خرازی: فشل الاتفاق النووی سیؤدی الى فقدان اوروبا لاعتبارها
أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية، اليوم السبت، أن فشل الاتفاق النووي سيؤدي إلى أن تفقد اوروبا اعتبارها.
وفي كلمته بشأن التعاون بين الاتحاد الاوروبي وايران في ظل الحظر الأميركي المفروض على ايران، والتي ألقاها خلال المنتدى الاوروبي الثاني والعشرين، تطرق كمال خرازي الى بداية المحادثات النووية بين طهران والدول الاوروبية الثلاث (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) خلال فترة توليه لوزارة الخارجية الايرانية في 2003، والتي أدت الى تجميد ايران نشاطات تخصيب اليورانيوم من اجل التوصل الى اتفاق يرضي الطرفين، الا ان هذه المفاوضات آلت الى الفشل بسبب أطماع الجانب المقابل، حيث استأنفت ايران نشاطاتها النووية، وحققت تقدما لافتا والتي أثبتت للجميع انهم لا سبيل امامهم سوى تقبل القدرات النووية الايرانية والاعتراف بها كواقع ملموس.
كما تطرق الى استئناف المفاوضات بعد تغيير الادارة الاميركية، وبوساطة من عمان، وبعد مفاوضات مكثفة تم التوصل الى الاتفاق النووي الذي كانت جميع الاطراف مؤيدة له، رغم ان الاطراف الاخرى وخاصة الادارة الاميركية لم تنفذ التزاماتها المصرح بها في الاتفاق، وبالتالي عدم تحقق توقعات ايران من الاتفاق، والمتمثلة توسيع العلاقات المالية والتجارية بين ايران واوروبا.. وبالتالي انسحبت اميركا بعد تولي ترامب السلطة فيها منتهكا القرار الأممي 2231 الصادر من مجلس الامن الدولي في تأييد الاتفاق النووي.
ولفت الى ان اميركا سلبت الفرصة من اوروبا للاستفادة من منافع الاتفاق النووي وترميم علاقاتها التجارية مع ايران، وبعد انسحاب اميركا، بقيت ايران ملتزمة بتعهداتها لتسحب الذريعة من اميركا، وتمنح الفرصة لأوروبا باتخاذ آليات جديدة متعددة الاطراف لصيانة الاتفاق النووي، وضمان انتفاع ايران من هذا الاتفاق.
* الآليات الأوروبية المتعددة تمضي بوتيرة بطيئة
وانتقد خرازي بطء وتيرة الآليات الاوروبية المتعددة، وأكد انه من الضروري تنفيذها بأسرع ما يمكن.. وقال: صحيح ان هذه الآليات تأتي في إطار المساعدة في تنفيذ مضمون الاتفاق النووي مع ايران، ولكن ينبغي النظر الى هذه المبادرة الاوروبية ضمن توجه استراتيجي أمني، وفي عدم تحققها ستبرز مشكلات وستؤدي الى اضرار وخسائر كبيرة تمس بالدرجة الاولى الشرق الاوسط واوروبا ثم العالم.
وأضاف خرازي انه نظرا لانتهاء الحرب الباردة، ونظرة اميركا الى اوروبا كمنافس، مثلما وصف ترامب في مقابلة له اوروبا كعدو، لذلك فإن مصالح اوروبا وامنها لا تحظى بالاولوية اليوم لدى الادارة الاميركية ان لم تكن لا معنى لها اصلا. لذلك فإن الاحداث التي تمر في الشرق الاوسط وتبعاتها المستقبلية لا شك ستترك آثارا أمنية على اوروبا، ولن تؤثر على أميركا، بل هي ستستغلها لتحقيق مصالحها.
وأردف رئيس المجلس الاستراتيجية للعلاقات الخارجية الايرانية: من المؤكد ان الاتفاق النووي مع ايران لم يكن ليحصل بدون مساهمة اوروبا، مضيفا: في الحقيقة فإن فشل هذا الاتفاق سيؤدي الى فقدان اوروبا لاعتبارها.