قائد الثورة: العالم الاسلامی یعانی من محن کبرى والحل هو الوحدة الاسلامیة
أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان العالم الاسلامي يعاني اليوم من محن كبرى وان سبيل الحل لذلك هو الوحدة الاسلامية.
جاء ذلك خلال استقبال قائد الثورة اليوم السبت لمناسبة ذكرى مولد النبي الاكرم (ص) والامام جعفر الصادق (ع)، رؤساء السلطات الثلاث وحشدا من كبار المسؤولين وسفراء الدول الاسلامية بطهران والضيوف المشاركين في مؤتمر "الوحدة الاسلامية" الدولي الثلاثين.
وقال قائد الثورة، هنالك اليوم في المنطقة ارادتان متناقضتان؛ "ارادة الوحدة" و"ارادة التفرقة" وفي مثل هذه الاوضاع الحساسة فان "التمسك بالقرآن وتعاليم النبي الاكرم (ص)" كدواء ملهم للوحدة هو سبيل الحل لمحن العالم الاسلامي.
وهنأ بميلاد خاتم الانبياء محمد بن عبدالله (ص) والامام جعفر الصادق (ع) واضاف، ان اهمية الوجود المقدس للنبي الاكرم (ص) بلغ حدا بحيث ان الخالق الكريم منّ على البشرية بمنحهم هذه النعمة منقطعة النظير.
واشار آية الله خامنئي الى التعبير القرآني وهو "رحمة للعالمين"، واعتبر تعاليم النبي الاكرم (ص) سبيلا لانقاذ البشرية كلها واضاف، ان اعداء البشرية واصحاب القوة والمال يعارضون هذه التعاليم الملهمة للسعادة ولهذا السبب فقد امر الباري تعالى النبي (ص) بالامتناع عن مساومة الكفار والمنافقين والعمل على الجهاد ضدهم والتعامل بغلظة معهم.
وتابع، ان الجهاد ضد اعداء الاسلام والبشرية يكون بما يتناسب مع الظروف بطبيعة الحال، فتارة يكون الجهاد عسكريا وتارة اخرى سياسيا وفي ظروف اخرى ثقافيا او حتى علميا، وينبغي على الشعوب الاسلامية خاصة الدعاة والشباب العمل بالتعاليم الالهية الملهمة للحياة التي جاء بها النبي الاكرم (ص) من خلال المزيد من دراستها ومعرفتها.
ونوه قائد الثورة الاسلامية الى المحاولات المستمرة للاستكبار والاستعمار لاثارة التفرقة واضعاف المسلمين واضاف، ان العالم الاسلامي يعاني اليوم من الكثير من المشاكل والمصائب وان السبيل لحلها يكمن في "الوحدة والتلاحم والتعاون وتجاوز الخلافات المذهبية والفكرية، في ظل المشتركات الاسلامية الكثيرة".
واكد آية الله خامنئي بانه في حال توحد الشعوب والحكومات الاسلامية سيفقد الاميركيون والصهاينة قدرة فرض مطالبهم على المسلمين وسيتم احباط مؤامرة نسيان فلسطين.
واعتبر المذابح التي يتعرض لها المسلمون من ميانمار في شرق اسيا الى نيجيريا في غرب افريقيا والنزاعات بين المسلمين في منطقة غرب اسيا المهمة جدا، بانها من تداعيات مؤامرات المستكبرين المثيرة للتفرقة واضاف، انه وفي مثل هذه الاوضاع، ينهمك التيار "الشيعي البريطاني" و"السني الاميركيي" كشفرتي مقص واحد باثارة الحروب والتناحر والخلاف.
واشار الى المواجهة بين "ارادة التفرقة الشيطانية" و"ارادة الوحدة المانحة للعزة" قائلا، ان سياسة البريطانيين القديمة المبنية على قاعدة "فرّق تسد" مدرجة بصورة جدية في جدول اعمال اعداء الاسلام.
واكد قائد الثورة الاسلامية بان بريطانيا ومنذ قرنين من الزمن كانت على الدوام مصدر شر وبلاء لشعوب المنطقة واضاف، انه خلال الايام الاخيرة وصف البريطانيون بمنتهى الوقاحة ايران المظلومة والعزيزة بانها تشكل تهديدا للمنطقة، الا ان الجميع يدرك بانه خلافا لهذه الاتهامات كان البريطانيون هم انفسهم على الدوام مصدر واساس التهديد والفساد والخطر والبلاء.
واعتبر آية الله الخامنئي تصاعد انشطة المستكبرين المناهضة للاسلام بعد انتصار الثورة الاسلامية بانه يعود لخوفهم من ارساء وديمومية نظام اسلامي قوي ومتقدم وانموذج واضاف، ان الاعداء حتى لو ادعوا المرونة وكان لهم مظهر انيق فهم في الباطن متوحشون وعنيفون بكل معنى الكلمة، وينبغي على الشعوب ان تتهيأ لمواجهة هؤلاء الاعداء عديمي الاخلاق والدين والانصاف.
واعتبر "الوحدة" اهم عنصر يحتاجه العالم الاسلامي، داعيا الفرق الاسلامية سواء الشيعة او السنة للحذر من اثارة الخلاف وان تجعل وجود النبي الاكرم (ص) والقرآن المجيد والكعبة المشرفة محور الوحدة والتضامن.
ودعا قائد الثورة الشعوب والحكومات لليقظة امام ممارسات السلطويين الشريرة وتساءل قائلا، انه لماذا تقبل الدول ذات المظاهر الاسلامية كلام الاعداء حول التهديدات والعداوات داخل العالم الاسلامي وتتبع سياساتهم بصراحة؟.
وفي ختام كلمته خاطب قائد الثورة الشعب الايراني قائلا، ان "مواصلة طريق الامام والثورة المفعم بالفخر" و"الصمود امام الاعداء" و"الدفاع بلا محاباة عن الحق والحقيقة" ستجلب بالتاكيد العزة والسعادة في الدنيا والاخرة.