“یوم غضب” یعم الأراضی الفلسطینیة المحتلة ومعظم الدول العربیة والإسلامیة احتجاجا على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائیل.. ومدیر المسجد الأقصى: قرار الرئیس الامریکی لا یعنی شیئا للمقدسیین

“یوم غضب” یعم الأراضی الفلسطینیة المحتلة ومعظم الدول العربیة والإسلامیة احتجاجا على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائیل.. ومدیر المسجد الأقصى: قرار الرئیس الامریکی لا یعنی شیئا للمقدسیین
معرف الأخبار : ۵۶۷۷۳۷

اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في القدس ومدن الضفة الغربية المحتلة، بعد تجمعات احتجاجا على اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للدولة العبرية.

وخرجت تظاهرات في تركيا وافغانستان ومصر وتونس والاردن ولبنان والعراق وايران وماليزيا واندونيسيا ايضا احتجاجا على القرار الاميركي.

وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة، بدأت المواجهات في مدن رام الله و الخليل ونابلس وبيت لحم واريحا في الضفة الغربية المحتلة بعد صلاة الجمعة، وفي البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، بحسب مراسلين لفرانس برس.

في البلدة القديمة في القدس، تجمع نحو 200 متظاهر وقامت الشرطة الاسرائيلية بركلهم وضربهم بالهراوات.

وتم نشر مئات العناصر من قوات الشرطة بالقرب من البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة حيث يقع المسجد الاقصى.

والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، ويقع في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل.

ونشر الجيش الاسرائيلي تعزيزات عسكرية في الضفة الغربية المحتلة.

من جهته، يعقد مجلس الامن الدولي الجمعة جلسة طارئة لبحث خطوة ترامب التي ووجهت بتنديد دولي، بما في ذلك من قبل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وحاولت العديد من خطط السلام في العقود الماضية حل مسألة تقسيم السيادة او الاشراف على المواقع المقدسة في القدس.

– توتر فلسطيني-اميركي-

وفي بادرة اخرى تعكس التوتر الفلسطيني الاميركي، تحدثت معلومات عن احتمال الغاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقائه بنائب الرئيس الاميركي مايك بنس الذي سيزور المنطقة قريبا.

وقال البيت الابيض الخميس ان احتمال الغاء اجتماع مقرر قريبا بين بنس وعباس سيأتي “بنتائج معاكسة”. وقال مسؤول في الرئاسة الاميركية لفرانس برس ان بنس “لا يزال يعتزم لقاء عباس كما هو مقرر” .

وتعذر الاتصال بمكتب عباس للحصول على تعليق على هذه التصريحات، لكن جبريل الرجوب المسؤول الفلسطيني في حركة فتح التي يتزعمها عباس، قال لفرانس برس الخميس ان بنس “غير مرحب به في فلسطين (…) والرئيس عباس لن يلتقيه بسبب التصريحات التي ادلى بها” عن القدس.

دعت حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة الى “انتفاضة جديدة” ما يزيد المخاوف من تدهور الوضع الامني.

وانتقدت كل دول العالم قرار ترامب. غير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اغدق المديح على الرئيس الاميركي مؤكدا ان “اسمه سيدخل في تاريخ القدس″، داعيا دولا اخرى الى ان تحذو حذوه.

وقرار ترامب الذي يأتي تنفيذا لاحد وعود حملته الانتخابية في 2016، يضع نهاية لسبعة عقود من الغموض الاميركي على وضع المدينة المقدسة التي تطالب بها اسرائيل والفلسطينيون.

وقال ترامب ان القرار يؤذن ببداية “مقاربة جديدة” لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

لكن خروج ترامب عن الاجماع الدولي حول مسألة بهذه الحساسية لقي تحذيرات دولية متزايدة.

وفي آخر المواقف، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة الى “الهدوء”. وقال في افتتاح اجتماع لدعم لبنان في باريس “اوجه نداء الى الجميع للالتزام بالهدوء وتحمل المسؤولية”.

واضافة الى تحذير روسي، رأت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الخميس ان قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل يمكن ان يعيد المنطقة الى “أوقات اكثر ظلمة”، فيما اعتبرت السعودية قرار ترامب “غير مبرر وغير مسؤول”.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان القرار يضع المنطقة في “دائرة نار”. واضاف “أي نوع من المقاربة هذه؟ القادة السياسيون لا يثيرون المشكلات، بل يسعون لصنع السلام”.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية حول هذا الموضوع في نيسان/أبريل 2014.

ورأى محمد اشتية وهو مسؤول فلسطيني كبير شارك في المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية في السابق ان قرار ترامب لا يترك شيئا للتفاوض عليه بين الجانبين. واضاف “ربما طرد الفلسطينيين الى جهة غير معروفة”.

قال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، إن  مدينة القدس حق عربي ، معتبرا أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  لا يعني شيئا للمقدسيين .

وأضاف الكسواني في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، أن  قرار ترامب (بشأن إعلان بلاده القدس عاصمة لإسرائيل) لا يعني شيئا بالنسبة لنا نحن المقدسيين .

وتابع:  العرب يجمعون على ذلك؛ لأن القدس بالنسبة لنا هي فلسطين الإسلامية والعربية إلى الأبد .

وأضاف الكسواني:  المستعمر دخل هذه البقعة (فلسطين) مرارا وكان نهايته إلى زوال .

وقال مدير المسجد الأقصى إن  القدس فُتحت على يد المسلمين العرب، وهي حق عربي (..) ولا حق لأحد غيرنا فيها .

ودعا الكسواني الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الصبر والثبات بالحفاظ على الأرض الفلسطينية عربية إسلامية.

وتظاهر المئات في ساحة الجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة للتنديد بقرار نقل السفارة الامريكية إلى القدس اعترافا منها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وردد المتظاهرين الهتافات المناهضة للقرار الامريكي، ومن بينها (بالدم بالروح الارض مش هتروح) و(بالروح بالدم نفديك يا أقصى) و(لبيك يا أقصى) و(القدس عربية مش عاصمة إسرائيلية).

ودعا المتظاهرون إلى مقاطعة الولايات المتحدة والمنتجات الامريكية وإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وإلغاء كافة الاتفاقيات التجارية والزراعية وغيرها من الاتفاقيات مع ما وصفوه بـ”الكيان الصهيوني”.

وأكد المتظاهرون ضرورة تكاتف الدول العربية والإسلامية ضد العدوان الاسرائيلي وضد القرار الأمريكي، وتنفيذ مقاطعة تجارية واقتصادية للولايات المتحدة.

وشدد المتظاهرون على وقوفهم ودعمهم الشعبي لكفاح الشعب الفلسطيني وجهاده ضد الاستعمار الاسرائيلي والقرار الأمريكي ومحاولات تهويد القدس.

كما تظاهر الاف الاشخاص بعد صلاة الجمعة في اسطنبول للتنديد باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل، بحسب ما افادت مراسلة لوكالة فرانس برس في المكان.

وتجمع الاف الاشخاص في حي الفاتح في القسم الاوروبي من المدينة وهم يرفعون لافتات كتب عليها “القدس شرفنا” و”لتسقط اميركا وتسقط اسرائيل”.

 

endNewsMessage1
تعليقات