قائد فاغنر یقول إن قواته أسقطت مروحیة عسکریة روسیة وموسکو تتّهمه بالسعي لإشعال "حرب أهلیة"

قائد فاغنر یقول إن قواته أسقطت مروحیة عسکریة روسیة وموسکو تتّهمه بالسعي لإشعال "حرب أهلیة"
معرف الأخبار : ۱۳۷۰۵۵۲

انتقلت الأزمة بين قائد مجموعة فاغنر والجيش الروسي إلى مستويات خطيرة للغاية بعد أن تعهد يفغيني بريغوجين، السبت، أن “يذهب حتى النهاية” وأن “يدمّر كل ما يعترض طريقه”، مؤكدا أن قواته دخلت الأراضي الروسية.

وقال بريغوجين في رسالة صوتية على تلغرام “نحن نُواصِل وسنذهب حتى النهاية” وذلك بعد إعلانه أن قواته “اجتازت (…) حدود الدولة” الروسية بعدما كانت منتشرة في أوكرانيا. ويؤكد بريغوجين أن لديه 25 ألف مقاتل.

وقال بريغوجين إنه “دخل إلى روستوف”، وهي مدينة في جنوب روسيا غير بعيدة عن أوكرانيا، وإن عناصره لم يفتحوا النار باتجاه مُجنّدي الوحدة المنتشرين لعرقلة طريقه.

وأضاف “نحن لا نقاتل سوى المحترفين”، قائلا إنه لا يريد قتل “الأطفال”. لكنه شدد، أيضاً، على “أننا سندمر كل ما يعترض طريقنا”.

وفي وقت لاحق، قال بريغوجين، الذي أعلن الانتفاض على القيادة العسكريّة الروسيّة إنّ قوّاته أسقطت مروحيّة عسكريّة روسيّة.

وذكر بريغوجين في رسالة صوتيّة جديدة “الآن فتحت مروحيّة النار على رتل مدنيّ، وقد أسقطتها وحدات فاغنر”، من دون أن يُحدّد مكان الواقعة.

وفي بداية الأزمة،  نفى قائد مجموعة “فاغنر” يوم الجمعة أن يكون بصدد تنفيذ “انقلاب عسكري”، مؤكّداً أنّه يريد قيادة “مسيرة من أجل العدالة” بعد أن دعا إلى تمرّد مسلّح ضد هيئة الأركان الروسية التي اتّهمها بقصف معسكرات لمجموعته، في حين  أكّد الكرملين، السبت، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتلقّى “تقارير متواصلة” حول تطوّر الوضع إثر إعلان مجموعة فاغنر الانتفاض على قيادة الجيش الروسي.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية أن “الأجهزة الخاصة، ووكالات إنفاذ القانون، أي وزارة الدفاع وجهاز الأمن ووزارة الداخلية والحرس الوطني، تُبلّغ الرئيس بشكل مستمرّ بالإجراءات المتّخذة لتنفيذ التعليمات التي أعطيت لها”.

وقال يفغيني بريغوين في رسالة صوتية بثها مكتبه الإعلامي “هذا ليس انقلاباً عسكرياً، بل مسيرة من أجل العدالة. ما نفعله ليس لإعاقة القوات المسلحة”.

وفي وقت سابق. أعلن بريغوجين، الجمعة، أنّ عديد مجموعته شبه العسكرية الروسية يبلغ 25 ألف عنصر، داعياً الروس ولا سيّما عناصر الجيش للانضمام إلى صفوف مقاتليه بعدما اتّهم قيادة الجيش بقصف معسكرات لمجموعته.

وقال بريغوجين في رسالة صوتية “هناك 25 ألف منّا وسوف نحدّد سبب انتشار الفوضى في البلاد … احتياطنا الاستراتيجي هو الجيش بأسره والبلد بأسره”، مبدياً ترحيبه “بكلّ من يريد الانضمام إلينا” من أجل “إنهاء الفوضى”.

من جهته، أكّد الجيش الروسي، الجمعة، أنّه لم يقصف مواقع لمجموعة فاغنر، نافياً بذلك اتّهامات وجّهها لتوّه قائد المجموعة يفغيني بريغوجين إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو وأخرجت إلى العلن حجم التوتّرات العميقة في صفوف قوات الكرملين في أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إنّ “الرسائل ومقاطع الفيديو التي نشرها بريغوجين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ضربات مفترضة ‘شنّتها وزارة الدفاع الروسية على قواعد خلفية لمجموعة فاغنر’ شبه العسكرية، لا تتّفق مع الواقع وتشكّل استفزازاً”.

واتّهمت السلطات الروسية  قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين بالسعي إلى إشعال “حرب أهلية” في البلاد بسبب دعوته العسكريين للانتفاض على قيادتهم، مناشدة مقاتليه القبض عليه.

وقال جهاز الأمن الفدرالي الروسي في بيان إنّ “تصريحات بريغوجين وأفعاله هي في الواقع دعوة لبدء نزاع أهلي مسلّح على أراضي الاتّحاد الروسي وطعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الأوكرانية الموالية للفاشية”، مطالباً مقاتلي فاغنر بـ”اتّخاذ إجراءات لاعتقاله”.

 وأعلنت موسكو أنّه “تمّ إطلاع” الرئيس فلاديمير بوتين على مزاعم قائد مجموعة “فاغنر” الذي اتّهم الجمعة الجيش الروسي بشنّ قصف صاروخي على مواقع خلفية لعناصره في أوكرانيا مما أسفر عن مقتل عدد كبير منهم، مؤكّدة أنّ “الإجراءات اللازمة” يتمّ اتّخاذها حالياً.

وقال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية إنّه “تمّ إطلاع الرئيس بوتين على كلّ الأحداث المحيطة (بقائد فاغنر يفغيني) بريغوجين. يجري حالياً اتّخاذ الإجراءات اللازمة”.

أكاذيب الكرملين

وفي وقت سابق،  قال بريغوجين إن المبررات التي استند إليها الكرملين لغزو أوكرانيا مبنية على أكاذيب لفقها خصومه الأزليون في قيادة الجيش.

ودأب بريغوجين منذ أشهر على اتهام سيرغي شويغو وزير الدفاع وفاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة بعدم الكفاءة في منصبيهما. ولا تتناسب انتقادات بريغوجين الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي مع دوره المحدود في الحرب كرئيس لمجموعة فاغنر.

ورفض بريغوجين للمرة الأولى، الجمعة، المبررات الروسية الأساسية لغزو أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير شباط 2022، وذلك في مقطع فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق تيليغرام.

وقال بريغوجين”لم يكن هناك أي شيء غير عادي يحدث في يوم 24 فبراير… تحاول وزارة الدفاع خداع المجتمع والرئيس وتحكي لنا قصة عن عدوان أوكراني غريب وبأن أوكرانيا كانت تخطط لمهاجمتنا هي وحلف شمال الأطلسي بأكمله”، واصفا الرواية الرسمية بأنها “قصة جميلة”.

وأضاف “كانت هناك أسباب للحرب… حتى يترقى شويغو إلى رتبة مارشال… ولكي يحصل على قلادة بطل (روسيا) ثانية. لم تُشن الحرب لنزع سلاح أوكرانيا أو القضاء على النازية فيها”.

 تشديد إجراءات الأمن في موسكو

وفي سياق متصل، ذكرت وكالة تاس للأنباء نقلا عن جهاز أمني أنه تم تشديد إجراءات الأمن مساء  الجمعة في المقرات الحكومية ومنشآت النقل وغيرها من الأماكن الهامة في العاصمة الروسية موسكو، وذلك بعد ساعات من تعهد رئيس فاغنر بالانتقام.

موكب عسكري يتحرك على الطريق الواصل بين موسكو وجنوب روسيا

 وحثت الإدارة المحلية في منطقة فارونيش في جنوب روسيا السكان على تجنب الطريق السريع إم-4 الواصل بين الشمال والجنوب ويربط بين موسكو والمناطق الجنوبية بسبب تحرك موكب عسكري عليه.

يأتي ذلك بعدما ألمح يفجيني بريجوجن رئيس جماعة فاجنر العسكرية الخاصة إلى أنه يخطط للإطاحة بالقيادة العسكرية في روسيا.

وقالت الحكومة على قناتها على تطبيق تيليجرام إن الوضع تحت السيطرة، مضيفة أن إجراءات تتخذ للحفاظ على الأمن العام.

حاكم منطقة روستوف الروسية يدعو السكان إلى ملازمة منازلهم بعد تمرد مجموعة فاغنر

ودعا حاكم منطقة روستوف الروسية المجاورة لأوكرانيا مساء السبت السكان إلى ملازمة منازلهم في مواجهة تمرد مجموعة فاغنر التي ادعت أنها دخلت العاصمة الإقليمية التي تحمل الاسم نفسه.

وكتب فاسيلي غولوبيف على تلغرام “القوات الأمنية تتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة سكان المنطقة. أطلب من الجميع التزام الهدوء وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة”.

منطقة ليبيتسك الروسية تعلن “تعزيز الإجراءات الأمنية” 

وأعلن حاكم منطقة ليبيتسك الروسية الواقعة على بُعد 420 كيلومترا جنوبي موسكو يوم السبت “تعزيز الإجراءات الأمنيّة” عقب إعلان مجموعة فاغنر تمردا مسلحا.

وكتب إيغور أرتاموف على تلغرام “سيتمّ إيلاء اهتمام خاصّ (بحماية) البنية التحتيّة الحيويّة”، داعيا السكّان إلى “التزام الهدوء” والامتناع عن السفر جنوبا نحو المناطق الروسيّة الحدوديّة مع أوكرانيا.

جنرال روسي يدعو فاغنر إلى “التوقف قبل فوات الأوان”

ودعا الجنرال الروسي النافذ سيرغي سوروفكين، الجمعة، مقاتلي فاغنر إلى “التوقّف” والعودة إلى ثكناتهم “قبل فوات الأوان”، وذلك بعيد دعوة قائد المجموعة يفغيني بريغوجين الجيش إلى الانتفاض على القيادة العسكرية.

وقال سوروفكين في تسجيل فيديو بثّه على تطبيق تلغرام صحافي في التلفزيون الرسمي الروسي “أخاطب مقاتلي مجموعة فاغنر وقادتها (…) نحن من الدم نفسه، نحن محاربون. أطلب (منكم) أن تتوقفوا (…) قبل فوات الأوان، يجب الانصياع لإرادة وأوامر الرئيس الروسي” المنتخب من الشعب.

موسكو: القوات الأوكرانية “تستغلّ استفزاز” فاغنر لشنّ هجوم على باخموت

 وأعلنت موسكو، السبت، أنّ قوات كييف تستعدّ لشنّ هجوم قرب مدينة باخموت في شرق أوكرانيا “مستغلّة” في ذلك الفوضى الناجمة عن دعوة قائد فاغنر يفغيني بريغوجين إلى انتفاضة ضدّ القيادة العسكرية الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّ “نظام كييف يستغلّ استفزازات بريغوجين الرامية لزعزعة استقرار الوضع من أجل إعادة تجميع وحدات من لواءي مشاة البحرية 35 و36 لشنّ أعمال هجومية” في منطقة باخموت، مشيرة إلى أنّ قواتها استهدفت القوات الأوكرانية بقصف جوي ومدفعي.

الجيش الأوكراني يقول إنّه “يراقب” الخلاف الناشئ بين فاغنر والقيادة الروسية

إلى ذلك، أعلن الجيش الأوكراني، الجمعة، أنّه “يراقب” الخلاف الناشئ بين “فاغنر” والقيادة العسكرية الروسية بعدما اتّهم قائد المجموعة شبه العسكرية الروسية الجيش بقتل عدد كبير من عناصره في قصف استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في تغريدة على تويتر “نحن نراقب” الوضع، في حين أعلن قائد الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو لودانوف أنّ فاغنر والجيش الروسي بدآ “يفترسان بعضهما البعض للحصول على السلطة والمال”.

البيت الأبيض يراقب الوضع في روسيا وبايدن اطلع على ما يجري هناك

وقال متحدث باسم الرئاسة الأمريكية، الجمعة، إن البيت الأبيض يراقب الوضع في روسيا إثر انتفاضة مجموعة فاغنر على قيادة الجيش الروسي، مشيرا إلى أن الرئيس جو بايدن أطلِع على ما يجري هناك.

وصرح آدم هودج المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض “نحن نراقب الوضع وسنتحدث مع الحلفاء والشركاء بشأن هذه التطورات”.

 

endNewsMessage1
تعليقات