هجوم إسرائیلي على نابلس یستهدف «عرین الأسود»… إضراب شامل وعملیة طعن ضد مستوطن
اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة مدعومة بقوة من جهاز “الشاباك” وبنحو خمسين آلية عسكرية عدة أحياء في البلدة القديمة لمدينة نابلس في الضفة الغربية فجر أمس الثلاثاء، فتصدى لها المواطنون وقوات الأمن الفلسطيني دفاعا عن المدينة المحاصرة منذ ستة عشر يوما، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي الى طلب تعزيزات عسكرية بينها طائرات مسيّرة.
وحاصرت قوات الاحتلال عددا من الشبان في حوش العطعوط في البلدة القديمة، مستخدمة صواريخ الإنيرغا ومختلف الأسلحة، واستمرت الاشتباكات مع المقاتلين الفلسطينيين نحو ثلاث ساعات، ما أدى إلى استشهاد ستة مقاتلين بينهم وديع الحَوَح أحد قادة مجموعة "عرين الأسود".
ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول الى البلدة القديمة ونقل العديد من الجرحى الذين اصيبوا خلال العدوان على المدينة، فتطوع أهالي نابلس لنقل الجرحى والدفاع عن مدينتهم، بينما أطلقت مستشفيات نابلس نداءات للتبرع بالدم، واحتشد عشرات المواطنين أمام مستشفى رفيديا للتبرع بالدم.
وقال رئيس وزراء الاحتلال يائير لبيد إنه تم استهداف أحد قادة "عرين الأسود"، مهددا أنه "على الرئيس الفلسطيني محمود عباس السيطرة على الميدان إذا أراد استقرار سلطته".
وكشف جيش الاحتلال أن "عملية نابلس موجهة ضد شقة في حي القصبة تستخدم لتصنيع العبوات الناسفة وتم قصفها بالصواريخ المضادة للدروع".
ولفت إلى أن العملية العسكرية جاءت لإحباط عملية كانت مجموعة "عرين الأسود" تنوي تنفيذها.
في هذه الأثناء أعلنت سلطات الاحتلال حالة التأهب واليقظة القصوى قبل أسبوع من الانتخابات، خوفا من رد مجموعة "عرين الأسو" على العدوان. وقالت قناة "كان" العبرية إن التقديرات في المنظومة العسكرية ترى بأن "عرين الأسود" ستحاول الرد.
وتثير هذه العمليات الإسرائيلية المتلاحقة المخاوف من وجود قرار لدى قادة الائتلاف الحاكم في إسرائيل حاليا، بتكثيف العمليات والهجمات العسكرية الدامية، ضمن المساعي الرامية لكسب المزيد من أصوات الناخبين، في انتخابات "الكنيست" التي ستجرى بعد أيام، واستغلال الدماء الفلسطينية في المعركة الانتخابية المحتدمة حاليا، بعد انطلاق الدعاية للأحزاب الإسرائيلية.
وأدان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة العدوان على مدينة نابلس، ووصفه بـ"جريمة حرب"، وحمّل حكومة الاحتلال تداعيات العملية العسكرية، فيما وصفت فصائل فلسطينية العملية بأنها تمثل "جريمة تستدعي ردا موحدا". ودعت الغرفة المشتركة إلى الانعقاد لتدارس الرد.
إلى ذلك عمّ إضراب شامل محافظات الضفة الغربية احتجاجا على العدوان الإسرائيلي وحدادا على أرواح الشهداء، فيما انطلقت مسيرات غاضبة في شوارع المدن والمخيمات. وجرى تشييع مهيب شارك فيه آلاف المواطنين للشهداء الخمسة في نابلس وآخر للشهيد قصي التميمي في قرية النبي صالح في رام الله. وأطلق المشيّعون هتافات منددة بالاحتلال وإجراءاته القمعية ومطالبة بالثأر لدماء الشهداء التي تراق كل يوم برصاص قواته أو اعتداءات مستوطنيه.
وأصيب مستوطن إسرائيلي، مساء الثلاثاء، بجروح طفيفة بعدما تعرض للطعن في بلدة فلسطينية شمالي الضفة الغربية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره على تويتر: "وردت أنباء عن عملية طعن وقعت في قرية الفندق" الفلسطينية شرق مدينة قلقيلية.
وأضاف أن فلسطينيا "وصل إلى حيث يوجد المواطن الإسرائيلي وطعنه قبل أن يلوذ بالفرار".