العُقوبات النِّفطیّة والمالیّة الأمریکیّة تَفقِد مَفعولَها فی الأُسبوعِ الأوّل.. وحُصول الدِّیمقراطیین على الأغلبیّة فی مَجلس النوّاب ضَربَةً ساحِقَةً لترامب وإدارته.. والحُلفاء العَرب سیَکونون مِن أبرَزِ الخاسِرین أیضًا
معرف الأخبار :
۶۸۹۷۳۰
بعد سَماح الوِلايات المتحدة لأفغانستان بالاستمرار في استيرادِ احتياجاتِها مِن النِّفط الإيرانيّ، وحُصول العَرّاف على استثناءٍ مِن أيِّ عُقوباتٍ بسبَب استيراد الكَهرباء الإيرانيّة أيضًا، تبدو الحُزمَة الثَّانية مِن العُقوبات الأمريكيّة المَفروضَة على القِطاعَين النِّفطيّ والمَصرفيّ الإيرانيين مِثل “الجُبن السويسريّة” مَليئةً بالثُّقوب، وشِبه مَعدومةِ الفَعاليّة بالتّالي.
إدارة الرئيس ترامب التي تَوعَّدت بشَلِّ الحياة كُلِّيًّا في إيران، وتَطبيق عًقوبات تَمنعها مِن تصدير برميل نِفط واحِد، تمهيدًا لتَركيعها، وإجبارها على تنفيذ 12 شَرطًا، أبرزها وقف صِناعَتها الصاروخيّة والامتِناع عن دَعمٍ حركات مُقاومة مِثل “حزب الله” و”حماس″ و”الجِهاد الإسلاميّ” وتَفكيك أجهزة الطَّرد المَركزيّ المُخصَّصة لتَخصيبِ اليورانيوم، باتَت في وَضعٍ يُثير السُّخرية، لأنّ هَذهِ العُقوبات فَقَدت زَخَمَها وتأثيرها في اليَوم الأوّل لبِدء تَطبيقِها.
إعفاء ثماني دُوَل هِي الصين والهند واليونان وتركيا وإيطاليا وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية، مِن أي عُقوبات، والسَّماح باستيراد النِّفط الإيرانيّ لم يأتِ “مَكرُمة” مِن الرئيس ترامب وإدارته، وإنّما رُضوخًا للأمر الواقِع، فمُعظَم هَذهِ الدُّوَل أكَّدت أنٍها لن تَلتَزِم بالعُقوبات وستُواصِل علاقاتها التجاريّة مع إيران كالمُعتاد، ومِن المُفارَقة أنّ قائِمة الثَّمانية هَذهِ تَستورِد النِّسبَة الأعظَم مِن الصَّادرات النفطيّة التي تَصِل إلى 2.5 مِليون برميل يَوميًّا.
مَع حُصول الدِّيمقراطيين على أغلبيّة المَقاعِد في مجلس النوّاب الأمريكيّ، سيَجِد الرئيس ترامب نفسه في مأزَقٍ كبيرٍ، لأنّ الدِّيمقراطيين يُعارِضون خُطوَته العنتريّة بإلغاء الاتِّفاق النوويّ الإيرانيّ، وفَرضِ العُقوبات النفطيّة والتجاريّة على إيران.
رُبّما يكون مِن السَّابق لأوانِه القَول بأنّ إيران التي لم تَظهَر أي تَأثُّر بالعُقوبات هَذهِ، بل تَحدَّتها بشَراسةٍ، وأكَّدت أنّها ستَلتَف عليها، خَرجَت “مُنتَصرة” مِن هَذهِ المُواجهة وفي أُسبوعِها الأوّل، وهذا في حَدِّ ذاتِه هَزيمةً للرئيس ترامب وحُلفائِه الإسرائيليين والعَرب مَعًا.
إنّه الغَباء الأمريكيّ في أبشَعِ صُورِه، ربّما يُؤكِّد أنّ أُسلوب الغَطرسة باتَ يُعطِي نتائِج عكسيّة تمامًا، فها هِي كوريا الشماليّة تُلغِي اجتِماعًا بين وزير خارجيّتها ونظيره الأمريكيّ وتَعود للتَّخصيب، وها هِي الصين تقود تَحالُفًا مع روسيا لتَحطيم هَيمَنة الدولار، وها هِي العُقوبات الأمريكيّة على إيران تَفْقِد تأثيرِها قبل أن تَبْدأ فِعليًّا.
زَمَن الهيمَنة الأمريكية يتآكَل بسُرعةٍ، ومِن المُؤسَف أن هُناك بعض العَرب يَضَعون كُل بيضهم في السَّلَّة الأمريكيّة، والإسرائيليّة أيضًا، وسيَندَمون أشدِّ النَّدم فيما هُوَ قادِمٌ مِن أيّام.
رای الیوم