في حوار مع إیلنا ...
عصام عبد الشافی: السعودیة ترفض أی تغیر دیمقراطی فی مصر
معرف الأخبار :
۴۶۰۶۸۶
قال مدير المعهد المصري للدراسات فی تركيا، عصام عبد الشافي ان السعودية ترفض أی تغير ديمقراطي في مصر، خوفاً من انتقال موجة التحولات السياسية إليها، وبالتالي تهديد شرعية النظام القائم.
مدير المعهد المصري للدراسات فی تركيا، عصام عبد الشافي فی حوار مع وکالة انباء إیلنا اعلن ان السعودية ترفض أی تغير ديمقراطي في مصر، خوفاً من انتقال موجة التحولات السياسية إليها، وبالتالي تهديد شرعية النظام القائم.
- دلائل وقوع الثورة فی مصر وما هو فروق و اختلافات موجوده بین ثورة مصر و ثورات اخری فی دول عربیة؟
قبل 25 يناير 2011، عانت مصر العديد من مظاهر الفساد والتدهور على كافة المستويات، الأخلاقية، والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية، وكانت قمة مظاهر الفساد والتسلط التزوير الفج في انتخابات 2010، وقبلها فيما سمي انتخابات الرئاسة 2005
لم يكن هناك مجال للحديث عن حقوق أو حريات، بل فقط انتهاكات، وما ترك من هامش للبعض ليتحدث، أو لبعض القنوات أن تعارض، أو لبعض الأحزاب أن تتأسس كان من قبيل تصميم ديكور شكلي لنظام سياسي هش وفاسد ومتسلط، أو ما يعرف في العلوم السياسية باسم "الديمقراطية الشكلية"، كل الاهتمام فقط على المظاهر الشكلية (تعددية، أحزاب، انتخابات، قنوات إعلامية، طعون قضائية، ..) ولكن كل هذا تحت سيطرة الحاكم شخصاً وحزباً.
وفي مواجهة هذه الممارسات، برزت التحركات الشبابية، وتكوين منظمات المجتمع المدني، وظهر تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، وتعددت الدعوات للاصلاح، والتغيير في بنية النظام، وكلها عوامل دفعت في اتجاه الثورة في 25 يناير 2011
- هل انت موافق مع هذا الامر بان وقعت التشویة والمصادرة(expropriation) فی ثورة مصریه؟ ان توافق مع هذا الامر ما سبب التشویة و المصادره هذه الثوره؟
الثورة المصرية، تعرضت لتشويه متعمد ومخطط، وشارك فيه العديد من الأطراف الداخلية والخارجية، من داخل مصر، كان الدور الأبرز في التشويه للمؤسسة العسكرية، التي تسعى للسيطرة والهيمنة، ومن هنا كان حرصها على تشويه كل رموز الثورة وحرقهم سياسياً وإعلامياً، ثم هناك الدور الذي قام بقايا نظام مبارك، من شخصيات سياسية ورجال أعمال ومؤسسات إعلامية ومؤسسات قضائية ومدنية وأمنية، وهذا منطقي ومتوقع، لأن الثورة بالأساس قامت للتخلص من هذا النظام ومن كل رموزه الفاسدة، وطبيعي أن يتحرك كل من شارك في منظومة مبارك ضد الثورة وتشويه كل من شارك فيها.
أما من خارج مصر، فالتشويه جاء من عدد من الأطراف الإقليمية الرافضة للثورة بالأساس، والتي تخشي أى تحول نحو الديمقراطية الحقيقية في مصر، أو تلك التي تخشي من وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر، وعلى رأس هذه الدول تأتي السعودية والإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني، فهذه الأطراف الثلاثة، أى تحول شعبي في مصر يهددهم، وأى تغيير سياسي في بنية الدولة المصري يقلقهم، لأن أى تحول أو تغيير، يمكن أن يكون مقدمة للتغيير في أوضاع هذه الدول ونظمها السياسية، ومن هنا قدمت هذه الدول الثلاثة أكبر دعم سياسي ومالي وإعلامي وعسكرى للنظام الانقلابي في مصر.
- ما هو دلائل نجاح و فوز رئیس مرسی فی انتخابات بعد الثوره، ما رایکم حول حکم رئیس مرسی وهل حرمان فعالیة التی تتوجه من قبل حکومة رئیس مبارک فی حکمه الی اخوان المسلمین تاثر فی حکم رئیس مرسی ام لا؟
الدكتور محمد مرسي، واجه العديد من التحديات والأزمات التي تمت صناعتها من جانب قوى الثورة المضادة داخل مصر وخارجها، وتم تحميله جرائم النظم المصرية وفسادها في 60 عاماً منذ انقلاب 1952، كما أنه لم يجد أى دور داعم أو مساند من مؤسسات الدولة التي تآمرت عليه، بل كانت تعمل ضده، لأن ممارسات الدكتور مرسي ونجاحه كان معناه انهيار منظومات الفساد وشبكات المصالح التي تقوم عليها هذه المؤسسات ومن يقف خلفها.
كما أن عام واحد ليس كافياً بالمطلق للحكم على سياسات الدكتور مرسي، وإن كان هذا لا يعفيه من عدم التحرك الجاد والحاسم في مواجهة شبكة الانقلابيين التى تم الكشف عنها قبل يونيو 2013.
- تشير التكهنات الی ان «احمد شفیق» یشارک الانتخابات الآتیة مصربعنوان مرشح . هل هذا الامر صحیح ام لا؟ و ما تعلیقکم حول هذا الموضوع.
لا أعتقد هذا، لأن السيسي شخص مستبد ومتسلط، ولن يسمح بمشاركة أى شخص يمكن أن يكون منافساً له، وإن ترشح أحد أمامه سيكون للحفاظ على الديكور الشكلي للمسرحية الانتخابية، كما حدث في مسرحية انتخابات 2014، عندم قام حمدين صباحي بتمثيل دور المرشح أمام قائد الانقلاب.
وحتى لو عاد شفيق، ولو تمت مسرحية الانتخابات في 2018، ولو شارك شفيق، فإنه فقط سيكون مجرد ممثل لا أكثر، حتى يزيفون الوعي، ويتحدثون عن انتخابات وتنافسية
- کیف کان رئیس السیسی فی دوره الریاسه؟ ولماذا یفوض الحکم الی شخص عسکری فی اقل من سنتین بعد ثوره الشعبیه مصر؟
أرفض مصطلح "الرئيس"، هذا ليس رئيساً لمصر ولن يكون حتى لو استمر في الحكم عشرات السنوات، فهو قائد انقلاب عسكرى غير شرعي على سلطة شرعية جاءت بعد انتخابات حقيقية وشفافة وتعددية ونزيهة، شهد بها جميع من عايشها وراقبها وشارك فيها.
أما الانقلاب على الثورة بعد عامين، من قيامها، فهذا كان اجراءً مرحلياً لأن الانقلاب على الثورة تم التخطيط له منذ تنحي مبارك في 11 فبراير 2011، العسكر يتعاملون على أن مصر دولتهم، وأن منطقهم قائم على: "جيش له دولة"، وليس "دولة لها جيش"، ولهذا كان التخلص من مبارك، ثم الانقلاب على الثورة.
- و ما رایکم حول الروابط بین مصر والمملکة العربیة السعودیة فی الاحیان و المجالات المختلفة قبل و بعد ثوره الشعبیة ؟
العلاقات استراتيجية بين الدولتين، لتعدد العوامل المشتركة بينهما، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وتاريخياً وجغرافياً، والسعودية تحرص كل الحرص على بقاء الأوضاع تحت سيطرة العسكر في مصر، وعدم وصول تيار سياسي ذي مرجعية دينية، على اعتقاد أن في هذا تنافس مع مشروعها السياسي، الذي تقول أنه قائم على مرجعية دينية.
كما أن السعودية ترفض أی تغير ديمقراطي في مصر، خوفاً من انتقال موجة التحولات السياسية إليها، وبالتالي تهديد شرعية النظام القائم.
أما التوتر الذي يحدث بين الحين والآخر، بين النظام السعودي والنظام الانقلابي في مصر، فهو في إطار الابتزاز السياسي المتبادل بين الطرفين، إلا أن ما يجب التأكيد عليه أن هذين النظامين لا يملكان القدرة على تبني سياسة خارجية مستقلة، فهما تابعان للسياسة الأميركية، التي تتحكم فيهما، وتوجههما بما يخدم مصالحها في المنطقة، وتملك القدرة على منع أو تفاقم أي توتر بينهما.
لم يكن هناك مجال للحديث عن حقوق أو حريات، بل فقط انتهاكات، وما ترك من هامش للبعض ليتحدث، أو لبعض القنوات أن تعارض، أو لبعض الأحزاب أن تتأسس كان من قبيل تصميم ديكور شكلي لنظام سياسي هش وفاسد ومتسلط، أو ما يعرف في العلوم السياسية باسم "الديمقراطية الشكلية"، كل الاهتمام فقط على المظاهر الشكلية (تعددية، أحزاب، انتخابات، قنوات إعلامية، طعون قضائية، ..) ولكن كل هذا تحت سيطرة الحاكم شخصاً وحزباً.
وفي مواجهة هذه الممارسات، برزت التحركات الشبابية، وتكوين منظمات المجتمع المدني، وظهر تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، وتعددت الدعوات للاصلاح، والتغيير في بنية النظام، وكلها عوامل دفعت في اتجاه الثورة في 25 يناير 2011
- هل انت موافق مع هذا الامر بان وقعت التشویة والمصادرة(expropriation) فی ثورة مصریه؟ ان توافق مع هذا الامر ما سبب التشویة و المصادره هذه الثوره؟
الثورة المصرية، تعرضت لتشويه متعمد ومخطط، وشارك فيه العديد من الأطراف الداخلية والخارجية، من داخل مصر، كان الدور الأبرز في التشويه للمؤسسة العسكرية، التي تسعى للسيطرة والهيمنة، ومن هنا كان حرصها على تشويه كل رموز الثورة وحرقهم سياسياً وإعلامياً، ثم هناك الدور الذي قام بقايا نظام مبارك، من شخصيات سياسية ورجال أعمال ومؤسسات إعلامية ومؤسسات قضائية ومدنية وأمنية، وهذا منطقي ومتوقع، لأن الثورة بالأساس قامت للتخلص من هذا النظام ومن كل رموزه الفاسدة، وطبيعي أن يتحرك كل من شارك في منظومة مبارك ضد الثورة وتشويه كل من شارك فيها.
أما من خارج مصر، فالتشويه جاء من عدد من الأطراف الإقليمية الرافضة للثورة بالأساس، والتي تخشي أى تحول نحو الديمقراطية الحقيقية في مصر، أو تلك التي تخشي من وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر، وعلى رأس هذه الدول تأتي السعودية والإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني، فهذه الأطراف الثلاثة، أى تحول شعبي في مصر يهددهم، وأى تغيير سياسي في بنية الدولة المصري يقلقهم، لأن أى تحول أو تغيير، يمكن أن يكون مقدمة للتغيير في أوضاع هذه الدول ونظمها السياسية، ومن هنا قدمت هذه الدول الثلاثة أكبر دعم سياسي ومالي وإعلامي وعسكرى للنظام الانقلابي في مصر.
- ما هو دلائل نجاح و فوز رئیس مرسی فی انتخابات بعد الثوره، ما رایکم حول حکم رئیس مرسی وهل حرمان فعالیة التی تتوجه من قبل حکومة رئیس مبارک فی حکمه الی اخوان المسلمین تاثر فی حکم رئیس مرسی ام لا؟
الدكتور محمد مرسي، واجه العديد من التحديات والأزمات التي تمت صناعتها من جانب قوى الثورة المضادة داخل مصر وخارجها، وتم تحميله جرائم النظم المصرية وفسادها في 60 عاماً منذ انقلاب 1952، كما أنه لم يجد أى دور داعم أو مساند من مؤسسات الدولة التي تآمرت عليه، بل كانت تعمل ضده، لأن ممارسات الدكتور مرسي ونجاحه كان معناه انهيار منظومات الفساد وشبكات المصالح التي تقوم عليها هذه المؤسسات ومن يقف خلفها.
كما أن عام واحد ليس كافياً بالمطلق للحكم على سياسات الدكتور مرسي، وإن كان هذا لا يعفيه من عدم التحرك الجاد والحاسم في مواجهة شبكة الانقلابيين التى تم الكشف عنها قبل يونيو 2013.
- تشير التكهنات الی ان «احمد شفیق» یشارک الانتخابات الآتیة مصربعنوان مرشح . هل هذا الامر صحیح ام لا؟ و ما تعلیقکم حول هذا الموضوع.
لا أعتقد هذا، لأن السيسي شخص مستبد ومتسلط، ولن يسمح بمشاركة أى شخص يمكن أن يكون منافساً له، وإن ترشح أحد أمامه سيكون للحفاظ على الديكور الشكلي للمسرحية الانتخابية، كما حدث في مسرحية انتخابات 2014، عندم قام حمدين صباحي بتمثيل دور المرشح أمام قائد الانقلاب.
وحتى لو عاد شفيق، ولو تمت مسرحية الانتخابات في 2018، ولو شارك شفيق، فإنه فقط سيكون مجرد ممثل لا أكثر، حتى يزيفون الوعي، ويتحدثون عن انتخابات وتنافسية
- کیف کان رئیس السیسی فی دوره الریاسه؟ ولماذا یفوض الحکم الی شخص عسکری فی اقل من سنتین بعد ثوره الشعبیه مصر؟
أرفض مصطلح "الرئيس"، هذا ليس رئيساً لمصر ولن يكون حتى لو استمر في الحكم عشرات السنوات، فهو قائد انقلاب عسكرى غير شرعي على سلطة شرعية جاءت بعد انتخابات حقيقية وشفافة وتعددية ونزيهة، شهد بها جميع من عايشها وراقبها وشارك فيها.
أما الانقلاب على الثورة بعد عامين، من قيامها، فهذا كان اجراءً مرحلياً لأن الانقلاب على الثورة تم التخطيط له منذ تنحي مبارك في 11 فبراير 2011، العسكر يتعاملون على أن مصر دولتهم، وأن منطقهم قائم على: "جيش له دولة"، وليس "دولة لها جيش"، ولهذا كان التخلص من مبارك، ثم الانقلاب على الثورة.
- و ما رایکم حول الروابط بین مصر والمملکة العربیة السعودیة فی الاحیان و المجالات المختلفة قبل و بعد ثوره الشعبیة ؟
العلاقات استراتيجية بين الدولتين، لتعدد العوامل المشتركة بينهما، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وتاريخياً وجغرافياً، والسعودية تحرص كل الحرص على بقاء الأوضاع تحت سيطرة العسكر في مصر، وعدم وصول تيار سياسي ذي مرجعية دينية، على اعتقاد أن في هذا تنافس مع مشروعها السياسي، الذي تقول أنه قائم على مرجعية دينية.
كما أن السعودية ترفض أی تغير ديمقراطي في مصر، خوفاً من انتقال موجة التحولات السياسية إليها، وبالتالي تهديد شرعية النظام القائم.
أما التوتر الذي يحدث بين الحين والآخر، بين النظام السعودي والنظام الانقلابي في مصر، فهو في إطار الابتزاز السياسي المتبادل بين الطرفين، إلا أن ما يجب التأكيد عليه أن هذين النظامين لا يملكان القدرة على تبني سياسة خارجية مستقلة، فهما تابعان للسياسة الأميركية، التي تتحكم فيهما، وتوجههما بما يخدم مصالحها في المنطقة، وتملك القدرة على منع أو تفاقم أي توتر بينهما.