«ضوء أخضر لاستمرار المذبحة».. الصین مستاءة من «فیتو» أمریکا بشأن غزة
عبرت الصين، الأربعاء، عن الاستياء الشديد جراء استخدام الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) بمجلس الأمن لعرقلة قرار لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إن «بكين عبرت عن خيبة أملها الشديدة، إزاء عرقلة الولايات المتحدة مشروع قرار لوقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية».
واستخدمت الولايات المتحدة، الثلاثاء، حق النقض، للمرة الثالثة ضد مشروع قرار للمجلس التابع للأمم المتحدة، مما عرقل مطلبا بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
لكنها تضغط على المجلس المكون من 15 عضوا للدعوة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
ونقلت شينخوا عن تشانغ جون قوله: "تعبر الصين عن خيبة أملها واستيائها الشديدين من الفيتو الأمريكي".
وأضاف تشانغ "الفيتو الأمريكي يبعث برسالة خاطئة، ويدفع الوضع في غزة إلى مستوى أكثر خطورة".
وبين أن "الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة".
وفي توضيحه لأسباب الفيتو الذي أثار استياء وتنديدا واسعين، قال البيت الأبيض إن "أمريكا لم تتمكن من دعم قرار مجلس الأمن الدولي اليوم لأنه كان سيعرض محادثات حساسة للخطر".
وتعتبر واشنطن أن النص الجزائري من شأنه أن يُعرّض للخطر المفاوضات الدبلوماسيّة الدقيقة للتوصّل إلى هدنة بما في ذلك إطلاق سراح مزيد من الرهائن.
وأعرب البيت الأبيض عن أمله في أن "تؤتي مفاوضات إطلاق سراح الرهائن ثمارها قريبا"، مضيفا: "ما زلنا لا نعتقد أن هذا هو الوقت الملائم لوقف دائم لإطلاق النار في غزة".
وحظي مشروع القرار الذي يطالب "بوقف إنساني فوري لإطلاق النار ينبغي أن يحترمه جميع الأطراف" بتأييد 13 عضوا في مجلس الأمن مقابل اعتراض عضو واحد وإحجام عضو آخر عن التصويت هو مندوب بريطانيا.
ويطالب مشروع القرار بـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار على جميع الأطراف احترامه".
ويرفض النصّ "التهجير القسري للمدنيّين الفلسطينيّين"، في حين تحدثت إسرائيل عن خطّة لإجلاء المدنيّين قبل هجوم برّي محتمل في رفح حيث يتكدّس 1,4 مليون شخص في جنوب قطاع غزة، ودعت إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.
وفي وقت سابق، قالت بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة إنها "تشعر دولة الإمارات بخيبة أمل كبيرة إزاء نتيجة التصويت في مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع قرار وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، الذي حظي بتأييد 13 من أصل 15 عضواً".
وأكدت أنه "بعد أكثر من أربعة أشهر من المذبحة وعدم وجود نهاية في الأفق، يجب أن تنتهي هذه الحرب".
ويشهد مجلس الأمن منذ سنوات انقساما كبيرا بشأن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وتمكّن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من تبني قرارين فقط حول هذه القضيّة، طابعهما إنساني أساسا.
ورغم احتمال استخدام الولايات المتحدة الفيتو، أيدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة المشروع الذي تقدمت به الجزائر.
وقالت المجموعة العربية في بيان: "لا يمكن لأي عذر أن يبرر عدم تحرك مجلس الأمن، ويجب أن تتقاطع كل الجهود لوقف المجزرة في غزة"، مؤكدة أن "الوقت حان" ليتحرك مجلس الأمن "قبل أن يفوت الأوان".