فک شیفرة “نتنیاهو فی مسقط”.. تتویج لوساطة عُمانیة “ثلاثیة الأبعاد” واستباق لعرض “صفقة القرن” على الإسرائیلیین خلال أیام: السلطنة سحبت البساط من بن سلمان فی الوقت بدل الضائع وجهود لترتیب زیارة رئیسة الـ CIA إلى “رام الله”.. وتسریبات عن “تأجیل” ملفی القدس و

فک شیفرة “نتنیاهو فی مسقط”.. تتویج لوساطة عُمانیة “ثلاثیة الأبعاد” واستباق لعرض “صفقة القرن” على الإسرائیلیین خلال أیام: السلطنة سحبت البساط من بن سلمان فی الوقت بدل الضائع وجهود لترتیب زیارة رئیسة الـ CIA إلى “رام الله”.. وتسریبات عن “تأجیل” ملفی القدس و
معرف الأخبار : ۶۸۶۱۴۷

تستبق زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عُمان، والتي اعلن عنها الجمعة، زيارة مقررة خلال الأسبوع المقبل لمبعوث الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات يلتقي فيها الإسرائيليين، ويعرض فيها الخطة الامريكية للسلام او ما بات يعرف بـ “صفقة القرن”.

اعلان زيارة غرينبلات جاء عبر القناة العاشرة العبرية، مساء الخميس، والتي اكدت انه سيصل لإسرائيل بهدف تقديم وإعلان “صفقة القرن” نهاية العام الجاري، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن ترتيبات لرئيسة جهاز الاستخبارات المركزي “CIA” جينا هاسبل لزيارة رام الله ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد تكون مسقط وسيطاً إقليميا “ثلاثي الأبعاد” في كل الأحوال بهذا المعنى، حيث ترتب بعض الجوانب الفلسطينية الإسرائيلية من جهة، كما ترتب فلسطينيا وامريكيا من أخرى، في وقت عليها فيه بالضرورة الدخول على الخط المصري لترتيب الجوانب الفلسطينية الفلسطينية ايضاً، او على الأقل الاطلاع على تفاصيلها.

تحليلات عُمانية، تتحدث وفي الجانب الثالث عن كون عُمان تنسق عمليا مواقفها مع مصر والأردن، في الوقت الذي لم ترشح فيه أي انباء عن تدخّل عُماني من بوابتي القاهرة او عمّان، وانما قد يكون من البوابة القطرية التي استطاعت بالتزامن مع زيارة نتنياهو لمسقط من إيصال الوقود لقطاع غزة.

بهذا المعنى يمكن ترجيح ان مسقط تسحب جانباً هاماً وأساسياً من البساط العربي في الصفقة المذكورة من الرياض خصوصا بعد اهتزاز مكانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إثر تداعيات تصفية مواطنه الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، والاهم من ذلك ان وساطة عُمان تأتي من عاصمة تستطيع حمل عبء التوسط الدبلوماسي في هذه القضية وتحظى بالاجماع من كل الأطراف.

المحللون العُمانيون يرفضون الحديث عن كون بلادهم تسحب بساطاً من أحد (ومنهم الكاتب والمحلل سالم الجهوري الذي استضافته القناة الألمانية الناطقة بالعربية دويتشة فيلة)، ويؤكدون انها تقوم بالتنسيق مع الجميع، رغم ان التاريخ يؤكد ان ما يحصل في مسقط لا يمكن له ان يكون محل اجماع، خصوصا وهي الوسيط السابق في الاتفاق النووي واليوم بين الحوثيين والسعودية.

بالتذكير بوساطات مسقط السابقة، لا يمكن تجاهل ان العاصمة العُمانية غالبا ما تتدخل بعد “فشل من سبقوها” أي ان العاصمة العُمانية على الأرجح كانت بمثابة “حلّ العقد” في المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية، او ان صح التعبير في المحادثات الفلسطينية الامريكية الإسرائيلية، خصوصا وان مسقط عاصمة امنة وهادئة بالنسبة لواشنطن، في وقت يواجه فيه اثنين من عرابين “صفقة القرن” هما ولي العهد السعودي وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر غضباً عالمياً، فجّره قتل الصحافي خاشقجي، وهو ما يفسر بعدهما- او على الأقل عدم ورود اسميهما- في ترتيبات زيارة الأسبوع المقبل.

وأثار الخبر الذي تم نقله من مسقط عصر الجمعة عن زيارة ذات ثقل أمني واستخباري قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي لمسقط وللسلطان قابوس بن سعيد غضباً كبيراً من معظم النشطاء والسياسيين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام، إضافة إلى كون الأنباء فتحت باب التساؤلات والتكهنات، لتزامنها مع استقبال وفد إسرائيلي رياضي في قطر، ومسؤولين في أبو ظبي. الأمر الذي يبدو انه اضطر وزير خارجية السلطنة يوسف بن علوي لشرحه عبر تلفزيون بلاده وشاشات أخرى، وتحدث خلال ذلك عن كون بلاده “تيسر المحادثات” ولا تتوسط في شيء.

بن علوي شخصياً ترأس وفداً عُمانياً كان في القدس الأسبوع الماضي والتقى عددا من المسؤولين الفلسطينيين، كما قد يكون التقى بصورة غير معلنة بمسؤولين إسرائيليين. في تلك الزيارة كان بن علوي قد اعلن بوضوح انه “لا يمكن تحقيق الاستقرار والتطور وبناء ثقافة التسامح، إلا بقيام دولة فلسطينية بكامل أركانها، لتكون في مقدمة الركب في محاربة ما يعاني منه العالم.. هذه الرؤية التي نعتقد أنها الطريق الصحيح لتحقيق الهدف المنشود”، مضيفاً “هدف الزيارة هو التعرف على فلسطين، التي نتشبث بثقافتها وعمق تاريخها، حيث سنذهب إلى القدس لاستكمال صورة فلسطين التي تغيرت عندما رأينا صمود الشعب الفلسطيني، ويجب أن نكون حاضرين معه”.

بهذا المعنى ترجح نظرية المحلل العُماني “الجهوري” الذي تحدث في برنامج المسائية للقناة الألمانية بالقول ان تاريخ السلطنة يؤكد انها لا تنحو للاستعراض، وان معنى استقبال الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي في مسقط ان المحادثات العُمانية المتواصلة قد أتت اكلها وقد أسهمت في إيجاد أرضية للحوار، أي ان التحليل ينحو تجاه كون “صفقة او حتى اتفاق” قد حصلا أصلا وتوجتهما الزيارتان وليس العكس، في الوقت الذي لا تظهر فيه أي تفاصيل حتى اللحظة عن الاتفاق وطبيعته وتفاصيله، خصوصا وان عباس لا يعاني أصلا “عُسراً” في التواصل مع الإسرائيليين، وهو من التقى رئيس المخابرات العامة “الشاباك” الإسرائيلي نداف أرجمان قبل زيارته للسلطنة بأكثر من أسبوع.

بكل الأحوال، لا يمكن الفصل في شكل الوساطة العُمانية التي تكللت بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لمسقط، قبل أي تعديلات فيما يتعلق بملفي القدس واللاجئين، خصوصا مع تسريبات توحي بأن مسقط “قد تتواطأ” في تأجيل بحث ملفي “العودة عن اعلان القدس الأمريكي” و”تعديل مسار قضية اللاجئين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”، وهو ما يمكن الانتظار لتبيان حقيقته، خصوصا وان العاصمة العُمانية وتصريحات وزير خارجيتها لا تتماهى مع التسريبات المذكورة.

 

endNewsMessage1
تعليقات