فی مقال له نشرته الـ"واشنطن بوست"... روحانی: التنفیذ الکامل للاتفاق النووی رمز حسن نوایا أمیرکا
قال رئيس الجمهوريه الإسلامية في إيران حسن روحاني ان التنفيذ الكامل والصحيح للاتفاق النووي هو رمز اثبات حسن نوايا الاطراف المعنية بالاتفاق خاصة امريكا، مؤكداً أن التزام الصمت امام غطرسة امريكا يتعارض والقوانين الدولية.
واضاف الرئيس روحاني في مقال نشر في صحيفه 'واشنطن بوست' إن: سياسة امريكا الخارجية ليست قائمة على الحقائق السائدة في ايران والمنطقة و كذلك العالم ولا تعتمد حتى على مصالح امريكا بل ان تلقيها معلومات خاطئة عن ايران من الجماعات الارهابية والكيان الصهيوني ادى الى استنتاجات خاطئة وغير دقيقية بشأن تطورات ايران مما اصابت الساسة الامريكان بالوهم الى درجة يشعرون بانهم سيتمكنوا من الحصول على تنازلات من ايران عبر توجيه تهديدات ضدها بفرض العقوبات عليها.
وفي جانب آخر من مقاله اكد الرئيس روحاني ان الشعب الايراني اثبت ان الضغوطات الخارجية زادت من انسجامه كما ان امريكا و قبل التوصل الى الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى بقيت عاجزة عن فرض آرائها على الشعب الايراني، وفي النهاية هي التي غيرت مسارها وتوجهت إلى اجراء المفاوضات.
واضاف: اننا اكدنا على اهمية الحفاظ على مصالحنا عبر الاتفاق النووي و في حال ضمان هذه المصالح سنبقى فيه رغم انسحاب امريكا منه و إلا سنتوجه الى انتهاج سلوك آخر واكدنا ان منطقنا شفاف وقائم على ضرورة انتفاع جميع اعضاء الاتفاق بالفوائد التي ينص عليها.
وشدد بالقول ان: التزام الصمت امام غطرسة امريكا هذه ولجوئها الى ممارسة الضغوط على دول العالم لوقف علاقاتها التجارية مع ايران يتعارض والقوانين الدولية بشكل واضح ولا يتماشى مع اي منطق، لذلك لن نبقى متفرجين حيال هذه السياسة.
وأضاف: اننا قلما شهدنا مثل هذا التباين الذي نشهده اليوم في مواقف امريكا وحلفائها الاوروبيين تجاه الاتفاق النووي و هذا يعود الى موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية حيال الاتفاق و انتهاجها دبلوماسية نشطة في هذا المجال.
وفي حانب آخر من مقاله اشار الرئيس روحاني الى العرض الامريكي باجراء مفاوضات مع ايران دون اي شروط مسبقة ووصفه بانه يفتقر الى المصداقية، متسائلا: هل نصدق هذا العرض الامريكي ام تصريحات وزير خارجيتها الذي اشترط فيها اچراء المحادثات مع ايران بتحقيق بعض قضايا، نعتبرها إساءة واضحة للشعب الايراني؟
وتابع متسائلا: كيف يمكننا ان نثق بامريكا بينما هي لا تلتزم بتعهداتها الدولية وانسحبت من اتفاق صادق عليه مجلس الامن وتحذر باقي الدول المعنية به من مغبة تنفيذ بنود الاتفاق؟
وتساءل: ما هو مبرر امريكا في فرض قيود على الشعب الايراني خاصة في مجال حصولها على الادوية او حرمانه من شراء الطائرات؟ يبدو ان الادارة الامريكية تريد الثأر من الشعب الايراني، وان مزاعمها حول دعم الايرانيين فارغة تماما.
واعرب الرئيس روحاني عن ثقته بان امريكا لابد لها ان تغير سلوكها، واضاف ان: محادثاتنا مع شركائنا التجاريين جارية وتبشر بفتح افاقا مشرقة امامنا في تعاطينا على الصعيد الدولي و ان رفض غالبية دول العالم لسياسة امريكا المتفردة بات حقيقية تتضح معالمها يوما بعد يوم .
واضاف: يمكن ان نواجه بعض المشاكل مع شركائنا الاقتصاديين على المدى القصير الا ان كلا الجانبين يعملان على معالجة هذه المشاكل .
واكد: اننا طالما دعونا للحوار واعتماد المنطق، ومن هذا المنطلق شاركنا في المفاوضات النووية وخرجنا منها مرفوعي الرأس، وبناء على ذلك نقول ان التنفيذ الكامل والصحيح للاتفاق النووي هو رمز اثبات حسن نوايا الاطراف المعنية بالاتفاق خاصة امريكا.
واضاف ان: سماحة قائد الثورة الاسلامية اعلن خلال المفاوضات النووية اننا اذا شهدنا حسن نوايا من الجانب الاخر سيكون المجال مفتوحا امام اجراء محادثات حول باقي القضايا ذات الاهتمام المشترك إلا انه وللاسف ان سلوك امريكا الخاطئ في تنفيذ الاتفاق يكشف عن عدم التزامها بتعهداتها الدولية.
وفي ختام مقاله اكد الرئيس روحاني ان الشعب الايراني وعلى مدى 250 عاما لم يقم بأي اعتداء على اي دولة وقاوم في الوقت نفسه الاعتداءات والتدخلات الاجنبية موكدا ان: ارساء اسس السلام هو سلاحنا و كما نقف بوجه المعتدين نكون جادين في تحقيق السلام ونرحب بأي مبادرة سلمية وصادقة وحقيقية في هذا المجال.