الغموض یکتنف مستقبل نتنیاهو بعد نتائج غیر حاسمة للانتخابات
اكتنف الغموض فرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاحتفاظ بالسلطة، اليوم الأربعاء، إذ لم تُظهر النتائج الجزئية للانتخابات العامة أي مسار واضح لفوزه.
وحتى إشرافه على حملة التطعيم ضد كوفيد-19 والتي اعتبرت الأفضل على مستوى العالم وركيزة أساسية في حملته، لم يكن كافيا لكسر الجمهود السياسي الذي شهدته أربع انتخابات أجريت خلال عامين.
وبعد فرز حوالي 88 في المئة تقريبا من الأصوات يبدو أن نتنياهو (71 عاما) سيضطر إلى تشكيل ائتلاف من مزيج من حلفاء في الجناح اليميني، وأحزاب دينية متشددة، وغلاة القوميين، والعرب، والمنشقين على حزب ليكود الذي يتزعمه لضمان الفوز بولاية جديدة.
وإذا تشكلت حكومة يمينية متشددة من المرجح أن تختلف مع إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن بشأن قضايا مثل الدولة الفلسطينية وتعامل واشنطن مع إيران العدو اللدود لإسرائيل بسبب برنامجها النووي.
إذا تشكلت حكومة يمينية متشددة من المرجح أن تختلف مع إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن بشأن قضايا مثل الدولة الفلسطينية وتعامل واشنطن مع إيران العدو اللدود لإسرائيل بسبب برنامجها النووي
وحققت بعض أحزاب يسار الوسط أداء أفضل من المتوقع في الانتخابات بعد أن سلطت الضوء على اتهامات الفساد الموجهة لنتنياهو منذ وقت طويل واتهامه بالتعامل على نحو سيء مع جائحة كورونا خلال الأشهر الأولى لظهورها. وينفي نتنياهو اتهامات الفساد الموجهة له.
لكن أحزاب يسار الوسط أخفقت مثل كتلة نتنياهو اليمينية في تحقيق أغلبية مهيمنة في البرلمان المؤلف من 120 عضوا. ويعد سبيلها لتشكيل ائتلاف أكثر غموضا، إذ يتعين عليها توحيد أحزاب من مختلف مناحي الطيف السياسي.
وفور إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها، أمس الثلاثاء، أعلن نتنياهو فوزه وقال إنه يأمل في تشكيل “حكومة يمينية مستقرة”. ولكن مع بدء ظهور النتائح الأولية التي بدت في غير صالحه لم يكرر ادعائه في الخطاب الذي ألقاه وبثه التلفزيون.
وربما يكون ترجيح كفة نتنياهو في يد منافسه القومي المتشدد نفتالي بينيت (48 عاما) الذي عمل ذات يوم وزيرا للدفاع في حكومته. ويؤيد بينيت ضم أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. ومن المتوقع أن يحصل حزبه المتشدد يامينا على سبعة مقاعد. ولم يحدد بينيت بعد ما إذا كان سيدعم نتنياهو، واكتفى بالقول إنه سيفعل “ما هو في صالح إسرائيل”.
وتوقع يوهانان بليسنر رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية حدوث شلل سياسي، وقال إن من الممكن أن تشهد إسرائيل انتخابات عامة خامسة.
وأضاف “يبدو واضحا تماما أن الإسرائيليين منقسمون فيما يتعلق بالقضية الرئيسية التي تقسم السياسة الإسرائيلية، والمتمثلة في التأييد لنتنياهو والاعتراض عليه”.
وتابع “من المتوقع أن تلازمنا فترة تتسم بالغموض والجمود والشلل في المستقبل المنظور”.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه خلال زيارة إلى طوباس بالضفة الغربية المحتلة، اليوم الأربعاء، إن النتيجة “لا تعطي أي أمل في السلام” وإن النظام السياسي الإسرائيلي تحول إلى اليمين.
وأضاف “المطلوب حقا من رئيس وزراء إسرائيل المقبل أن يكون على استعداد للوقوف وقول إنه مستعد لإنهاء الاحتلال”. وتابع “علينا كسر هذا الوضع الراهن”.
وأبرم نتنياهو اتفاقات مع عدة دول عربية لتطبيع العلاقات، لكن لم تحدث مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عام 2014 عندما انهارت محادثات السلام. ويتبادل الجانبان الاتهامات بالتعنت في قضايا جوهرية مثل القدس والمستوطنات اليهودية.
مساومات سياسية
جاءت انتخابات الأمس بعد ثلاثة انتخابات غير حاسمة لم يفز فيها نتنياهو أو خصومه من يسار الوسط بأغلبية في البرلمان.
وتشير التوقعات إلى أن حزب ليكود سيتصدر بقية الأحزاب ويفوز بعدد 30 مقعدا بدلا من 36 مقعدا فاز بها في الانتخابات السابقة. ويأتي حزب “هناك مستقبل” الذي ينتمي لتيار الوسط برئاسة يائير لابيد (57 عاما) خلفه بعدد 18 مقعدا.
وكان لابيد (57 عاما) يأمل أن تكون هناك أحزاب كافية مناهضة لنتنياهو للإطاحة بالزعيم المخضرم الذي يتولى السلطة منذ 2009.
وعادة ما يقع على عاتق الحزب الأكبر تشكيل الحكومة وهذا قد يتطلب أسابيع من المشاورات غير الرسمية.
سيتعين على نتنياهو استقطاب الأحزاب الدينية الحليفة فضلا عن الأحزاب اليمينية المتطرفة وربما أيضا القائمة العربية الموحدة وهي حزب إسلامي محافظ من المتوقع أن يحصل على خمسة مقاعد بالبرلمان
وسيتعين على نتنياهو استقطاب الأحزاب الدينية الحليفة فضلا عن الأحزاب اليمينية المتطرفة وربما أيضا القائمة العربية الموحدة وهي حزب إسلامي محافظ من المتوقع أن يحصل على خمسة مقاعد بالبرلمان.
ودعا منصور عباس (46 عاما) زعيم القائمة العربية الوحدة للعمل مع نتنياهو من أجل تلبية احتياجات الأقلية العربية البالغة 21 بالمئة من سكان إسرائيل، وهو موقف يرفضه أغلب العرب وهو ما دفع فصيل عباس للانشقاق عن تحالف للأحزاب العربية قبل الانتخابات.
وقال عباس لمحطة 103 إف.إم التابعة لإذاعة تل أبيب “لسنا في جيب أحد. نحن مستعدون للتعامل مع الطرفين (نتنياهو ولابيد)”. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه اتفق على لقاء لابيد هذا الأسبوع.
واستقر سعر الشيقل الإسرائيلي أمام الدولار، في حين تراجعت الأسهم في تعاملات اليوم الأربعاء.
(رويترز)