السید نصر الله: اسناد غزة من لبنان أمر قاطع وتنیاهو امامَ خیارینِ لا ثالثَ لهما
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن “دماء القائد الشهيد السيد مصطفى بدر الدين (السيد ذوالفقار) واخوانه قد اثمرت وبقيت سوريا في محور المقاومة وهي التي ما زالت تحتضن فصائل المقاومة وهي تشكل ساحة الدعم والاسناد لحركات المقاومة”.
واكد ان “هذه المقاومة التي تقاتل اليوم في الجبهة هي نتيجة تراكمية لتضحيات الماضين والحاضرين والآتين”، وشدد على ان “الجبهة اللبنانية مستمرة في مساندة غزة وهذا أمر حاسم ونهائي”، ولفت الى ان “اسرائيل عاجزة وفاشلة منذ 8 اشهر في غزة”، وتابع “في كل مرة تحاول اسرائيل استعادة صورة الردع تفشل، بل هذه الصورة تآكلت اكثر”، وسأل “دولة بلا ردع وبلا جيش ناجح ما هو مستقلها؟”، واضاف “الصهاينة يقولون ان إصرار نتانياهو على مواصلة الحرب يجرنا الى الهاوية…”.
وأشار السيد نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) الى انه “لو بدأنا من حيث انتهت الحياة الدنيوية الظاهرية للسيد بدر الدين في سوريا، نرى اليوم بركة هذه الدماء، سوريا اريد لها ان تصبح عند الاميركيين بالكامل وخاضعة لهم كالكثير من الانظمة والدول في عالمنا الاسلامي والعربي او ان تغرق في حرب اهلية تستمر لعشرات السنين كما حصل في العديد من الدول”، وتابع “اليوم عندما نجد ان سوريا تجاوزت هذه الحرب الكونية، تصوروا لو كانت النتائج مختلفة وحصل 7 تشرين، ماذا يمكن ان يكون حال المقاومة في لبنان وكل جبهات الاسناد لغزة وفلسطين”.
من جهة ثانية، لفت السيد نصر الله الى ان “فلسطين اليوم هذه القضية الاولى في العالم واسم فلسطين والفلسطينيين واسم غزة على كل شفة ولسان في العالم والعالم يتحدث بمظلومية الشعب الفلسطيني”، وذكر ان “من جملة أهداف المقاومة في غزة هي إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بحقوق الشعب الفلسطيني”، وتابع “في الأمم المتحدة وعلى الرغم من الأكاذيب الاسرائيلية هناك أكثر من 140 دولة تطالب بوقف العدوان وباعطاء عضوية كاملة لفلسطين”، واشار الى ان “التظاهرات والاحتجاجات الطلابية في عدد كبير من الدول الأوروبية التي تحمل علم فلسطين واسم فلسطين وهذا المشهد هو من صنع 7 تشرين وهذه التظاهرات أغضبت نتنياهو والإدارة الأمريكية”، واشار الى ان “بعض الأنظمة والفضائيات العربية باتت تروِّج لكيان العدو على أنه الدولة الديموقراطية الوحيدة في منطقتنا”.
واكد السيد نصر الله ان “اسرائيل عاجزة وفاشلة منذ 8 اشهر في غزة، هي عاجزة عن حماية مستوطناتها وعن حماية صفنها في البحر الاحمر وفي المرحلة المقبلة في البحر الابيض المتوسط والعاجزة عن حماية كيانها من صواريخ ومسيرات آتية منذ عشرات الكيلومترات واحتاجت الى استنفار اميركي وعالمي لحمايتها، وكل ذلك يؤكد فشل وعجز هذا الكيان”.
وتابع “في كل مرة تحاول اسرائيل استعادة صورة الردع، اين اصبحت اليوم صورة الردع الاسرائيلي المتآكلة بعد 8 اشهر، اسمعوا ما يقوله الصهاينة انفسهم، هي فشلت في استعادة صورة الردع بل هذه الصورة تآكلت اكثر”، وسأل “دولة بلا ردع وبلا جيش ناجح ما هو مستقل هذه الدولة؟”، واضاف “الصهاينة يقولوا ان اصرار نتانياهو على مواصلة الحرب يجرنا الى الهاوية، هم علقوا في غزة لا يستطيعون البقاء ولا يستطيعون الانسحاب”.
واشار السيد نصر الله الى ان “كبار الجنرالات يقولون إن نتنياهو من خلال إصراره على الحرب يجرنا إلى الهاوية”، ولفت الى ان “صورة الردع لدى إسرائيل تتراجع ولا سيما بعد عملية الوعد الصادق وجنرالاتها يتحدثون عن مأزق”، وتابع “إسرائيل بلا ردع اليوم ولم تنجح في ردع المقاومة من كل دول المحور وأصبحت صورتها متآكلة”.
اضاف “التأثير الاستراتيجي يظهر عند مستوطني الكيان الذين وُعدوا بالأمن والأمان ولكن ما يروه في استطلاعات الرأي غياب صورة النصر ويطالبون برحيل نتنياهو ومن معه”، واعتبر ان “من أهم النتائج أن هذا الكيان يُسّلم بأنه لم يحقق النصر و70% من الإسرائيليين يطالبون باستقالة رئيس الأركان”.
واوضح ان “إسرائيل تقدم نفسها على أنها أقوى دولة وأقوى جيش وتساعدها أقوى دولة في العالم أي الولايات المتحدة وتعطيها المُقدرات وتتدخل لتدافع عنها في مقابل قطاع غزة المحاصر من 20 عامًا والمقاومة التي تمتلك مقدرات محدودة”، وشدد على ان “هناك الكثير من الخسائر الاستراتيجية التي لحقت بإسرائيل بعد مرور 8 أشهر على حربها في غزة”.
وقال السيد نصر الله “حتى لو دخل العدو الصهيوني إلى رفح هذا لا يعني أن المقاومة انتهت وأن الشعب الفلسطيني تخلّى عن المقاومة”، وتابع “تصوروا أن قيادة دولة ليس لديهم تصور عن اليوم التالي”، واضاف “الإسرائيلي يتخوف من الخروج من غزة لكون ذلك يعني هزيمته وهذا يعد كارثة له”، ولفت الى ان “الإسرائيليين اليوم يتحدثون عن استنزاف يومي في غزة وفي جبهات الإسناد وفي الاقتصاد”.
واوضح السيد نصرالله ان “نتنياهو تفاجأ بموافقة حماس على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار فأعلن رفضه لأن هذا بمثابة الهزيمة لإسرائيل”، وتابع “المسرحيات التي نشاهدها هذه الأيام يجب ألا تخدع أحدا، فأميركا تقف إلى جانب إسرائيل”، ولفت الى ان “ما جرى في الأمم المتحدة والمحكمة الدولية يؤكد الدعم الأميركي لإسرائيل وعدم تغير موقفها وطوفان الأقصى فضح كذب وخداع الغرب”، ورأى ان “العدو أمامه خياران إما الموافقة على المقترح الذي وافقت عليه حماس وإذا أكمل فسوف يمضي في حرب استنزاف تأكله”.
وعن جبهة لبنان المساندة لغزة، اكد السيد نصر الله ان “الجبهة اللبنانية تفرض معادلات في الميدان ونحن جبهة إسناد لغزة”، وشدد على ان “جبهة المقاومة في لبنان مستمرة في إسناد قطاع غزة وتصعد حسب معطيات الميدان”، واضاف “مهما كانت التضحيات اليوم فإن هذه المعركة تاريخية وتصنع الإنجاز التاريخي والحقيقي وجبهة الإسناد اللبنانية مستمرة كما ونوعا وتفرض معادلات والربط مع جبهة غزة هو أمر قاطع”، وشدد على ان “الجبهة اللبنانية مستمرة في مساندة غزة وهذا أمر حاسم ونهائي، والأميركي والفرنسي سلّم بهذه الحقيقة”، وتابع “نقول لمستوطني الشمال اذهبوا لحكومتكم وقولوا لهم أوقفوا الحرب على غزة”.
وحول ملف النزوح السوري، قال السيد نصر الله “هناك إجماع على معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان، واجتماع مجلس النواب الأربعاء المُقبل هو فرصة لتقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين”، ولفت الى ان “مجلس النواب يستطيع تشكيل لجنة تذهب إلى الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلهم المسؤولية”، وأكد ان “أميركا وأوروبا والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية عودة النازحين فهم من يقدمون الأموال حتى لا يعود النازحون إلى سورية”، واعتبر ان “من يريد إعادة النازحين فعليه مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء قانون قيصر ومطالبة أوروبا بإلغاء العقوبات”، وتابع “يجب مساعدة سورية لتهيئة الوضع أمام عودة النازحين وأولها إزالة العقوبات عنها ويجب التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي من قبل الحكومة اللبنانية لفتح الأبواب أمام عودة النازحين”.
وقال السيد نصر الله “يجب أن نحصل عن إجماع لنباني يقول فلنفتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلًا عن تعريضهم للخطر عبر الرحيل عبر طرق غير شرعية وهذا يحتاج لغطاء وطني”، وتابع “قرار فتح البحر أمام النازحين يحتاج شجاعة وإذا اتخذناه فسيأتي الأميركي والأوروبي إلى الحكومة لايجاد حل فعلي”، واضاف “الحل برأينا هو بالضغط على الأميركي الذي يمنع عودة النازحين والحديث بشكل جدي مع الحكومة السورية وإلا فنحن نُتعب أنفسها بحلول جزئية لن توصلنا للنتيجة المطلوبة”، واكد “عندما نمتلك عناصر القوة نستطيع أن نفرض شروطنا لأننا نعيش في عالم لا يفهم إلا منطق القوة”.
وقال السيد نصر الله “تحدثنا سابقا عن اوسمته الحقيقية التي نالها السيد ذوالفقار، بينما هو نال وسام المقاتل في سبيل الله وامته واهله وشعبه، ونال ايضا وسام الجريح، ووسام الاسير، ووسام القائد الذي يتحمل المسؤولية وصانع الامجازات والانتصارات، وختم الله له بالوسام الارفع وهو وسام الشهيد”، واضاف “كما اننا نستذكره في مختلف مواقع وعمل المقاومة، في عملياتها والمفاوضات لتحرير الاسرى وتفكيك شبكات عملاء العدو الاسرائيلي والعدو التكفيري، وأخيرا في معركة سوريا، في كل ما يجري نراه حاضرا ونسمع صوته ونرى رايته كان حاضرا مع المقاومين والشهداء والقادة الشهداء، اليوم هذا الحضور القوي للمقاومة بكل اسلحتها واساليب قتالها وشموخها وثباتها وشهدائها يحضر الشهداء وخاصة القادة بما حضروا وانجزوا، يحضر الحاج القائد الشهيد عماد مغنية ومعه السيد ذوالفقار والشهيد القائد حسان اللقيس وايضا القائد الحاج قاسم سليماني وغيرهم من الاخوة في لبنان وايران”.