سفير الإحتلال بواشنطن يدعي: اتفاق لوقف النار في لبنان خلال أيام

سفير الإحتلال بواشنطن يدعي: اتفاق لوقف النار في لبنان خلال أيام
معرف الأخبار : ۱۵۶۱۳۳۲

ادعى سفير كیان الإحتلال الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ، الاثنين، قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، مع احتمال الإعلان عنه خلال أيام.

وقال هرتسوغ لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق في لبنان، ويمكن أن يحدث ذلك خلال أيام”.

وأضاف: “نحتاج فقط إلى إغلاق القضايا الأخيرة” دون إيضاحات.

وعن الاتفاق نفسه، أفاد بأن “هذا ترتيب يجب أن يُبقي حزب الله بعيدا (عن الحدود)، ويسمح لسكان الشمال (النازحين الإسرائيليين) بالعودة إلى منازلهم”.

وزعم هرتسوغ أن “حزب الله الآن أكثر ضعفا، وإذا حدثت أي انتهاكات فإن إسرائيل تحتفظ بحرية العمل ضده”.

وتتوسط الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق بين تل أبيب و”حزب الله”، على الرغم من أنها تدعم حليفتها إسرائيل في حربيها على قطاع غزة ولبنان.

ضمانات أمريكية

بدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الاثنين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على مقترح الاتفاق الأمريكي لوقف إطلاق النار في لبنان.

وقالت الهيئة إن “إسرائيل أعطت الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين الضوء الأخضر للمضي قدما نحو توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان”.

وأضافت أنه “تم تأكيد الموافقة الإسرائيلية على الاتفاق المطروح خلال مشاورة أمنية محدودة أجراها رئيس الوزراء مع عدد من الوزراء مساء أمس الأحد”.

ونقلت الهيئة عن مصدر إسرائيلي لم تمسه قوله إنه “من المأمول إعلان وقف إطلاق النار خلال يومين”.

وزعمت مصادر إسرائيلية أن “الاتفاق مع لبنان أُبرم، والآن نتنياهو يدرس كيفية شرحه للشعب الإسرائيلي”، حسب قناة “كان” التابعة لهيئة البث.

لكن الهيئة قالت إن المحادثات تتمحور الآن حول مسألة احتمال حرية تحرك الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود السورية- اللبنانية، في إشارة إلى ادعاءات إسرائيلية بتهريب أسلحة وذخائر من سوريا إلى “حزب الله” في لبنان.

ونقلت عن مصادر وصفتها بأنها “مطلعة على موقف الجانب الأمريكي” إن “إسرائيل حصلت على ضمانات من واشنطن بحرية التحرك على الحدود في حال انتهاك الاتفاق”.

زيارة مسؤول أمريكي

وحسب صحيفة “معاريف” العبرية، الاثنين، فإن نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط دانيال شابيرو سيصل تل الاثنين للتباحث مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ومسؤولين آخرين بشأن الاتفاق المقترح.

ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمه: “توجد نقاط متبقية لإغلاقها، ويبدو أن الاتفاق قريب”.

فيما قالت القناة 12 العبرية (خاصة) إنه “يوجد قلق (في إسرائيل) من أن معدل إطلاق “حزب الله” النار سيزداد حتى يتم التوصل إلى اتفاق”.

وتابعت “على خلفية القتال العنيف أمس، ترجح إسرائيل أن معدل إطلاق النار سيزداد مع اقترابنا من اتفاق”.

والأحد، صعّد “حزب الله” عملياته (51 عملية) اتساقا مع تصريح الأمين العام للحزب نعيم قاسم مؤخرا بأن الرد على قصف العاصمة بيروت سيكون في “وسط تل أبيب”، بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قلب بيروت واغتالت المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف.

لكن في إطار ادعاءاتها بأنها قضت على نسبة كبيرة من قدرات “حزب الله” العسكرية، تجاهلت إسرائيل هذا التحذير وقصفت بيروت بكميات كبيرة من المتفجرات مساء السبت، في محاولة لاغتيال القيادي العسكري البارز بالحزب محمد حيدر.

ويرى مراقبون أن إسرائيل لم تعد تراعي أي قواعد اشتباك (غير مكتوبة) كما جرى العرف مع “حزب الله”، والتي تعتبر الضاحية الجنوبية لبيروت مثل حيفا والعاصمة بيروت مثل تل أبيب.

وعبر إصراره على الرد السريع على قصف بيروت بضرب تل ابيب الأحد، يبدو أن “حزب الله” يصر على إثبات أنه لملم جراحه، ومن ثم إعادة إسرائيل إلى قواعد الاشتباك الضمنية التي كان يجري العمل وفقا لها طوال السنة الماضية.

وإذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار، وفق مراقبين، فهذا يعني أنها أعطت طوق نجاة سياسي وعسكري لـ”حزب الله”، وهذا ما يدفع للتشكيك في صحة الأنباء عن التوصل إلى اتفاق في ظل الوضع الراهن.

ويدعم هذا أنه لا يوجد أي مؤشر إيجابي من “حزب الله”، الذي حذر أكثر من مرة من الأجواء الإيجابية المزعومة التي ينشرها نتنياهو وإعلامه بين حين لآخر بشأن التوصل لاتفاق، كما أكد الحزب أن “القول الفصل للميدان”.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها “حزب الله”، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 149 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و754 شهيدا و15 ألفا و626 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأحد.

ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

(الأناضول)

 

endNewsMessage1
تعليقات