الفیاض: دخول الحشد الى سوریا یتطلب موافقة دمشق
اكد مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي بأن دخول الحشد الشعبي الی سوريا يتطلب موافقة الحكومة السورية والتنسيق بين البلدين بهدف متفق عليه هو محاربة داعش.
وقال الفياض في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية الاحد: معركة الموصل تتضمن عدة صفحات وعدة مناطق، والى الان تم انجاز الجزء الكبير من هذه المعركة، والقوات العراقية على وشك الانتهاء من الساحل الايسر وهو الساحل الاكبر.
واضاف: ان مركز مدينة الموصل يتكون من قسمين الساحل الايسر والايمن، بالنسبة لنهر دجلة، و(اخيرا) تم تحرير فندق نينوى اوبروي، وحاليا المعركة في القصور الرئاسية والحي العربي ومناطق محدودة من الساحل الايسر، وتمت السيطرة على كل مداخل الجسور المؤدية الى الساحل الايمن.
وتابع: وان شاء الله تبدأ قواتنا بعملية تحرير الساحل وتستكمل العمليات الصاعدة من الجنوب باتجاه مطار الموصل، وستفتح محاور اخرى لاستكمال تحرير المدينة.
واعتبر انه عندما ننتهي من تحرير الساحل الايمن، وايضا تستكمل قوات الحشد الشعبي تحرير بعض الاقضية مثل البعاج والمنطقة الصحراوية بين العراق وسوريا، تكون بذلك قد اكتملت معركة تحرير نينوى بالكامل.
واشار الى ان تأثير هذه الانتصارات على معنويات داعش واضح بانهم خسروا المنطقة الاكبر في المدينة بعد ان جربوا كل انواع استحضاراتهم التي دامت لمدة طويلة، وكانت قواتهم في الساحل الايسر تقاتل بدعم من الساحل الايمن، الذي سيكون الان محاصرا ومقطوعا بالكامل ولن يكونوا قادرين على الحصول على الدعم بأي شكل من الاشكال.
وتوقع ان تكون المعركة في الساحل الايمن اسهل من الساحل الايسر، مع التحسب لكل الظروف، مشيرا الى ان الساحل الايمن هو اصغر بكثير من الساحل الايسر، ويمثل ثلث او اقل من مركز مدينة الموصل.
واكد ان قتلى داعش كثر في كل المعارك، وتم ذكر كثير من القيادات، لكن قواتنا الان في صدد الاجهاز على ما تبقي منهم، وعندما يتم استكمال تحرير الساحل الايمن تكون الصورة اوضح لطبيعة القيادات الذين تم اهلاكهم في هذه المنطقة.
ووصف الانباء عن ظهور ابو بكر البغدادي في الساحل الايمن من الموصل بانها مجرد مسموعات، وهناك تسريبات او توقعات بامكانية ومحاولة هروبه الى سوريا، لكننا نعمل على منع ذلك.
وشدد على ان الهجوم على الساحل الايمن سيفاجئ العدو بانه سيكون محاصرا من محاور مختلفة، منوها الى ان القوات العراقية ستحافظ على زخم تقدمها، ولن تشهد الجبهات هدوء، وسيتم الاستفادة من انكسار معنويات العدو وستكون المعركة واحدة.
وشدد على حرص القطعات المختلفة من القوات العراقية من قوات مكافحة الارهاب والرد السريع والشرطة الاتحادية على حياة المدنيين، مشيرا الى ان تحرير الساحل الايسر سيخفف من عبئ المشكلة الانسانية وباستطاعة الكثير من العوائل العودة الى مناطقهم.
واضاف: وهذا ما نشجع عليه ونحاول ان نوفر بعض الارزاق والخدمات الانسانية، ونحث محافظ الموصل والجهات البلدية على توفير البنى الاساسية ليستطيع المواطن من العيش في هذه المناطق.
وحول توقف المعارك في تلعفر، قال ان قرار تحرير تلعفر هو رهن بيد القائد العام للقوات المسلحة، وقوات الحشد الشعبي تغطي قاطعا كبيرا وهائلا وحررت اكثر من 150 قرية، وحررت مطار تلعفر، وهي حاليا تضيق الخناق على تلعفر.
وتابع: وتم تحرير منطقة تل عبطة، والحضر والبعاج مسائل مستقبلية وهي تمسك بمئات الكيلومترات من الخطوط الدفاعية، وهي منفتحة من مدينة بيجي باتجاه تلعفر في منطقة صحراوية حساسة لم تدخلها قواتنا سابقا.
ونفى ان تكون هناك خلافات حول الحشد الشعبي، او ضغوط اجنبية، وانما يخضع للخطط الموضوعة من قبل قيادة العمليات المشتركة والقيادة العامة للقوات المسلحة، ونراعي في ذلك المصلحة الوطنية.
وشدد على ان لا مانع من دخول الحشد الى تلعفر او الساحل الايمن، لكن الحشد سيلتزم بالخطة الموضوعة، معتبرا ان القوات اذا كانت كافية فان الحشد لم يشترك في تحرير الجانب الايمن.
واوضح: اما في معركة تلعفر وفي كل المعارك فسيشارك الحشد من ابناء نينوى والمنطقة، وستكون قوات الحشد مساندة، وجاهزة لدعم تحرير اي منطقة.
وردا على سؤال مراسلنا عن موعد انطلاق عملية تحرير تلعفر قال : في الحقيقة لا نستطيع ان نعطي توقيتا، لكن هذا رهن بقرار قيادة العمليات المشتركة، وحاليا بدأ النزوح من المدينة وحجم العوائل الموجودة في المدينة اقل بكثير من السابق، وطبيعة الطوق لمفروض على المدينة بدأ يضيق الخناق حول هؤلاء المقاتلين، لكن توقيت المعركة لن يتجاوز خلال شهر من الان.
واشار الى ان طبيعة الالتزام بدخول الجيش والشرطة الاتحادية والحشد من ابناء تلعفر للمدينة، فان ذلك يتطلب ان يتم اولا تحرير الساحل الايمن من الموصل.
واعتبر ان الهمة الاولى للحشد الشعبي في الموصل هو استكمال تحرير هذه المناطق وتمشيط الصحراء الكبيرة بين الحدود العراقية السورية، امتدادا الى طريق بغداد – الموصل، مشددا على ان الحشد سيقوم بكل ما يلزم للدفاع عن الارض العراقية والتصدي للارهابيين اينما كانوا.
واستطرد: لكن دخول الاراضي السورية يتطلب موافقة الحكومة السورية والتنسيق بين البلدين بهدف متفق عليه هو محاربة داعش، معتبرا ان الحشد يأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة في مسألة التحرك باتجاه الحدود السورية، والذي سيتم خلال الاسابيع القادمة.
واعتبر ان من الصعب جدا هروب اي من المسلحين من الموصل باتجاه سوريا لان الطريق مقطوعة عند تلعفر والمحلبية، لكن يمكن ذلك عبر البعاج، التي لم تتواجد القوات العراقية فيها.
وحول اتهام السعودية الحشد بانه طائفي، قال انهم كانوا يصفون الجيش العراقي بالطائفي والرافضي والصفوي، والان يحاول بعض الدول العربية تشويه سمعة مقاتلي الحشد الذين هم من اهم المقاتلين في مواجهة العدو واستجابوا لنداء الوطن والمرجعية وقدموا ارواحهم لسلامة العراق والمنطقة كلها.
واكد ان الحشد لن يلتفت الى هذه التخرصات ويعتبرها ذات اهداف غير سليمة، والعراقيون يعتزون بحشدهم وهو مما يفتخرون به، وكذلك المرجعية التي عبرت دائما عن اعتزازها وفخرها بالحشد.
واشار الى ان تسليح الحشد ليس بمستوى الجيش العراقي لكن بدأ يمتلك كثير من الاسلحة، والحكومة العر اقية عازمة على توفير السلاح النوعي الجيد والتدريب بشكل يتلاءم مع المهام، منوها الى ان هناك خططا لتجهيز الحشد بالسلحة متطورة في المنظور القريب.
واكد ان الحشد الشعبي هو اطروحة المستقبل للعراق وسيكون له دور كبير في حفظ الامن ومنع ظهور البؤر الارهابية مستقبلا سواء في المحافظات الغربية او في عموم العراق، وانخراط ابناء هذه المحافظات (الغربية) في الحشد بما قد يبلغ 42 الف مقاتل، سيسهم في جعل الجميع يشتركون في الدفاع عن البلد من خلال منظومة الحشد الشعبي في حفظ وحدة وسيادة وكرامة هذا البلد.
واشار الى زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الى العراق وقال: كانت هناك من قبل بعض الاتصالات بين العبادي واردوغان فهم منها انها ستكون مقدمة لانسحاب القوات التركية من بعشيقة، خاصة وان بغداد ربطت بين الانسحاب واي تطور في العلاقة بين العراق وتركيا، ولكن لحد الان لم تنسحب ولم نسمع منهم وعدا قطعيا بالانسحاب خلال زمن قريب.
واكد انه تبقى بعشيقة هي العقدة في العلاقات العراقية التركية ولا يمكن تطويرها ما دامت القوات موجودة في بعشيقة.
حول موضوع سد الموصل وتحذير بعض الخبراء من خطر انهياره قال انه حديث قديم وسد الموصل حاليا في صيغة افضل من ناحية اطمئنان الحكومة العراقية على وضع السد، افضل من السنة الماضية، وتوجد شركة تقوم باعمال الحقن لتقوية اسس السد، وايضا تم وضع آلاف المجسات لمراقبة حركته ولا قلق حاليا على وضع سد الموصل.
واشار الى دور ايران في دعم العراق في مواجهة داعش وقال منذ اليوم الاول حين عز الناصر والمعين، الا من اطراف محددة وبالذات الجمهورية الاسلامية، التي دعمت صمود العراق بوجه داعش، دعمت الجيش العراقي والحشد الناشئ الجديد، وكان لخبرة بعض المستشارين وايضا الاسلحة والمساعدات الايرانية دور كبير في ان يأخذ الحشد دوره في الساحة العراقية.
وتابع: لذلك نحن نشكر الجمهورية الاسلامية على دورها الداعم والبناء والكبير لكل القوات العراقية وبالخصوص الحشد الشعبي الذي يحظى بعلاقة جيدة مع الجمهورية الاسلامية.
وشدد: نحن لا نلتفت الى رأي الاخرين في علاقتنا مع الجمهورية الاسلامية، هذا شأن ثنائي، العراق وايران يرتبطان بحدود طويلة جدا ومشتركات ثقافية وعقائدية راسخة ومصالح مشتركة، وهذا كله ادى الى ان تتفاعل الجمهورية الاسلامية في دعم العراق ومساندته، ولكن البعض يحاول ان يعطي لهذا الدور صورا سلبية، ونحن نستشعر الايجابية من هذا التعامل ونسعى لان تكون العلاقة مع الجمهورية الاسلامية باحسن ما يمكن، تستند الى حسن الجوار والمصالح المشتركة، والمشترك الثقافي والفكري والعقائدي الموجود بين البلدين.
وحول الموقف السعودي من قبول اعتماد السفير الايراني الجديد ايرج مسجدي في العراق، قال : هذا شأن ايراني عراقي، وطبيعة من يمثل الجمهورية الاسلامية في العراق هو شأن ايران، نحن نرحب بمن ترشحه وبالذات هذا الاخ الذي نحمل عنه ذكريات طيبة، واسهم في دعم العراق، وله حضور وتاريخ جهادي، وحتما سيكون له دور مهم في تحسين العلاقات والدفاع عن مصالح البلدين.
وحول العلاقات العراقية الاميركية بعد تسلم الرئيس الجديد دونالد ترامب الولاية قال : ترامب عرفناه مشرحا ولم نعرفه رئيسا، لكننا لا نبني سياساتنا للدفاع عن بلدنا على اي دولة اجنبية، بل نعتمد على قدرات الشعب، معتبرا انه في معركة مكافحة الارهاب يجدر بكل العالم ان يدعم العراق لانه يقاتل اعداءا متعددي الجنسيات، وقد يقومون بعماليات ارهابية في كل العالم.