بوتین یدعو لهدنة بالتزامن مع عید المیلاد وأوکرانیا ترفض

بوتین یدعو لهدنة بالتزامن مع عید المیلاد وأوکرانیا ترفض
معرف الأخبار : ۱۳۱۶۷۴۲

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، بوقفٍ إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 36 ساعة مع احتفال المسيحيين الأرثوذكس بعيد الميلاد، وهي خطوة قوبلت بالرفض من كييف التي قالت إنه لن تكون هناك هدنة حتى تسحب روسيا قواتها من الأراضي التي تحتلها.

وتأتي الدعوة الروسية لوقف إطلاق النار في وقت أعلنت فيه واشنطن عن حزمة جديدة من الأسلحة لأوكرانيا، تتضمن لأول مرة مركبات برادلي القتالية، فيما يمثل إنجازا لكييف التي تطالب الغرب منذ أشهر بإمدادها بمركبات مدرعة لمساعدتها على طرد القوات الروسية من أراضيها.

القصف والاشتباكات تحول الجبهة الشرقية إلى “مفرمة”

وقال مسؤولون أمريكيون إن الحزمة الجديدة التي تقدر قيمتها بنحو 2.8 مليار دولار ستتضمن حوالي 50 مركبة برادلي. وفي إعلانات متزامنة، قالت ألمانيا أيضا اليوم الخميس إنها سترسل مركبات مدرعة من طراز ماردر، وسبق أن أعلنت فرنسا أمس الأربعاء أنها بصدد إرسال مركبات قتالية مدرعة من طراز إيه.إم.إكس-10 آر.سي.

وذكر الكرملين أن بوتين أمر بوقف لإطلاق النار على طول خطوط التماس في أوكرانيا من الساعة 1200 يوم السادس من يناير كانون الثاني 2023 إلى الساعة 2400 من السابع من يناير كانون الثاني، استجابة لدعوة من بطريرك موسكو البطريرك كيريل في وقت سابق اليوم الخميس لطرفي الحرب في أوكرانيا لإعلان هدنة في عيد الميلاد.

وجاء في الأمر الصادر عن بوتين “انطلاقا من حقيقة أن عددا كبيرا من معتنقي المذهب الأرثوذكسي يعيشون في مناطق القتال، فإننا ندعو الجانب الأوكراني إلى إعلان وقف لإطلاق النار والسماح لهم بحضور الصلوات في ليلة عيد الميلاد، وكذلك في يوم عيد الميلاد”.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس إن روسيا تسعى إلى هدنة لاستخدامها غطاء لوقف تقدم أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية وجلب مزيد من الرجال والمعدات.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور متحدثا بالروسية بدلا من الأوكرانية “إنهم يريدون الآن استخدام عيد الميلاد غطاء، وإن كان لفترة وجيزة، لوقف تقدم أولادنا في دونباس وجلب المعدات والذخيرة والقوات بالقرب من مواقعنا”.

وأضاف “ماذا سيمنحهم ذلك؟ فقط زيادة أخرى في إجمالي خسائرهم”.

وقال زيلينسكي إن الحرب “ستنتهي إما عندما يغادر جنودكم أو نطردهم”.

ورد المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على المقترح وكتب على تويتر “يتعين على روسيا الاتحادية مغادرة الأراضي المحتلة، وعندها فقط ستنال ‘هدنة مؤقتة‘. احتفظوا بالنفاق لأنفسكم”.

وعلق الرئيس الأمريكي جو باين على المقترح بالقول للصحافيين في البيت الأبيض اليوم الخميس إن بوتين “يحاول تنفس الصعداء” بوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة.

وأضاف “أجد نفسي غير متحمس للرد على أي شيء يقوله بوتين. ولكن أشعر أنه من المثير أنه كان مستعدا لقصف المستشفيات ودور الحضانة والكنائس… في الخامس والعشرين (من ديسمبر كانون الأول موعد احتفال مسيحيي الغرب بعيد الميلاد) والعام الجديد”. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن العالم يشعر بالارتياب البالغ إزاء دعوة بوتين.

ووصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل دعوة بوتين بأنها “نفاق” وقال إن الطريق الوحيد لاستعادة السلام هو أن تسحب روسيا قواتها من البلاد.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، قال الكرملين إن بوتين أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأن موسكو منفتحة على الحوار بشأن أوكرانيا لكن كييف سيتعين عليها قبول خسارة الأراضي التي تطالب بها روسيا.

 مفرمة لحم

وبعد عشرة أشهر من إصدار بوتين أوامره لغزو جارته، تدخل موسكو وكييف العام الجديد متمترستين خلف مواقف دبلوماسية متشددة.

فبعد الانتصارات الكبرى في ساحة المعركة في النصف الثاني من عام 2022، أصبحت كييف واثقة بشكل متزايد من قدرتها على طرد الغزاة الروس من المزيد من أراضيها.

كما لا يبدي بوتين أي استعداد لمناقشة التنازل عن الأراضي التي سيطر عليها، رغم الخسائر المتزايدة في صفوف قواته.

وتدور أعنف المواجهات حاليا قرب مدينة باخموت في الشرق، والتي يُشَبه الجانبان القتال بها بمفرمة اللحم.

وتكمن أهمية باخموت، التي صار أغلبها حطاما بسبب القصف الروسي المستمر منذ أشهر، في أن القيادة الروسية تريد أن تحقق نصرا تعلنه للشعب الروسي بعد سلسلة من الانتكاسات التي منيت بها في الحرب.

وتقع باخموت على خط إمداد استراتيجي بين دونيتسك ولوجانسك. ومن شأن السيطرة على المدينة، التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب ما بين 70 و80 ألف نسمة وتضاءل إلى ما يقرب من عشرة آلاف حاليا، أن تعطي روسيا نقطة انطلاق للتقدم صوب مدينتين كبيرتين هما كراماتورسك وسلوفانسك.

ويحتفل الكثير من المسيحيين الأرثوذكس، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في روسيا وأوكرانيا، بعيد الميلاد في السادس والسابع من يناير/ كانون الثاني.

(رويترز)

 

endNewsMessage1
تعليقات