لاریجانی: التطرف والفهم الخاطئ للثقافة هما السببان الرئیسان للإرهاب فی المنطقة

لاریجانی: التطرف والفهم الخاطئ للثقافة هما السببان الرئیسان للإرهاب فی المنطقة
معرف الأخبار : ۵۷۴۳۰۳

إعتبر رئیس مجلس الشوری الاسلامی علی لاریجانی، عدم الفهم الصحیح للثقافة، یشكل أرضیة أساسیة لتفاقم الإرهاب فی المنطقة مضیفاً الی ذلك عنصر التطرف ومساندة المنظمات الاستخباریة لهذه المصیبة البشریة.

وفی كلمة له خلال مؤتمر 'دراسة سبل مكافحة الارهاب' المنعقد فی باكستان، ثمّن لاریجانی مواقف وإجراءات المجلس الوطنی الباكستانی وجهود رئیسه «إیاز صادق» وجهود السید « رضا بانی» رئیس مجلس الشیوخ الباكستانی المبذولة لإقامة هذا الإجتماع معرباً عن أمله بأن یخرج هذا الإجتماع بحلول ملائمة لتعزیز التعاون والتعاطی بین برلمانات الدول وحكوماتها وشعوب المنطقة والتفوق علی التحدیات والمشاكل خاصة فی حقل مكافحة الإرهاب.

وفی ردّ له عن سؤال وارد من «إیاز صادق» رئیس البرلمان الوطنی الباكستانی فی شأن أسباب فشل إئتلافات مكافحة الإرهاب قال: إنّ الكثیر من هذه المعلومات لم تكن حقیقیة ولم تكن سوی حبر علی ورق أو أنها نُظمّت لخدمة أهداف اُخری خارجة عن نطاق مكافحة الارهاب فضلاً عن التعقیدات الموجودة فی قضیة الإرهاب.

وأضاف:إن دول المنطقة المعروفة بدول الحلقة الذهبیة تتمتع بمساحات اقتصادیة وانسانیة وتقنیة وجغرافیة واسعة للتطور إلّا أنّ ظاهرة الإرهاب بشتی ألوانها وأصنافها تحول دون تنمیة ورخاء ومضی هذه الدول والشعوب بأهدافها وإننا نری الإرهاب إحدی أهم تحدیات عالمنا المعاصر خاصة فی آسیا.

وأكّد علی مواجهة شعوب دول المنطقة لقضیة الإرهاب منذ ما یزید عن الثلاثة عقود وكانت ردود فعل دول المنطقة متفاوتة حیال قضیة كهذه وها قد آن الأوان للوصول إلی تحلیل واقعی یرشدنا إلی جذور الارهاب ویُتحفنا بتقییم سلیم لنوعیة وطریقة مواجهته.

**الحاضنة الرئیسة للإرهاب فی المنطقة هی ذات مغزی ثقافی

وفی مقطع آخر من كلمته واصل لاریجانی قائلاً: عند إلقائنا نظرة عامة علی الحركة التاریخیة التی فعّلت الإرهاب نری الإرهاب علی مستوی العالم یقوم علی ركائز مختلفة وما نناقشه الآن هو الإرهاب فی منطقتنا رغم عالمیة له.

وشدّد عضو المجلس الأعلی للأمن القومی الإیرانی خلال هذا الإجتماع علی الطابع الثقافی التی مثّلَ رحماً تنامت فیه هذه الظاهرة التی حقنت فی العقول البسیطة الساذجة أفكاراً خاصة خلال العقود الثلاثة الأخیرة حوّلت الرغبات الدینیة إلی نزعات قتالیة. وفی حین أنّ التفكیر الإسلامی قد وضع مواجهة الظلم والإستعمار والإستعباد فی سلم اولویاته إلّا أنّ التفكیر الدینی المتطرف المتمثل بالوهابیة غیّر مسار النضال والكفاح من نهجه الصحیح إلی نهج منحرف یتجلی فی قتل الأخ لأخیه المسلم. إذ سمّت الوهابیة جمیع الفرق الإسلامیة بالكافرة وأباحت دماءها. متناسیة بأنّ الإسلام یعتبر قتل النفس المظلومة كقتل جمیع الناس.

وذكّر لاریجانی بوحدة الفرق الاسلامیة علی مر التاریخ الاسلامی كالحنفیة والحنبلیة والشافعیة أو الشیعیة بصفة عامة والصوفیة حیث كانت متفقة فی الاُصول ولم تُشهر سیفها بوجه الآخر وتعایشت سلمیاً رغم وجود اختلافات فیما بینها .

وفی هذا السیاق أضاف رئیس مجلس السوری الاسلامی بأنّ نشر تعالیم هذه الجماعة قد أوقعت من لایتمتعون بالمعرفة الكافیة فی فخ الوهابیة بحیث بات البعض منهم یعتبر الأعمال الإرهابیة هی وحدها الجهاد فی سبیل الله ناسین أنَّ التعالیم الاسلامیة صرّحت دوماً بإعتبار قتل النفس المظلومة قتلاً لجمیع الناس ونسوا أنّ للجهاد فی سبیل الله شروطاً وأنّ الجهاد لیس إلّا مواجهة الظلم والإستعمار والإستعباد لا القتل والجرائم وقطع الرؤوس وتحطیم الأماكن المقدسة وحرمان الأبریاء من الأدیان الاُخری من حیاتهم العادیة.

وعزا لاریجانی تفاقم الإرهاب فی أفغانستان إلی الإحتلال السوفیتی السابق ودخول أمیركا علی الخط برفقة النیتو. فكانت ردّة الفعل للشعب الافغانی حیال المعاملات السیئة والعنیفة لجیوش الإحتلال التی قلّصت من صبره وإحتماله تفعیل الجماعات الإرهابیة وزیادة نشاطها ورجالها.

وقد شهدنا قصف الأعراس فی أفغانستان و توجیه شتی الإهانات للشعب العراقی عند إحتلال هذا البلد الأمور التی أثارت الحمیة الدینیة والوطنیة لهذین الشعبین بحیث لم یجدا أمامهما طریقاً سوی الكفاح المسلح فی الوقت الذی كانت المنظمات الإرهابیة العالمیة تضع الفخوخ فی طریق هذه الفئة من الناس الحاملة لمثل هذه التوجهات لتزید من حجم ونشاط الإرهاب فی المنطقة.

ولم ینس لاریجانی التطرق إلی حقیقة توظیف المنظمات الاستخباریة للإرهاب ودورها فی تنمیة رقعته ونشاطه فی المنطقة خلال مدّه بالمال والسلاح لبلوغ أهداف محددة كما رأینا ذلك فی سوریا .فقد كانت الولایات المتحدة تتباهی بخلق جماعة داعش لكننا رأیناها كیف تعاملت مع الجماعة ومع متحدیها الإقلیمیین ولم یخل نطق «لاریجانی» من الإشارة إلی تركیز الدول المستعمرة علی الإستیلاء علی السوق النفطیة وسوق الطاقة بشكل عام من خلال نشر الإرهاب ونشر الفرقة بین الدول و خطط الولایات المتحدة الامیركیة لبیع أسلحتها مؤكداً علی زرع هذا البلد الهلع والخوف المفتعل وخلق الفوضی فی المنطقة لكی ینجح ترامب فی بیع ملیارات الدولارات من الأسلحة .

وإعتبر لاریجانی قرار ترامب فی نقل السفارة الامریكیة الی القدس إهانة لجمیع هؤلاء الزبائن. فكان من الضروری خلق عدو مفتعل لإلهاء دول المنطقة ببعضها البعض وحرمانها من الأمن والإستقرار بتوظیف جماعات إرهابیة إستنزفت طاقات وموارد الدول.

endNewsMessage1
تعليقات