات الهجوم الذي شنته الطائرات أن “القوات الأميركية اعتمدت على استنتاجاتها الخاصة وأولوياتها السياسية، وليس الاولويات كما يراها العراق حكومة وشعباً”.
وأعلنت واشنطن انها استهدفت مساء الأحد عدة قواعد لكتائب حزب الله- فصيل موال لإيران في قوات الحشد الشعبي، المؤلفة من فصائل شيعية موالية لايران والتي باتت تشكل جزءا من القوات الأمنية، لوقف سلسلة هجمات صاروخية استهدفت جنودها ودبلوماسييها 11 مرة في الشهرين الماضيين.
وأضاف بيان المجلس الوزاري للامن الوطني العراقي ان “حماية العراق ومعسكراته والقوات المتواجدة فيها والممثليات هي مسؤولية القوات الأمنية العراقية حصراً”.
وتابع أن “هذا الاعتداء الآثم المخالف للأهداف والمبادئ التي تشكل من أجلها التحالف الدولي يدفع العراق الى مراجعة العلاقة وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً بما يحفظ سيادة البلد وأمنه وحماية أرواح ابنائه وتعزيز المصالح المشتركة”.
وأثارت هذه الضربات موجة جديدة من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في العراق الذي شهدت مدنه الاثنين تظاهرات منددة بواشنطن سرقت الأضواء من الحراك الاحتجاجي الذي تشهده البلاد ضد الطبقة السياسية وايران.
وفي النجف والبصرة (جنوب) وكركوك (وسط)، تحولت التظاهرات إلى مسيرات منددة بالولايات المتحدة وقام بعض المتظاهرين بحرق العلم الأميركي.
ومنذ 28 تشرين الأول/اكتوبر، سجّل 11 هجوما على قواعد عسكرية عراقية تضم جنودا أو دبلوماسيين أميركيين، وصولا الى استهداف السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا في بغداد.
وأسفرت أول عشرة هجمات عن سقوط قتيل وإصابات عدة في صفوف الجنود العراقيين، إضافة إلى أضرار مادية، غير أنّ هجوم الجمعة مثّل نقطة تحوّل، اذ قتل فيه متعاقد أميركي وكانت المرة الأولى التي تسقط فيها 36 قذيفة على قاعدة واحدة يتواجد فيها جنود أميركيون، وفق مصدر أميركي.
وفي السياق، أبدى زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، الاثنين، استعداده للتعاون مع منافسيه السياسيين المقربين من إيران للتعاون من أجل طرد القوات الأمريكية من العراق.
ويدعم الصدر تحالف “سائرون” المنافس لقوى سياسية تدعمها إيران وعلى رأسها ائتلاف “الفتح” بزعامة هادي العامري، والمكون في الغالب من أذرع سياسية لفصائل “الحشد الشعبي” المقربة من طهران، وائتلاف “دولة القانون” بزعامة نوري المالكي.
وقال الصدر في بيان، اطلعت عليه الأناضول: “حذرنا مسبقاً من مغبة زج العراق في الصراعات الإقليمية والدولية”، منوهاً إلى أن “العراق وشعبه لم يعد يتحمل مثل هذه التصرفات”.
ودعا الصدر منافسيه من القوى الشيعية الأخرى إلى “التعاون وتوحيد الصفوف من إجل إخراج القوات الأمريكية بالطرق السياسية والقانونية بأسرع وقت ممكن”.
وأضاف الصدر: “وإن لم ينسحبوا سيكون لنا تصرف آخر وبالتعاون معكم” في إشارة إلى منافسيه، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تستغل الفساد المستشري في العراق والهوة الكبيرة بين الساسة والشعب.
وشدد بالقول: “لن نسمح أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات السياسية والعسكرية وإنما نريد عراقاً قوياً ومستقلاً”.
ودعا الصدر الفصائل المسلحة المقربة من إيران إلى الابتعاد عن “التصرفات غير المسؤولة”، مؤكداً على ضرورة أن يكون “زمام الأمر بيد القوات الأمنية حصراً”.
وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان الأحد، إن هذه الضربات تأتي ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين، أحدثها هجوم استهدف قبل 3 أيام قاعدة “كي وان” في كركوك (شمال)؛ ما أدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من قوات الأمن العراقية.
ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.
ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتين لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين.