روسيا تتخطى العقوبات: تأمين الأمن الغذائي وتصدير الى دول أخرى

روسيا تتخطى العقوبات: تأمين الأمن الغذائي وتصدير الى دول أخرى
معرف الأخبار : ۱۵۱۵۰۶۸

عانت روسيا في السنوات الماضية من العقوبات التي أثّرت عليها بسبب الحرب الروسية الأوكرانيّة التي غيّرت كثيراً، ولا شك أن موسكو تريد أن تفرض نفسها قوّة أساسية في معادلة الدول الكبرى وهي تخطو اليوم خطوة أساسية نحو تأمين الاكتفاء الذاتي لديها، لا بل أكثر، تريد أن تكون مصدراً لمساعدة الدول على كيفية تأمين حاجياتها.

هذه الصورة ليست مجرّد خيال أو كلام في الأذهان، هي حقائق يلمسها كلّ من يزور مصنع روستسيلماش للحصادات في روسيا، ورصدتها "النشرة" من خلال لقاء للاطّلاع على كيفيّة تأمين هذا البلد للأمن الغذائي فيه.

هنا لا يمكن القول سوى أنه عندما تسمع وترى كيف يسعى هذا البلد جاهداالى مقاومة الغرب والسير بخطى جديّة نحو تأمين اكتفائه الذاتي، لا بدّ من التأكيد بالحديث أن العقوبات على روسيا أصبحت خلفها. في المعمل المذكور تشاهد بداية خط الانتاج الذي يبدأ بكيفية صناعة الآلات التي تقوم بحصاد القمح أو كيفية تصنيع الآلات الزراعيّة ("الجرّار والحاصدة" على سبيل المثال).من هنا يبدأ كلّ شيء، واليوم تصدّر منها الى دول أوروبية وأفريقيّة والى أميركا اللاتينية، متجاوزة حالة الحصار الغربي المفروض. وتشرح مصادر الشركة أن "الصناعة في روسيا تطوّرت كثيراً، ففي البداية كانت بعيدة عنالاكتفاء الذاتي، ما اضطرّ الروس للاستيراد لتأمين ما ينقصهم، لكن اليوم إنقلب المشهد وأصبحوا يصدّرون الآلات التي تساعد على حصاد القمح الى قرابة 52 دولة في العالم".

روسيا تتخطى العقوبات: تأمين الأمن الغذائي وتصدير الى دول أخرى

 

"85% من قطع الغيار التي تستعمل لتصنيع الآلات في مجال زراعة الحبوب هي روسيّة، في حين أن 15% تستورد من الخارج". وتستكمل المصادر الشرح بالتأكيد على أن "كل "جرّار وحاصدة" يعمل على حوالي 35 طنّاًوأكثر، وقد شهد خط انتاج التصنيع خلال السنوات الماضية تطورًا بالغ الأهمّية، وبات يحتوي على أماكن لتخزين القمح بسعة ضخمة جدًّا لكلّ واحدة منها".

البعض يطرح أسئلة كثيرة ويستغرب كيف أن دولة في العالم فُرِضَت عليها عقوبات بشكل ضاغط يمكن أن تصل الى هذا الحدّ من التطوّر، والجواب هو أن موسكو أرادت أن تصل الى قرابة صفر استيراد لتأمين الغذاء بالاعتماد على نفسها فقط ومن إنتاجها وبقدراتها الذاتيّة. وتذهب المصادر أبعد من ذلك لترسم إطاراً جديداً عبر الاشارة الى أنّ النقص الّتي قد تعاني منه قبل الوصول الى صفر استيراد من الخارج يعتمد على التعاون بفتح أسواقها لدول أخرى خارج الاتحاد الأوروبي ومنها دول أفريقية وآسيوية.

لا شكّ أن العقوبات على روسيا أزعجتها كثيراً ولكنها في نفس الوقت دفعتها للتطوّر والتقدم خطوات الى الامام في مجال الامن الغذائي، بحيث استطاعت أن تضع حلا لمعضلة العقوبات من دول الغرب وهي تمضي قدماً في هذا المجال، ويبقى الأهم أنّها تخطّت الحواجز الغربيّة ووضعت الخطط اللازمة لمواجهة التحدّيات الّتي ستجعلها حكمًا أكثر ارتياحًا على المديين المتوسط والبعيد المدى.

 النشرة

 

endNewsMessage1
تعليقات