الفیتو الروسی یطیح بمشروع القرار الأمریکی لإدانة غزو أوکرانیا

وقد تم التأجيل بطلب من الولايات المتحدة لإقناع الهند والإمارات العربية المتحدة بالتصويت لصالح مشروع القرار وإقناع الصين بالتصويت بـ”امتناع” بدل الفيتو. وبعد جولة مفاوضات سريعة وافقت الولايات المتحدة أن تسحب من مشروع القرار الإشارة إلى الفصل السابع وتغيير مصطلح الإدانة الوارد في الفقرة العاملة رقم 2 إلى التعبير عن الأسف. كما سحب من ديباجة القرار إدانة الإشارة إلى قرار الرئيس الروسي بالقيام بعملية عسكرية في أوكرانيا واستبدلت بقرار الاتحاد الروسي بدل الرئيس الروسي.

وافقت أمريكا على تغيير مصطلح الإدانة إلى “التعبير عن الأسف” وعدم الإشارة إلى الرئيس الروسي

انعقد الساعة الخامسة مساء بتوقيت نيويورك وطرح مشروع القرار للتصويت وحصل على 11 صوتا إيجابيا بينما صوتت الصين والهند والإمارات بـ “امتناع” واستخدم مندوب روسيا حق النقض “الفيتو”. وهو ما اعتبره المراقبون والمتابعون هنا إخفاقا للولايات المتحدة على الحصول على إجماع أعضاء المجلس خارج روسيا، لتأييد مشروع القرار وإطباق عزلة على روسيا خاصة وأن أكثر من 60 دولة من خارج المجلس انضمت للدول الراعية لمشروع القرار. كما طلبت العديد من الدول المشاركة في جلسة مجلس الأمن. وقالت إن الولايات المتحدة بعد الفيتو الروسي ستأخذ الموضوع إلى الجمعية العامة.

الولايات المتحدة قالت إنها ستأخذ القضية بعد الفيتو الروسي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة

وكانت “القدس العربي” قد حصلت على مشروع القرار قبل التعديلات الأخيرة التي تم تداولها قبل التصويت بوقت قصير جدا. وهذا نص القرار بعد مقدمة تذكر بمسؤولية الدول كونها أعضاء في الأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة والالتزام بسيادة الدول الأعضاء ووحدتها الترابية حسب البند الثاني من ميثاق الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن:

1. يؤكد من جديد التزامه بالسيادة والاستقلال والوحدة ووحدة أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليًا؛

2. يعرب عن أسفه لعدوان الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا في انتهاك للمادة 2 ، الفقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة ؛

3. يقرر أن يتوقف الاتحاد الروسي فورًا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا والامتناع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو في الأمم المتحدة ؛

4. يقرر أن يدعو الاتحاد الروسي على الفور وبشكل كامل بسحب جميع قواته العسكرية دون قيد أو شرط من أراضي أوكرانيا الداخلية إلى حدودها المعترف بها دوليًا ؛

5. يأسف لقرار الاتحاد الروسي الصادر في 21 فبراير 2022 المتعلق بـوضع مناطق معينة من مناطق دونيتسك ولوهانسك في أوكرانيا باعتبار ذلك انتهاكًا لوحدة أراضي وسيادة أوكرانيا وتتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ؛

6. يقرر أن يقوم الاتحاد الروسي على الفور ودون قيد أو شرط عكس القرار المتعلق بوضع مناطق معينة في دونيتسك ولوهانسك؛

7. يدعو الأطراف إلى الالتزام باتفاقيات مينسك والعمل بشكل بناء في الأطر الدولية ذات الصلة ، بما في ذلك في نورماندي التنسيق ومجموعة الاتصال الثلاثية ، نحو التنفيذ الكامل ؛

8. يدعو كافة الأطراف للسماح وتسهيل إجراءات سريعة وآمنة ودون عوائق وصول المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين في أوكرانيا ، لحماية المدنيين ،بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني والأشخاص في حالات الضعف ، بما في ذلك الأطفال؛

9- يدين جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان، ويدعو جميع الأطراف إلى الاحترام الصارم ذات الصلة وأحكام القانون الدولي الإنساني ، بما في ذلك اتفاقيات جنيف 1949 وبروتوكولاتها الإضافية لعام 1977، حسب الاقتضاء، واحترام حقوق الإنسان؛

10. يرحب ويحث على استمرار الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة الدول الأعضاء، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمنظمات الدولية والإقليمية لدعم خفض التصعيد الحالي وكذلك يرحب بجهود الأمم المتحدة للاستجابة للوضع الإنساني وأزمة اللاجئين التي أحدثها عدوان الاتحاد الروسي؛

11 – يقرر إبقاء هذه المسألة قيد نظره الفعلي.

وقد تحدثت السفيرة الأمريكية ليندا توماس- غرينفيلد قبل التصويت ووصفت ما أسمته ما يجري في أوكرانيا بأنها حرب بالإرادة قامت بها روسيا ضد أوكرانيا وأدت إلى مآسٍ إنسانية وتشتيت للعائلات حيث فر من أوكرانيا أكثر من 50 ألف أوكراني خارج البلاد. “نحن وألبانيا والحلفاء وضعنا مشروع القرار هذا الذي يدين العدوان الروسي ويطالب بسحب القوات الروسية فورا وبدون شروط والتأكيد على استقلال وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”. وقالت إن الرئيس الأمريكي قرر وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف وأعضاء مجلس الأمن الروسي تحت عقوبات شديدة. ودعت كل من يؤمن بميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول واستقلالها أن يصوت بنعم” تأييدا لمشروع القرار. ثم تحدث السفير الألباني، حامل القلم، حول الأزمة الأوكرانية وأيد ما جاء في كلمة السفيرة الأمريكية. ثم تحدثت السفيرة البريطانية، والسفير الغابوني. السفير المكسيكي ذكر في كلمته أن الولايات المتحدة غزت بلاده مرتين وفي آخر غزوة عام 1846 خسرت بلاده ثلث أراضيها وأصبحت جزءا من الولايات المتحدة لكنه يدين غزو روسيا لأوكرانيا. السفير البرازيلي عبر عن قلقه للعملية العسكرية التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا وكان على الأطراف أن تحل الأزمة بالطرق السلمية. “هدفنا الآن وقف العملية العسكرية فورا وحفظ سيادة دولة عضو”.