السید نصر الله “یدمّر” بالتفنید أسس التهویل
التهويل الصهيوني بعدوان على لبنان ليس بجديد، واهدافه عديدة ، ولكنه كان بجرعة زائدة في الايام الماضية .. اركانه تنوعت من السياسي الى الاعلامي ، وقد يكون من أسبابه انكسار المشروع الصهيوني التكفيري الذي يثير الحنق لدى العدو. جاء كلام الامين العام لحزب الله رداً حاسماً على التهويل ليعيد الى اذهان العدو ان المغامرة كبيرة وليعطي مقابل الجرعة الزائدة من التهويل جرعة اكبر منها من المعادلات سريعة المفعول، ابرزها هذه المرة معادلة ديمونا ليكون بمثابة “الخطاب النووي” .
الحاضر غير المستجد في خطاب السيد نصر الله ولكن دائما باسلوب نوعي جديد هو ان المقاومة تحوز المفاجآت ، التي يحلو للسيد نصر الله تذكير العدو بها لتكون تدعيماً قوياً لفكرة القدرات الضخمة وتتكامل القدرات الكبرى للمقاومة مع فكرة المفاجآت التي تخفيها والاسرار التي لم تصل اليها ولن تصل معلومات العدو، لتفعل فعلها بقوة في النفسية الصهيونية.
اسس التهويل الصهيوني الجديد كان خطاب السيد نصر الله لها بالمرصاد فتضعضعت تحت وقع التفنيد المنطقي الذي يجعل اي تهديد يبدو سخيفا والمعادلات المتقدمة التي تجعل اي حرب تعود الى دائرة المغامرة غير المحسوبة. ووضع السيد نصر الله معادلة جديدة ومفاجئة هي الاشد وطئا في الخطاب، وشكلت الرد الاكثر حسما، حيث ان مفاعل ديمونا تحت النار والاجدى بالعدو تفكيكه، وسيكون استهدافه طبعا بمثابة كارثة نووية واسعة للعدو.
وتضمن مسار المنطق بمواجهة التهويل ما يلي:
-الاستناد الى كلام الاعلام والاوساط الصهيونية نفسها عن ما هو بمثابة قنبلة نووية لدى المقاومة عبر تهديد الامونيا ليضيف اليها التصويب على مسالة سفينة الامونيا بما يعادل عدة قنابل نووية! واذا كان الصهيوني باشر باجراءات نقل الامونيا كفعل اعتراف بقدرة وصدق المقاومة فقد اتبعها السيد نصر الله بالقول ان نقل الامونيا لن يفيد ايضا حيث نطاله اينما وجد، وليكون بذلك تذكير بمعادلة الصواريخ التي تطال كل الاراضي المحتلة من كريات الى ايلات!
-اضاف السيد نصر الله في التفنيد نقاطاً منطقية متعلقة بالتجربة الصهيونية في غزة بحيث لم تستطع الوية غولاني دخول حي الشجاعية وذلك ايضا رغم كل التدريبات واخذ الدروس والعبر من حرب تموز التي وقف خلالها العدو اسابيع على اعتاب بنت جبيل، فكيف بها اذا دخلت لبنان؟ ليعيد التذكير بمعادلة تدمير الالوية اذا دخلت برياً وقد قالها سابقا “سينهار جيشكم عند اقدام عماد مغنية”.
-نقطة اخرى هي انه اذا كان هذا العدو اهلا للتهديد والوعيد وفي موقع قوة فلماذا يبني اسوار وسواتر خوفه وقلقه عند الحدود مع لبنان؟ فهل الجدران التي ترتفع للمرة الاولى منذ تأسيسه هي دليل عقلية قوة او تغير نحو عقلية الخوف والتردد ، وهنا اتت جملة موجزة بما قل ودل على لسان السيد نصر الله ان المقاومة لم تعد تقف في ارضها فقط لتدافع عن لبنان!.
هذه النقاط التي وردت تضمنت رسالتين:
اولاً الى الصهيوني ان المعادلات حاضرة والمفاجآت تغير مسار المعركة والمقاومة اصبعها على الزناد.
ثانيا الى الداخل اللبناني بأن لا ينجر خلف التهويل خاصة ان انتشار صدى التهويل بالخطر اصبح يمكن انتشاره اكثر في عالم افتراضي مفتوح على الخبر والرأي فاعطى السيد نصر الله قاعدة اطمئنان دون اغفال انه امام احتمال المغامرة الصهيونية فالردع حاضر ثم الجهوزية كبيرة امام اي احتمال.
الخطاب تلقفه الاعلام الصهيوني بسرعة لا سيما “المضمون النووي” بقصف مفاعل ديمونا وخزانات الأمونيا وعنونت تقارير الاعلام الصهيوني “نصر الله يواصل إطلاق التهديدات باتجاه إسرائيل” مركزة على فكرة اوردها بتحويل التهديد الى فرصة حيث “سيحول النووي الإسرائيلي إلى تهديد لإسرائيل “. وركزت القنوات الصهيونية على الخطاب في بداية نشراتها متبعة ذلك باستضافة محللين عسكريين وامنيين حول المضامين والمعادلات.