عارف: إيران تعزز شراكتها الاستراتيجية مع أفريقيا لبناء نظام عالمي عادل

عارف: إيران تعزز شراكتها الاستراتيجية مع أفريقيا لبناء نظام عالمي عادل
معرف الأخبار : ۱۶۲۹۲۸۴

أكد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف أن بلاده تعتبر أفريقيا شريكاً استراتيجياً في الهندسة الجديدة للقوة العالمية، مشدداً على عزم طهران على تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع الدول الأفريقية وفق مبادئ العدالة والمصالح المشتركة.

وأكد عارف في الدورة الثالثة لاجتماع التعاون الإيراني الأفريقي التي عقدت في قاعة المؤتمرات بطهران بحضور الرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان"، ووزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني "محمد اتابك"، وممثلي 51 دولة، أننا لا نعتبر أفريقيا مجرد سوق استهلاكية بل شريكة استراتيجية في الهندسة الجديدة للقوة العالمية، وقال: لقد حان الوقت لدول الجنوب لكتابة قواعد اللعبة بنفسها في التاريخ المعاصر.

وشدد أن القارة الأفريقية كانت لها مكانة مرموقة في تاريخ البشرية، وتُعرف بأنها مهد الحضارة والإنسانية، مضيفا: لقد كانت أفريقيا بثقافتها الغنية وتاريخها المضطرب تحتل دائما مكانة خاصة في الذاكرة التاريخية للشعب الإيراني، وفخورون بعلاقاتنا التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام مع هذه القارة، وهي العلاقات التي تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى التطوير في إطار المصالح المشتركة.

وفي إشارة إلى جهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتطوير التعاون الإقليمي والدولي، قال: لقد تمكنا من تقديم نموذج مستدام للنمو والتقدم للعالم في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية، وفي هذا السياق فإن تعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الدول الأفريقية يرتكز على المبادئ الإنسانية، والتركيز على العدالة، والقواسم التاريخية والحضارية المشتركة.

وفي إشارة إلى تصريحات قائد الثورة الإسلامية بشأن ضرورة توسيع التعاون الاستراتيجي مع القارة الأفريقية، صرح: انطلاقا من توجيهات قائد الثورة وقيمنا الثورية، فإننا في حكومة الوفاق الوطني نريد تعزيز العلاقات وتوسيع التعاون العميق والمؤسسي مع الدول الأفريقية. وفي وثيقة رؤية البلاد وخطة التنمية السابعة، تم التركيز بشكل خاص على توسيع التعاون مع الدول الأفريقية.

وشدد على أن تحالف الجنوب العالمي هو تحالف من أجل تصميم نظام جديد، نظام ينبع من قلوب الشعوب، وقال: في إيران، ليس لدينا موارد غنية من النفط والغاز والمعادن فحسب، بل لدينا أيضا الإرادة والمعرفة والتكنولوجيا اللازمة. وسوف نستخدم القدرة ليس للهيمنة، بل على طريق الأخوة والمصير المشترك مع أفريقيا.

 القارة الأفريقية شريك استراتيجي وقيم بالنسبة لإيران

وصرح عارف أن إيران تمتلك سلسلة التكنولوجيا والإنتاج الكاملة في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات. منتجاتنا البتروكيماوية جاهزة اليوم ليس فقط للتصدير، بل وأيضا لتسريع القفزة الصناعية في أفريقيا.

وتابع قائلا: إننا شركاء لما هو أبعد من المبيعات. وفي قطاع التعدين والصناعات المعدنية، نحن على استعداد لمشاركة خبراتنا وتقنياتنا ورأس مالنا مع افريقيا كما نسعى إلى إقامة رابط حضاري في مجال الزراعة والأمن الغذائي. الزراعة القائمة على المعرفة، والمناخ المستدام، والغذاء للجميع، وليس فقط للسوق.

وأضاف أن إيران مستعدة للتعاون مع أفريقيا كشريك استراتيجي في تصميم الطاقة النظيفة وشبكات الكهرباء الإقليمية، ومعربا عن استعداد إيران للتعاون التكنولوجي ونقل المعرفة في مجالات ربط البنية التحتية وتسهيل التجارة والتعاون المالي والصحة والنظافة وتعزيز مؤسسات تنسيق التعاون والسياحة والثقافة وغيرها من المجالات.

واستطرد بالقول،  أن القارة الأفريقية، واحدة من المراكز الاقتصادية الناشئة بحجم تجارة سنوي يتجاوز 1500 مليار دولار ومعدل نمو متوسط ​​يبلغ 4 بالمائة، ومن المتوقع أن يصل إلى 4.5 بالمائة هذا العام مع موارد طبيعية غنية وسكان شباب، حيث تعتبر شريكا اقتصاديا استراتيجيا لإيران.

وقال: من أجل تحقيق هذه الرؤية، اتخذت إيران، من خلال التخطيط الدقيق والتفاهم المتبادل، خطوات لإنشاء آليات فعالة لتعميق العلاقات مع الدول الأفريقية.

وصرح أنه انعقدت القمة الأولى للتعاون بين إيران وغرب أفريقيا في عام2022، وشارك فيها 15 دولة عضو في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وأسفرت عن توقيع اتفاقيات بقيمة تزيد عن مليار دولار. وقد شكلت هذه الإرادة المشتركة الأساس لعقد القمة الثانية بمشاركة 28 دولة أفريقية.

وأضاف أن مع تشكيل الحكومة الرابعة عشرة وحكومة الوفاق الوطني، تم المضي قدماً في استراتيجية تطوير التعاون مع العالم، وخاصة مع القارة الأفريقية، يتم متابعتها بجدية. وبناء على قرار الحكومة تم تأسيس الأمانة الدائمة لقمة التعاون الاقتصادي بين إيران وأفريقيا وبدأت أنشطتها لمتابعة مسار التفاعلات بشكل مستمر وهادف.

إرادة إيران هي تطوير العلاقات الاقتصادية الشاملة مع أفريقيا

وقال عارف: باعتباري النائب الأول للرئيس الجمهورية، أؤكد لكم أن تصميم بلادنا على إعادة تعريف العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا وتطويرها بشكل شامل ثابت لا يتزعزع.

وأضاف: في هذا الصدد، هناك عدة تدابير عملية مدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك: إنشاء أمانة دائمة لقمة التعاون الاقتصادي بين إيران وأفريقيا، وإطلاق خطوط شحن منتظمة إلى غرب وجنوب أفريقيا، وتصميم آليات مالية للمعاملات المصرفية من خلال المقايضة، وتطوير الزراعة في الخارج وتوفير المدخلات الاستراتيجية، وتوفير 2 مليار يورو من الموارد المالية من قبل صندوق التنمية الوطني والبنك المركزي لدعم الناشطين الاقتصاديين في الجانبين.

كما اعتبر أن من التدابير العملية الأخرى تسهيل مشاركة الشركات الإيرانية الحكومية والخاصة في المشاريع الاستثمارية الأفريقية، وتعزيز غرف التجارة المشتركة، وزيادة عدد المراكز التجارية الإيرانية في القارة الأفريقية من 13 إلى 20، والتخطيط لإرسال 12 مستشارا اقتصاديا جديدا بحلول نهاية هذا العام الجاري.

ووصف المشاركة الفعالة في المعارض والفعاليات الاقتصادية الوطنية والإقليمية في القارة الأفريقية، والاستثمار في المشاريع التقنية والهندسية، وخاصة في مجالات الطاقة والنفط والغاز والبتروكيماويات، وتنفيذ ما لا يقل عن خمسة مشاريع إنشائية كبرى بقيمة تزيد عن مليار دولار بناءً على العقود القائمة، وتسهيل التأشيرات، والخطوط الجوية المباشرة، وشبكة النقل البحري لتعزيز البنية التحتية للتجارة والسياحة كأحد هذه التدابير العملية.

كما ذكر النائب الأول للرئيس الجمهورية التدابير العملية الأخرى في هذا الصدد، بما في ذلك إقامة المعارض المنتظمة والاجتماعات المتخصصة للقطاع الخاص لربط الأسواق، ووضع خارطة طريق مدتها 10 سنوات للتعاون الاقتصادي بين إيران وأفريقيا على أساس مبادئ العدالة والاحترام المتبادل والتنمية المستدامة، وتمكين الشركات القائمة على المعرفة والشركات الخاصة كقوة دافعة وراء هذا التعاون، والتعاون في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

قمة مشتركة بين القادة الأفارقة والإيرانيين تعقد في عام 2026

وأعلن عارف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة تماما لتوسيع تعاونها مع افريقيا في كافة المجالات، بما في ذلك المجالات المذكورة أعلاه، وإرساء نهج طويل الأمد ومستدام، مضيفا أننا أقترح، بهدف تحسين مستوى العلاقات وإحداث تغيير جذري، عقد قمة مشتركة لرؤساء الدول الأفريقية وإيران في عام 2026.

وختم بالقول:اتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع المسؤولين الذين ساهموا في عقد هذا الاجتماع، وخاصة وزير الخارجية الإيرانية ووزير الداخلية ورئيس منظمة التجارة والتنمية، ومسؤولي الجهات ذات الصلة.

 

endNewsMessage1
تعليقات