ایران فی یوم القدس.. "لا لصفقة القرن"
شارك الملايين من أبناء الشعب الايراني، يوم الجمعة، في مسيرات ضخمة بمناسبة يوم القدس العالمي دعما للشعب الفلسطيني، معلنين رفضهم لـ"صفقة ترامب" الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية.
تحيي الجمهورية الاسلامية الايرانية سنويا في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان يوم القدس العالمي الذي دعا اليه الامام الخميني الراحل (رض) دعما للقضية الفلسطينية عبر مسيرات جماهيرية ضخمة تجوب شوارع العاصمة طهران والمدن الايرانية يحضرها الشعب الايراني بمختلف شرائحه الى جانب كبار المسؤولين.
وندد المشاركون بمسيرات يوم القدس العالمي في طهران والمدن الايرانية بما يعرف بـ"صفقة القرن" الامريكية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وأطلق المشاركون في مسيرات القدس العالمي في طهران والمدن الاخرى، التي انطلقت صباح اليوم الجمعة، شعارات داعمة للشعب الفلسطيني ومنددة بـ"صفقة القرن".
كما ندد المشاركون في مسيرات طهران، التي انطلقت في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، بجرائم الكيان الاسرائيلي والاستكبار العالمي.
وحول يوم القدس وفلسطين تحدّث قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي لدى استقباله عصر يوم الأربعاء 29/5/2019 جمعا من أساتذة الجامعات قائلاً: قضية يوم القدس هذا العام أهم من أي عام مضى. طبعاً فإن قضية فلسطين قضية أساسية لا تختص بالحكومات والبلدان الإسلامية. قضية فلسطين قضية إنسانية. طبعاً فإن هذا العمل يشكّل للمسلمين أهمية أكبر وأولوية أكثر وإضافة للجانب الإنساني ينطوي على جانب شرعي وديني أيضاً.
وأكّد آية الله خامنئي على أن مسيرات يوم القدس الشعبية دفاعاً عن فلسطين لطالما كانت مهمة وتابع سماحته قائلاً: مسيرات هذه السنة أهم من السنين السابقة بسبب هذه الخيانات التي يمارسها بعض أذناب أمريكا في المنطقة من أجل تثبيت "صفقة القرن"؛ لن يتم ذلك ولن يتحقق أيضاً وسوف تتلقى أمريكا وأذنابها الهزيمة حتماً في هذه القضية.
وأضاف سماحته في هذا الصدد قائلاً: فرق مسيرة هذا العام عن الأعوام السابقة هو أنهم يجاهرون اليوم بأننا نسعى للقضاء على قضية فلسطين ومحوها من قضايا العالم؛ طبعاً هم لن يستطيعوا فعل أمر كهذا وسوف يُمنون بالخيبة.
وشارك عدد من كبار المسؤولين الايرانيين في المسيرات المليونية التي شهدتها طهران الجمعة، بينهم الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.
وقال الرئيس روحاني للصحفيين اثناء مشاركته في المسيرات الجماهيرية: "لا شك، صفقة القرن ستتحول الى إفلاس القرن".
الرئيس روحاني أشار الى أن يوم القدس يتمتع بأهمية كبيرة في تاريخ الثورة الاسلامية، قائلاً، يوم القدس هو يوم مواجهة جميع المسلمين لمعتدي العالم ورسالة يوم القدس هي ان فلسطين ستبقى حية دائماً وان القدس للمسلمين.
وأكد الرئيس روحاني ان مؤامرات الاستكبار والمعتدين على القدس الشريف وفلسطين لن تحقق أي نتيجة، قائلاً، لا شك في ان النصر النهائي سيكون حليف الحق وفلسطين وأرض فلسطين ستتحول الى مأمن للمسلمين والمسيحيين واليهود.
ونوه الرئيس الايراني الى ان اعداء الاسلام خططوا خال العامين الماضيين لمؤامرات جديدة ضد القدس وجميعها لم تحقق نتيجة، قائلاً، من دون شك في ان قضية "صفقة القرن" ستتحول الى افلاس القرن ولن تحقق نتيجة بكل تأكيد.
ويشار الى ان عددا كبيرا من الشخصيات السياسية والثقافية والجامعية والعسكرية تشارك سنويا في مسيرات يوم القدس العالمي في العاصمة طهران والمدن الايرانية الاخرى.
ودعا مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل الامام الخميني (رض) بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 الى اقامة يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك كل عام نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وتنديدا بجرائم كيان الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
ويخطط الرئيس الامريكي دونالد ترامب لإعلان خطته حول التسوية في الشرق الاوسط والتي باتت تعرف بـ"صفقة القرن" بعدما توعد مهندسها صهر ترامب جاريد كوشنر بالكشف عن تفاصيلها بعد شهر رمضان.
واعلنت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية رفضها لـ"صفقة القرن" التي تبيّنت اولى ملامحها بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي في كانون الأول/ديسمبر 2017، ما ادى الى قطع السلطة الفلسطينية جميع اتصالاتها مع الادارة الامريكية.
ومن المتوقع أن تكشف واشنطن جوانب من خطة ترامب في مؤتمر اقتصادي تستضيفه البحرين يومي 25 و26 حزيران/يونيو، فيما أكدت وزارة الخارجية الأميركية الخميس أنها ستمضي قدما في خطتها رغم الانتخابات الاسرائيلية الجديدة المقررة في أيلول/سبتمبر بعد قرار الكنيست بحل نفسه اثر فشل بنيامين نتنياهو في تشكيل تحالف مع الاحزاب اليمينية لتقديم الحكومة.
ولدى توليه الرئاسة في الولايات المتحدة قبل أكثر من عامين، كشف ترامب عن مخطط تآمري ينحاز الى الكيان الاسرائيلي تماما ويستهدف القضية الفلسطينية بزعم إحلال السلام و إنهاء الصراع في الشرق الاوسط، لكنه محكوم بالفشل بسبب رفضه من قبل كافة ابناء الشعب الفلسطيني والامة الاسلامية جمعاء.