أمیر قطر یستقبل أردوغان فی أول رحلة لبلد عربی منذ بدء العملیة العسکریة ضد الأکراد فی سوریا

أمیر قطر یستقبل أردوغان فی أول رحلة لبلد عربی منذ بدء العملیة العسکریة ضد الأکراد فی سوریا
معرف الأخبار : ۸۳۸۶۸۵

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه “لا ينبغي لأحد أن ينزعج من وجود بلادنا في المنطقة” في معرض حديثه عن القاعدة التركية في قطر.

جاء ذلك في كلمة خلال زيارته مقر قيادة القوات المشتركة التركية القطرية، اليوم الإثنين، على هامش زيارته إلى الدوحة،بحسب وكالة الاناضول للأنباء التركية الرسمية .

وقال أردوغان: “لا فرق لدينا بين أمننا وأمن قطر”.

وأضاف أن “المطالبين بإغلاق القاعدة التركية في قطر لا يعلمون أنّنا أصدقاء قطر وقت الشدة”.

وتابع “انتهينا من تشييد الثكنة العسكرية التركية الجديدة في قطر وسنطلق عليها اسم خالد بن الوليد”.

وأكد الرئيس أردوغان أن القاعدة التركية في قطر “أنموذج لروح الصدق والإخلاص في علاقات الدول”، و”ليست نتيجة لعقلية الهيمنة القائمة على المصالح” مثل حالات أخرى.

كان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد بحث اليوم الاثنين مع الرئيس اردوغان العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أنه تم خلال اللقاء تبادل الآراء حول مجمل التطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

ويزور الرئيس التركي قطر للمشاركة في الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية العليا التركية القطرية.

يذكر أن اللجنة الاستراتيجية المشتركة، كانت قد تأسست في عام 2014، تنفيذا لاتفاقية أمنية مشتركة، وضمن بروتوكول تعاون أمني موقع عام 2011، وتعقد اجتماعاتها بالتناوب بين البلدين.

وشهد العام الحالي نموا في المجال الاقتصادي بين البلدين، وبلغت قيمة الصادرات التركية إلى قطر منذ بداية العام وحتى أيلول/سبتمبر 838 مليون دولار، بزيادة 7ر8% بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

لكن الزيارة تأتي أيضا في توقيت سياسي حسّاس، في ظل وجود مؤشّرات على إمكانية حدوث انفراج في الأزمة بين قطر وجيرانها والتي دفعت الدوحة إلى تعزيز علاقاتها بأنقرة سياسيا واقتصاديا.

واستقبل إردوغان في مطار الدوحة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع القطري خالد العطية.

وبحسب بيان الرئاسة التركية، فإن إردوغان سيبحث مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تعزيز هذه العلاقات، على أن يشهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم في عدة مجالات.

ومن المقرّر كذلك أن يزور إردوغان قاعدة طارق بن زياد التركية التي تضم نحو خمسة آلاف جندي. وكانت وسائل إعلام تحدّثت عن نية قطر شراء 100 دبابة مصنّعة في تركيا.

وأمير قطر كان اول رئيس دولة اتصل بالرئيس التركي في أعقاب محاولة الانقلاب في تموز/يوليو 2016. كما ان إردوغان زار الدوحة بعد أسابيع قليلة من قطع جيرانها العلاقات معها.

وأيّدت الدوحة أنقرة في هجومها العسكري ضد المقاتلين الأكراد شمال شرق سوريا في 9 تشرين الأول/أكتوبر، بينما دانته دول عربية بينها السعودية ووصفته بـ”العدوان” التركي.

وقالت وزارة الخارجية السعودية حينها إنّ المملكة تدين “العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية”.

وعلى الرغم من التأييد التركي العلني، تحدّثت تقارير في وسائل إعلام تركية عن غضب في أنقرة جراء تغطية شبكة “الجزيرة” القطرية للعملية العسكرية التركية في سوريا.

وكتبت صحيفة “ديلي صباح” هذا الشهر أنّ “قناة الجزيرة الانكليزية شوّهت العملية”، ما دفع بمحللين إلى الحديث عن خلاف تركي قطري بسبب ذلك.

– متانة العلاقات –

قال اندرياس كريغ الباحث المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط في كينغز كولدج البريطانية لوكالة فرانس برس إن “القطريين وجدوا أنفسهم في موقف صعب خلال العملية التركية في سوريا إذ انهم أقرّوا بحق تركيا في الدفاع عن نفسها بينما اختلفوا معها في الطرق والوسائل التي اتّبعتها لتحقيق ذلك”.

وتابع ان إردوغان يزور الدوحة رغم ذلك “لإظهار متانة العلاقات الثنائية بعد أسابيع من التقارير الإعلامية التي تتحدّث عن شرخ”.

وفي خضم الأزمة المالية التركية، حصل إردوغان العام الماضي على دعم بقيمة 15 مليار دولار من أمير قطر الشيخ تميم.

ولدى الدوحة استثمارات في تركيا بأكثر من 20 مليار دولار، بحسب أرقام السنة الماضية، في وقت تعدّ أنقرة في مقدمة الجهات المصدرة إلى الإمارة الثرية.

بالمقابل، تشهد العلاقات بين تركيا ودول عربية أخرى توترات على خلفية العملية في سوريا ودعم أنقرة للدوحة في خلافها مع جيرانها. وعلى رأس هذه الدول السعودية، التي تدهورت علاقاتها مع أنقرة منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018.

لكن زيارة إردوغان للدوحة تتزامن مع وصول منتخبات السعودية والبحرين والإمارات لكرة القدم إلى العاصمة القطرية للمشاركة في بطولة كأس الخليج العربي، في خطوة غير مسبوقة منذ قطع العلاقات.

ورأى مراقبون أنّ مشاركة الدول الثلاث الاختيارية في البطولة مؤشّر على نية لبدء العمل على إنهاء الأزمة الدبلوماسية.

وبحسب الباحثة في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تشينزيا بيانكو، فإنّ إردوغان يحاول من خلال زيارته لقطر “ضمان ألا يأتي التقارب المحتمل في الخليج على حساب العلاقات التركية القطرية”.

ووقعت تركيا وقطر، الإثنين، 7 اتفاقيات في عدد من المجالات، بحضور زعيمي البلدين رجب طيب أردوغان والشيخ تميم بن حمد.

جرى توقيع الاتفاقيات في العاصمة القطرية الدوحة، التي يُجري إليها الرئيس أردوغان زيارة عمل تستغرق يوما واحدا.

ووقع وزيرا الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو والقطري محمد بن عبد الرحمن على البيان المشترك للاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين.

وشملت النتائج التوقيع على 7 اتفاقيات.

إذ وقع رئيس البنك المركزي التركي مراد أويصال ورئيس مصرف قطر المركزي الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني، اتفاقية حول التعديلات المدخلة على الاتفاقية المتعلقة بترتيبات اتفاق تبادل العملات الثنائية (الليرة التركية والريال القطري).

كما وقع وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي مراد قوروم مع نظيره القطري عبد الله بن عبد العزيز السبيعي، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التخطيط المدني.

 

endNewsMessage1
تعليقات