تقاریر استخباراتیة: روسیا على وشک اجتیاح أوکرانیا… بایدن: ردّنا سیکون سریعا وحاسما
يقترب موعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي حددته التقديرات الاستخباراتية الأمريكية بأنه قد يكون الأربعاء المقبل، رغم رفض مسؤولين في واشنطن تأكيد دقته.
ورغم الرفض الأوكراني لما وصفوه بـ”التهويل” الأمريكي والأوروبي، والإصرار الروسي على غياب أي نية لديهم لغزو جارتهم، إلا أنه لا يبدو الوضع مطمئناً مع وجود 130 ألف جندي روسي متمركزين على طول الحدود الأوكرانية وينفذون تدريبات عسكرية واسعة، خاصة بعد عدم ردّ موسكو على طلب كييف بتقديم تفسير لأنشطتها العسكرية على الحدود.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن موسكو لم ترد بعد أن طالبت كييف يوم الجمعة من موسكو تقديم تفسير لأنشطتها العسكرية، مستندة إلى مجموعة من الاتفاقات الأمنية تعرف باسم وثيقة فيينا.
وقال على تويتر: “بناء على ذلك نتخذ الخطوة التالية، ونطلب اجتماعا مع روسيا” في إطار منظمة الأمن والتعاون “في غضون 48 ساعة لمناقشة تعزيز قواتها وإعادة انتشارها على طول حدودنا وفي شبه جزيرة القرم المحتلة بصفة مؤقتة”. وأضاف: “إذا كانت روسيا جادة في حديثها عن عدم قابلية الأمن للتجزئة في نطاق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فعليها الوفاء بالتزامها بالشفافية العسكرية من أجل تهدئة التوترات وتعزيز الأمن للجميع”.
وفي حديثه في برنامج “حالة الاتحاد” التابع لشبكة “سي أن أن” الأمريكية، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن “لدى بلاده معلومات حول تخطيط روسي لاجتياح أوكرانيا”، داعيا العالم إلى أن يكون على أهبة الاستعداد.
وأكد مستشار الرئيس الأمريكي أن بلاده لن تمنح روسيا فرصة لشن هجوم “مفاجئ” على أوكرانيا. وتابع سوليفان قائلا: “لا يمكن تحديد اليوم الذي ستغزو فيه روسيا أوكرانيا، إلا أنه يجب على العالم أن يستعد لذلك”.
ورفض جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) أيضا تأكيد التقارير التي تتحدث عن هجوم يوم الأربعاء المقبل.
وقال في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز صنداي”: “لست في وضع يسمح لي بتأكيد تلك التقارير”.
وأوضح كيربي أيضا أن عملاً عسكرياً روسياً قد يحدث في أي يوم. وقال: “ومجددا، تأتي هذه التقييمات من مجموعة متنوعة من المصادر، وليس فقط من داخل المخابرات، لكن أيضا ما نراه على مرأى من الجميع. فهناك قوات يزيد قوامها على 100 ألف جندي تواصل اصطفافها الآن على حدود أوكرانيا”.
وبعد اتصال جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، أمس الأحد، استمر نحو خمسين دقيقة، قال بيان صادر عن البيت الأبيض إن “الرئيسين توافقا على أهمية مواصلة الدبلوماسية والردع ردا على التعزيزات العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا”، مضيفأ أن بايدن كرر وعده برد “سريع وحاسم” من الولايات المتحدة، بالتنسيق مع حلفائها، في حال حصول هجوم روسي.
والسبت، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد محادثات أجراها مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي، إن “مسار الدبلوماسية لا يزال مفتوحا. الطريق أمام موسكو لإظهار أنها تريد متابعة هذا المسار بسيط، يجب عليها خفض التصعيد لا التصعيد” .
إلا أن عدة دول دعت رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا، وسحبت أطقمها الدبلوماسية أو خفضت من حضورها. ومن بين الدول التي دعت رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا، الولايات المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، المملكة المتحدة، بلجيكا، لوكسمبورغ، هولندا، كندا، النرويج، إستونيا، ليتوانيا، استراليا، اليابان، إسرائيل، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
وعلقت الحكومة الأسترالية مؤقتا العمل في سفارتها بكييف. كما أعلنت كندا خطوة مماثلة يوم السبت، حيث نقلت أعمال السفارة من كييف إلى مدينة لفيف المجاورة لحدود بولندا.
كما دعت الولايات المتحدة موظفيها في بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى مغادرة أوكرانيا. كما أعلنت الحكومة البريطانية، الأحد، سحب مراقبيها في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من البلاد.
إلى ذلك، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، روسيا من عقوبات فورية وردود فعل قاسية في حال تحركت ضد أوكرانيا. وأضاف شولتس في تصريحات مختصرة للصحافيين: “ستنتج عن أي عدوان عسكري على أوكرانيا يهدد وحدة أراضيها وسيادتها ردود فعل قاسية وعقوبات جهزناها بعناية ويمكن أن نضعها قيد التنفيذ على الفور مع حلفائنا في أوروبا وحلف شمال الأطلسي” .
وحول موقف روسيا من التهديدات بالعقوبات، قال السفير الروسي في السويد، الدبلوماسي المخضرم فيكتور تاتارنتسيف، في مقابلة مع صحيفة “افتونبلاديت” السويدية إن بلاده “لا تكترث” لمخاطر العقوبات الغربية. وأضاف أنه على العكس من ذلك “كلما ازداد الضغط الغربي على روسيا، كان الرد الروسي أقوى” .