کشفت تصاعد الخلاف مع السعودیة.. وول ستریت جورنال: الإمارات ترید الحفاظ على موطئ قدم لها في الساحل الجنوبی للیمن
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم الجمعة، إن الإمارات تريد الحفاظ على موطئ قدم لها في الساحل الجنوبي لليمن وتوجيه القوة في البحر الأحمر لتأمين الطرق البحرية من موانئها إلى بقية العالم.
ويستعرض التقرير “محطات خلاف” بين ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات محمد بن زايد نجم عنه انقسام بشأن النفط واليمن.
ونقلت الصحيفة عن دينا اسفندياري، كبيرة مستشاري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، قولها: “حتى سنوات قليلة مضت، كان هذا النوع من الانقسام والسعي الصريح لتحقيق أهداف تتعارض مع ما يسعى إليه أشقاؤهم أمرا غير مسموع. الآن أصبح طبيعيا بشكل متزايد”. وأكدت أن الخلاف يتضح أكثر حدة حول اليمن.
ونقلت الصحيفة عمن أسمتهم مسؤولين خليجيين القول إن الإمارات سحبت معظم قواتها البرية من اليمن في عام 2019، لكنها ما زالت تخشى تهميشها من المناقشات حول مستقبله، إذ تواصل السعودية محادثات مباشرة مع الحوثيين بشأن إنهاء الحرب.
وتطرقت الصحيفة لبعض محتوى الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا مع أبوظبي في ديسمبر/ كانون الأول، وقالت الصحيفة إنها أزعجت السعودية.
وأوضحت “في ديسمبر، وقعت الإمارات اتفاقية أمنية مع الحكومة اليمنية المعترف بها تسمح للقوات الإماراتية بالتدخل في البلاد في حالة وجود تهديد وشيك، وتدريب القوات اليمنية في الإمارات، وتعميق التعاون الاستخباراتي، بحسب مسؤولين سعوديين وإماراتيين وغربيين”.
وقالت الصحيفة إن الإمارات تسعى لبناء قاعدة عسكرية ومدرج على جزيرة (ميون) في مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، وفقا لمسؤولين خليجيين.
وأضافت أن المسؤولين السعوديين اعترضوا سرا على الاتفاق الأمني والخطط الخاصة بالقاعدة، واعتبروا أن الإماراتيين يعملون ضد أهداف الرياض الرئيسية المتمثلة في تأمين حدودها البالغ طولها 800 ميل ووقف هجمات الحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ.
وردا على ذلك، وفق التقرير، “نشر السعوديون قوات سودانية من التحالف العسكري العربي في مناطق قريبة من العمليات الإماراتية، وهو ما اعتبره المسؤولون الإماراتيون تكتيكا للترهيب، على حد قول مسؤولين خليجيين”.
وأشار التقرير إلى أن السعوديين فسروا عدم حضور محمد بن زايد قمة الصين في الرياض على أنه علامة على استياء الإماراتيين من المنافسة المتزايدة في اليمن، إذ حضر حاكم إمارة الفجيرة القمة التي ضمت الزعيم الصيني شي جي بينغ.
كما تطرق التقرير إلى ما اعتبره خلافات سعودية- إماراتية داخل منظمة أوبك، إذ إن الإمارات مضطرة لضخ أقل بكثير مما تستطيع مما يضر بعائداتها النفطية. وقال التقرير إن الإمارات تجري مناقشة داخلية حول مغادرة أوبك.
وحسب الصحفية، “اشتبك الإماراتيون مع السعوديين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عندما قررت منظمة أوبك +، وهي مجموعة تضم 13 دولة تضم أوبك و10 دول أخرى، بما في ذلك روسيا – خفض إنتاج النفط بشكل كبير لدعم أسعار الخام”.
وقالت السيدة إسفندياري إن الإماراتيين “قلقون بشأن عمل سعودي ضد مصالحهم”. وإن السعوديين قلقون من الإمارات التي تشكل تهديدا للهيمنة السعودية في الخليج.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2019، شعر السعوديون بالتخلي عنهم في اليمن عندما بدأت أبوظبي في سحب قواتها. كما أن تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل قد ولد المزيد من الخلافات.