حرب الشمال الکبرى! هل حقًّا تعرف إسرائیل مکان اختباء نصر الله وهل تجرؤ على اغتیاله؟ 150 عنصرًا متمرّسین یحرسونه ومحاولة تصفیته ستُشعِل المنطقة
معرف الأخبار :
۱۵۱۱۱۶۸
تزعم أوساط مختلفة رسميّة وغيرُ رسميّة في دولة الاحتلال الإسرائيليّ أنّ جهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد) يعلم أين يختبئ الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، السيّد حسن نصر الله، الأمر الذي يُثير التساؤلات حول إمكانية استغلال الكيان لواقعة مجدل شمس واستهداف نصر الله شخصيًا، وذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق، الجنرال بالاحتياط تامير هايمان، الذي أكّد أمس في مقالٍ نشره بموقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ الاحتلال يمتلك المفاجئات ويتحتّم عليه أنْ يستغلّها في عدوانه القريب، لأنّها تعود عليه بالربح الكبير، على حدّ تعبيره.
والسؤال الذي يُطرَح وبقوّةٍ في هذه العُجالة: هل فعلاً تعرف إسرائيل مكان اختباء نصر الله؟ والسؤال الذي يُستشّف من الأوّل: هل في حالة صدق رواية الاحتلال ستجرؤ الدولة العبريّة على القيام بهذه المغامرة أوْ المقامرة أوْ الاثنتين معًا؟
بالإضافة إلى ذلك، وبحسب وكالة (رويترز) العالميّة، فإنّ إسرائيل قد تقوم بتنفيذ عدوانٍ ضدّ مطار بيروت الدوليّ، والضاحيّة الجنوبيّة في العاصمة اللبنانيّة، وهي معقل (حزب الله)، بالإضافة إلى توجيه الضربات لتدمير الجسور في بلاد الأرز، على ما نقلت الوكالة عن خمسة دبلوماسيين عرب مطلّعين على ما يجري في الأيّام الأخيرة، والجهود الدوليّة لثني دولة الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها.
وقال الباحث الإسرائيليّ، يوني بن مناحيم، المعروف بصلاته الوطيدة مع المنظومة الاستخباراتيّة بالكيان، إنّ نصر الله يخشى أنْ تهدف إسرائيل إلى القضاء على الهرم القياديّ لحزبه في بداية الحملة، وهو ما سيُشكّل ضربةً عملياتيّةً ومعنويّة قاسيّة لصفوف حزب الله.
وزعم الباحث أنّ اغتيال القادة الميدانيين في جنوب لبنان كان نجاحًا تكتيكيًا لإسرائيل، لكن اغتيال نصر الله قد يكون نجاحًا استراتيجيًا سيؤثر على استمرار الحملة ويُحرج إيران أيضًا.
ونقل عن مسؤولٍ أمنيٍّ إسرائيليٍّ رفيعٍ قوله: “المستوى السياسيّ الإسرائيليّ لم يعد يخشى اغتيال نصر الله، حتى لو تمّ استبداله بشخصيةٍ أكثر تطرفًا، على أيّة حال، فإنّ إسرائيل ستخوض حملةً طويلةً ضدّ محور المقاومة الإيرانيّ ستستمر لعدة سنوات، ولا يهم مَنْ يرأس حزب الله بدلاً من نصر الله، على أيّة حال، ستكون شخصية جهادية متطرفة تريد تدمير إسرائيل”.
وادعى أنّ مصادر مقربة من حزب الله تزعم أنّ كلّ ما يُنشر عن احتمال تصفية نصر الله هو جزءٌ من الحرب النفسيّة التي تشنّها إسرائيل ضدّه، لكن يبدو أنّ نصر الله يخشى هذه المرة فعلاً من التصفية ويتخذ احتياطات وإجراءات أمنية غير مسبوقة.
ولفت إلى أنّه لدى حزب الله وحدة نخبة خاصة، يبلغ عددها 150 مقاتلاً تقوم بتأمين نصر الله، وقد تمّ تدريبها خصيصًا لهذه المهمة، وخضع عناصرها لتدريباتٍ خاصّةٍ في إيران وروسيا وبلغاريا.
ووفقًا للمستشرق الإسرائيليّ فقد تزايدت مخاوف نصر الله من الاغتيال الإسرائيليّ بعد أنْ قتل الاحتلال صالح العاروري، رئيس الجناح العسكريّ لحركة حماس في الضفة الغربية، وستة من مساعديه في كانون الثاني (يناير) الماضي في حي الضاحية في بيروت.
واختتم قائلاً: عندما يرى نصر الله كيف قتلت إسرائيل أبناء وأحفاد وأخت زعيم (حماس) إسماعيل هنية في قطاع غزة، يدرك أنّ إسرائيل خلعت قفازاتها، على حدّ وصفه.
وكان رئيس (الموساد) السابق، يوسي كوهين، كشف النقاب قبل أسبوعيْن عن أنّ إسرائيل تُراقِب نصر الله، ويمكنها اغتياله متى شاءت، طبقًا لمزاعمه. وفي مقابلةٍ مع إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل)، قال كوهين: نعرف مكان نصر الله ويمكننا القضاء عليه في أيّ لحظةٍ، على حدّ تعبيره.
في السياق عينه، قالت المُختصّة بالشؤون العربيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، سمدار بيري، إنّ “السلوك الحاليّ لزعيم حزب الله حسن نصر الله يشهد على شخصٍ يخاف على حياته، وهي المرة الثانية في هذا الشهر التي يكون فيها نصر الله في ضغط، ويخشى من اغتيال مفاجئ. كانت المرة الأولى في 3 حزيران (يونيو)، بعد أنْ قصفت طائرات سلاح الجو في العمق اللبنانيّ”.
وتابعت: “في حينه، صدر بيان صاخب لرئيس الموساد السابق يوسي كوهن، جاء فيه أنّ إسرائيل تعرف بالضبط مكان نصر الله، ويمكن إنزاله في أي لحظة. كما سمح كوهن بأنْ نفهم أنّ الحديث لا يدور عن مصاعب تنفيذيةٍ للموساد، بل عن قرارٍ سياسيٍّ. وأوضح بأنّه “إذا ما صدر أمر التصفية من الكابينت الأمني أوْ من مجموعة وزراء ضيقة، فليس للموساد مشكلة في تصفية نصر الله. في ضاحية بيروت أيضًا سمعوا، وتحفزوا، وسارع نصر الله لترجمة الأقوال إلى تهديدٍ حقيقيٍّ، وأمر، كما أفيد، باتخاذ إجراءات الحذر”.
ونقلت المستشرقة عن مصادرها الأمنيّة قولها إنّ “هذه المرة، يتابع حزب الله كلّ كلمةٍ تصدر عن نتنياهو وغالانط ورؤساء الموساد الذين يعرفون المنظمة والأرض اللبنانية، ولذا اختفى قادته الكبار خوفًا من ضربةٍ من جهةٍ غيرُ مرتقبةٍ”.
واختتمت بالقول إنّ “نصر الله هو الأمين العام الثالث لحزب الله، وتولّى منصبه بشباط 1992، ومنذئذ، مرت 32 سنة، رقم قياسيّ عالميّ، وهو شخصية كاريزماتيّة وذكيّةً جدًا، حتى بنظر خبراء إسرائيليين. مكانته قوية ليس فقط بلبنان، بل وفي مكتب الحاكم علي خامنئي بطهران والحرس الثوري. مؤخرًا، أصبح نموذجًا للاقتداء لدى زعيم (أنصار الله) باليمن عبد المالك الحوثي، الذي علّق صوره بشوارع صنعاء العاصمة، ويعرف كيف يتغلّب، وحتى بعد أنْ ألحقت المنظمة خسائر هائلة ببلدات الشمال الإسرائيليّة، وأدت لإخلاء المواطنين، فلديها قوة وصبر للمواصلة”، طبقًا لأقوالها.