لاریجانی: مشاکل العالم ناتجة عن التفرد الامیرکی
أكد رئيس البرلمان الايراني، اليوم الثلاثاء، ان المشكلات العالمية هي نتيجة للتفرد الاميركي، داعيا الى اتحاد الدول لمواجهة التفرد والممارسات اللاقانونية.
وقال لاريجاني في كلمة القاها اليوم الثلاثاء امام مؤتمر برلمانات اوراسيا المنعقد في مدينة انطاليا التركية ان امريكا والكيان الصهيوني، هما وراء ارتباك واضطراب الامن الدولي، وان الاجراءات الاحادية لقوي مثل امريكا في التعاطي مع القضايا الدولية، استحدثت مشاكل وتحديات واسعة للاسرة الدولية.
ورأى لاريجاني ان الانسحاب الامريكي غير الشرعي من الاتفاق النووي والقرار غير الشرعي لامريكا تجاه القضية الفلسطينية باعتبار القدس الشريف عاصمة لكيان غير شرعي وغاصب ومعتد، والانسحاب من معاهدة باريس للتغيرات المناخية وارباك نظام تعريفات التجارة الدولية، تشكل نماذج وامثلة جلية علي مثل هذه الاجراءات.
وقال ان التعاطي السلبي لامريكا مع معاهدة باريس للتغيرات المناخية هو بمنزلة نقض احدى القضايا البيئية والدولية الحساسة، موضحا ان هذا مؤشر علي تجاهل حقوق جميع الشعوب.
واردف لاريجاني يقول ان القرار الامريكي المتعجرف بالانسحاب من الاتفاق النووي وفرض الحظر الظالم من جديد علي الشعب الايراني، يعد من العلائم التي تنذر بالظهور المجدد لخطاب التفردية والاحادية المهترئ والبالي في العلاقات الدولية.
واعرب عن ثقته بان هكذا رؤي وسياسات تتسم بالتحدي ومثيرة للتوتر في مختلف المجالات من جانب بعض الدول، تلقي بظلالها علي التنمية الشاملة وتجعل مبدأ السيادة الدولية والتعددية القطبية والتجارة الحرة تواجه تحديات.
واسف لاريجاني لان هذه التوجهات المتغطرسة والاستبكارية، اتسمت بادبيات نازية وهي ناتجة عن وهم استراتيجي يشهد التاريخ بان نتيجته لن تكون سوي عدم الاستقرار والتدهور الامني علي الصعيد الدولي وبث الفوضي وتهديد السلام والامن الدوليين.
وتابع ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤكد ان هذه التحديات جعلت من الضروري التعاون بين اعضاء برلمانات اوراسيا اكثر من اي وقت مضي للوقوف بوجه النزعة الأحادية.
ودعا لاريجاني الى التوقيع علي اتفاقيات تجارية بين الاعضاء لازالة التعريفات ولممارسة التجارة الحرة من قبل الدول الاعضاء في برلمانات اوراسيا، وقال ان هذا يشكل اجراء عمليا للتصدي للتفرد التجاري الامريكي.
واضاف انه بناء على ذلك فان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى ان الاعضاء المشاركين في هذا المؤتمر وفي ضوء اعتماد السياسات الذكية والمتزنة والفعالة، يجب ان يساهموا في تعزيز التعددية اكثر من السابق وكذللك اعادة تعريف مجالات التعاون السياسي والامني والاقتصادي والتجاري فيما بينها وتطويرها.
واكد ان مواجهة الازمات البيئية بحاجة اليوم الي اهتمام خاص وتعاون جماعي وان الجمهورية الاسلامية الايرانية مثلها مثل سائر بلدان المنطقة تعاني من التداعيات البيئية في العالم المعاصر، ومن هذه التداعيات يمكن الاشارة الي وضع بحيرة 'ارومية' التاريخية والجميلة وفضلا عن ذلك فان عدم الاهتمام بقضايا البيئة في المنطقة، عرض مناطق واسعة من محافظات غرب ايران لظاهرة الأتربة والعواصف الرملية وتلوث الجو.
وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي في جانب اخر من كلمته ان الازمة السورية آخذة بالتحول الى جرح غائر ومعقد للغاية وان الشعب السوري يقاسي لسنوات من التدهور الامني وعدم الاستقرار، وان هذه القوى المشاكسة والمغامرة ادت الى اطالة امد الازمة السورية وتحول دون تقرير الشعب السوري لمصيره بنفسه.
واكد انه يتعين معرفة ان قضية الارهاب لم تنته بعد، مشيرا الى ما تعرضت له مدينة اهواز الايرانية من هجوم ارهابي.
وتطرق لاريجاني الي موضوع اليمن وقال ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى ان الشعب اليمني له الحق في اتخاذ القرار بشان مستقبل بلاده، واننا ندعم يمنا مستقلا ومتحدا ومستقرا وآمنا وموحدا يسير علي طريق التنمية، وندعو لوقف العدوان الاجنبي والحصار غير القانوني والمذابح المروعة ضد الشعب اليمني والعودة الى مسار الحوار اليمني – اليمني لاننا نعتبر ان ذلك هو السبيل لتسوية الازمة.
وعرج على القضية الفلسطينية وقال ان الشعب الفلسطيني اصبح اليوم وبسبب التصرفات الامريكية غير المسؤولة والممارسات والفظاعات الاجرامية للكيان الصهيوني، يمر بظروف معيشية قاسية، وان امريكا التي تستخدم العنوان الغامض والمزور 'صفقة القرن' تنوي بطريقة غير انسانية حرمان الشعب الفلسطيني المظلوم من العيش في أرضه، مؤكدا ان هذا السلوك الجائر، لن يفيد، وسيؤدي الى توسيع رقعة الصراعات في المنطقة.
وقال: إن كانت امريكا تريد تطبيق صفقة القرن، فعليها ان تخطو باتجاه اتفاق القرن الكبير بشان حكومة الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره بصورة ديمقراطية، لكن يبدو ان عقلهم السياسي في صراع مع أي اتفاق.
واستطرد لاريجاني يقول ان امريكا تتابع ممارسات مخربة اخري في المنطقة الا وهي بث الخوف الاقليمي المصطنع، لابتزاز دول المنطقة، والمؤسف ان هذه الممارسة مصحوبة بادبيات سخيفة ومهينة موجهة ضد بعض بلدان المنطقة، ويتم احيانا الحديث عن استراتيجية امنية جديدة للمنطقة ولا هدف لها سوي الابتزاز. لكن هذه السياسية هي سياسة مفضوحة بطبيعة الحال وان اليقظة في المنطقة هي اعمق من ان تصاب بسوء تقدير من جراء هذه التفوهات، لكن ستكون مكلفة لمدبري ومصممي المؤامرات.
وشدد على انه قد اتضح اليوم ان تبيان ارساء اي نظام اكان اقتصاديا او امنيا على لسان الساسة الامريكيين بات في ظل نوع التصرف الامريكي غير المسؤول وغير الملتزم، يشبه السخرية اكثر منه من الواقع ، وينتهي عادة الى عواقب لا تحمد عقباها.