الخارجیة الإیرانیة تحدد مطلب طهران من المفاوضات مع واشنطن

معرف الأخبار :
۱۶۲۶۲۶۳
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن مطلب بلاده الرئيسي في أي مفاوضات، هو رفع العقوبات، مؤكدا استعداد طهران بالمقابل لإزالة الشبهات المتعلقة بالبرنامج النووي.
وأشار إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اليوم الاثنين (21 نيسان)، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي مع ممثلي أن وزير الخارجية الإيراني قام مؤخرًا بزيارة إلى روسيا، أعقبتها لقاءات مع وزير الخارجية الإيطالي، وذلك على هامش المفاوضات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: "من المقرر أن تُجرى يوم غد زيارة رسمية لوزير الخارجية إلى الصين". كما نوّه إلى أن هناك تطورات أخرى تجري بالتوازي مع هذه الزيارات، مؤكداً أنه في حال طُرحت أسئلة حولها خلال قسم الأسئلة والأجوبة، سيقوم بتقديم التوضيحات اللازمة.
المطلب الأساسي لنا في أي مفاوضات هو رفع العقوبات
وحول أهداف المفاوضات الجارية مع أمريكا، قال: "إن العقوبات المفروضة على إيران غير مبررة وغير قانونية من الأساس، ولا نميز بين نوع وآخر منها. نحن نمتلك تجربة سابقة في الاتفاق النووي وندرك تمامًا ما شهدناه من إخلال بالتعهدات، ولهذا فإن مطلبنا الجوهري في أي تفاوض هو رفع العقوبات بطريقة تؤدي إلى نتائج ملموسة وفعالة. أي أن تتمكن إيران من استئناف أنشطتها التجارية والمصرفية بشكل طبيعي. أما مسألة الضمانات، فمرتبطة بضرورة التأكد من أن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيكون مستدامًا، وأن الأطراف ستلتزم بتعهداتها".
تفاصيل المفاوضات ليست قابلة للنقاش في الإعلام
وفيما يخص تفاصيل المفاوضات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "كل ما يُطرح كتفاصيل في وسائل الإعلام غير دقيق، وغالبه مجرد تكهنات. مثل هذه المفاوضات لا ينبغي مناقشة تفاصيلها عبر وسائل الإعلام. نحن لا نزال في بداية طريق طويل".
الجولة المقبلة من الاجتماعات الفنية ومفاوضات كبار المفاوضين ستُعقد في مسقط
وفيما يتعلق بمكان انعقاد المفاوضات وما دار حوله من لغط، أضاف: "لا نرى من المناسب الانشغال بتفاصيل جانبية لا أهمية لها. ما يهم هو أن سلطنة عمان، التي تستضيف وتؤدي دور الوساطة بشكل مهني نشكرها عليه، اقترحت أن تُعقد الجولة الثانية من المحادثات في مكان آخر غير مسقط، وقد تم تحديد المكان بالتفاهم بين الأطراف الثلاثة. الحكومة الإيطالية أبدت تعاونًا جيدًا، وكان تحديد الموقع بناء على اقتراح عمان وموافقة جميع الأطراف. أما الجولة القادمة، فستُعقد في مسقط، وتشمل كلًّا من الاجتماعات الفنية ومفاوضات كبار المفاوضين".
علاقاتنا مع دول الجوار قائمة على مبدأ حسن الجوار
وفيما يتعلق بدور الرياض في المفاوضات، قال بقائي: "إن علاقاتنا مع دول الجوار تقوم على أساس حسن الجوار. لقد كانت هناك اتصالات وثيقة بين إيران وجميع دول المنطقة، وستستمر هذه المشاورات. من المفيد أن يجري التنسيق والتشاور بشأن أي مسار أو تطور يُطرح على مستوى المنطقة".
انعقاد ملتقى القدرات التصديرية الإيرانية
وحول انعقاد ملتقى القدرات التصديرية الإيرانية، أوضح بقائي أن "الملتقى سيُقام في أواخر أبريل ومطلع مايو، ويُعد الحدث الأهم في مجال الدبلوماسية الاقتصادية الإيرانية هذا العام. نشهد نموًا ملحوظًا في هذا الجانب، إذ من المقرر أن تشارك أكثر من 100 دولة في هذا الحدث. كما سيتم تنظيم ملتقى مشترك بين إيران والدول الإفريقية، وهو من الفعاليات بالغة الأهمية، حيث أبدت 40 دولة إفريقية استعدادها للمشاركة، وسيحضر نحو 30 مسؤولًا رفيع المستوى".
المفاوضات بين إيران وأمريكا تتركز على الملف النووي ورفع العقوبات
وفيما يخص احتمال تطبيع العلاقات بين إيران وأمريكا، أكد المتحدث باسم الخارجية أن "المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا تتركز حصرًا على الملف النووي ورفع العقوبات. هذا هو إطار التفاوض، ولا يتم تناول أي قضايا أخرى خارجه".
في الجلسة الفنية سنناقش تفاصيل مرتبطة بالإطار التفاوضي
وحول الاجتماع الفني بين إيران وأمريكا، قال بقائي: "إن رفع العقوبات بالنسبة لنا يُعد مطلبًا جوهريًا. نحن نؤمن – وهي حقيقة – أن العقوبات الجائرة المفروضة على إيران لا تستند إلى أي أساس قانوني، فقد بُنيت على مزاعم تتعلق بالقلق من برنامجنا النووي السلمي، رغم أنه لا يوجد ما يدعو للقلق. في هذا الاجتماع، سنظل في إطار مناقشة التفاصيل المتعلقة بالهيكل العام للتفاوض. من الضروري أن ندخل في هذه الجلسة في تفاصيل أكثر دقة لمواقف الطرفين".
زيارة الأمير السعودي إلى طهران
وفيما يتعلق بزيارة وزير الدفاع السعودي إلى إيران، أوضح بقائي أن "هذه الزيارة كانت مبرمجة مسبقًا، وتزامنت مع المحادثات غير المباشرة الجارية في روما. وهي تعكس نتائج سياسة حسن الجوار التي انتهجتها إيران، وتُظهر مدى إيماننا بضرورة أن تتحرك دول المنطقة بالاستناد إلى قدراتها لتعزيز الاستقرار وصون الأمن الإقليمي. ومن الطبيعي أن يتم التطرق إلى المفاوضات في مثل هذه الزيارات، وقد بادرنا نحن إلى التشاور مع دول المنطقة في هذا السياق".
أمن سوريا مرتبط بأمن المنطقة ككل
وعن زيارة رئيس وزراء العراق إلى الدوحة ولقائه بـ"الجولاني"، قال: "الزيارات بين الدول شأن داخلي يخصها. موقفنا من الملف السوري واضح تمامًا: نؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وأمنها، وإنشاء هيكل سياسي يمثل جميع فئات الشعب. أمن سوريا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن المنطقة بأكملها، ولا ينبغي أن تتحول إلى ملاذ للنشاطات الإرهابية. في الوقت نفسه، لا يزال جزء من الأراضي السورية تحت الاحتلال الصهيوني".
الديمقراطيون والكيان الصهيوني يسعون لعرقلة المفاوضات
وفي ردّه على تصريحات جون كيري ضد إيران، قال المتحدث باسم الخارجية: "من غرائب التاريخ أن الأطراف التي كانت في السابق تدّعي ريادة مسار المفاوضات أصبحت اليوم من أبرز معارضيه. من الواضح أن الحزب الديمقراطي، خلال الأسابيع الأخيرة، يبذل كل ما في وسعه لخلق تصورات مغلوطة لدى صُنّاع القرار الأمريكيين، وإفشال المسار التفاوضي القائم. نشهد حاليًا تشكُّل تحالف لافت يجمع بين الديمقراطيين والكيان الصهيوني، على الرغم من تناقضاتهما، بهدف عرقلة المحادثات".
مشاورات مع الدول الأعضاء في الاتفاق النووي بشأن المفاوضات
وفي رده على سؤال تسنيم حول المشاورات الجارية مع الدول الأعضاء في الاتفاق النووي، قال بقائي: "الصين وروسيا عضوان مهمان في مجلس الأمن، وهما من أصدقاء إيران، وكانتا على اطلاع دائم بتطورات العملية التفاوضية. حتى قبل انطلاق الجولة الأخيرة من المحادثات، تم إطلاع موسكو وبكين على التفاصيل. كما أجرينا مشاورات مع الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق، وسنواصل هذه المشاورات. لا يزال القرار 2231 قائمًا، وهذه الدول تُعد جزءًا من الوثيقة الأساسية للاتفاق النووي. ولضمان تقدم أي مسار تفاوضي بشكل طبيعي، من الضروري استمرار هذه المشاورات".
السبب الجوهري لأزمات المنطقة هو استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي
وفي تعليقه على الهجمات الأخيرة ضد اليمن، قال بقائي: "هذه الهجمات تُعد انتهاكًا صارخًا لجميع القوانين والأعراف الدولية، وهي سياسيًا تصب في إطار دعم الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في غزة. المشكلة الأساسية في منطقتنا هي استمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة، وتعدّيه على دول الجوار. ما يحدث في اليمن ليس سوى شكل آخر من أشكال التواطؤ مع هذا الكيان في عدوانه المستمر. نحن ندين بشدة هذه الجرائم، ونأسف لصمت مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لأن هذا الصمت يضفي طابعًا من التطبيع والتبرير على انتهاك القانون الدولي".
بعض الأطراف تسعى لإضعاف مسار الدبلوماسية
وفيما يتعلق بالتحالفات المعادية للمفاوضات، قال بقائي: "لقد حددنا مسارنا دون أن نخضع لأي تأثير أو ذهنية مفروضة من أي جهة أو تحت ضغط الحملات الإعلامية. نحن عازمون على المضي قدمًا في هذا المسار مع مراعاة المصالح الوطنية الإيرانية. هناك تحالف آخذ في التكوّن بين مجموعات لا يجمعها الكثير من القواسم، يهدف إلى تقويض المسار الدبلوماسي. التعامل مع هذا الوضع يتوقف على الإرادة والالتزام من قبل الأطراف المسؤولة عن إدارة مسارات التفاوض".
اتصال هاتفي بين عراقجي ووزير خارجية سويسرا
وحول الاتصال الذي جرى بين مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي ووزير خارجية سويسرا، أوضح بقائي أن "هذه المكالمة تأتي ضمن إطار المشاورات الدائمة بين إيران وعدد من الدول. لقد أدت سويسرا دورًا إيجابيًا في المفاوضات النووية السابقة، حيث استضافت العملية التي أفضت إلى اتفاق عام 2015. علاقاتنا معها كانت دائمًا وثيقة. حاليًا من المقرر أن تعقد الجولة القادمة من المحادثات في مسقط".
آلية "الزناد" ليست آلية بنّاءة
وعن الجدول الزمني للمفاوضات مع أمريكا واقتراب موعد تطبيق آلية "سناب باك"، قال المتحدث باسم الخارجية: "كل يوم نتمكن فيه من رفع العقوبات هو مكسب، ولن نتردد في ذلك. لكن الأمر يعتمد أيضًا على الطرف الآخر. آلية 'سناب باك' ليست بنّاءة على الإطلاق. على الأوروبيين أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون لعب دور إيجابي في هذا المسار أم لا. نحن أطلعنا الدول الأوروبية على مجريات المفاوضات بحسن نية، ونأمل أن يُقابل ذلك بالمثل".
ندعو الكويت للاستجابة لدعوة إيران بشأن حقل الغاز آرش
وفي تعليقه على تجديد الكويت مزاعمها بشأن حقل الغاز آرش، قال بقائي: "من حيث المبدأ، تكرار الادعاءات لا يمنح أي دولة حقًا قانونيًا. إطلاق المواقف التي يُفترض أن تُعالج من خلال الحوار لا يُكسب الطرف المقابل مشروعية. ونحن ندعو الأشقاء في الكويت إلى تلبية دعوة إيران للتفاوض لحل هذه المسألة".
تنفيذ الاتفاق بين إيران والعراق
وحول تنفيذ الاتفاق الموقّع بين إيران والعراق، قال بقائي: "علاقاتنا مع الحكومة العراقية قائمة على مبدأ حسن الجوار. الإرهاب قد يشكل عاملًا مهددًا لهذه العلاقة، لكن هناك تفاهمًا مشتركًا يحظى بالاحترام. تنفيذ هذا الاتفاق يُعد من أبرز البنود في كل لقاء مشترك، ونأمل أن تُذلل العقبات المتبقية في هذا الشأن".
أهداف زيارة عراقجي إلى الصين
وبشأن زيارة مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي إلى الصين، أوضح بقائي: "الصين، كعضو دائم في مجلس الأمن ولها دور مؤثر في المسارات السابقة، وتربطها بإيران علاقات استراتيجية، قادرة على لعب دور بنّاء في أي مسار. هذه الزيارة كانت مبرمجة مسبقًا، ومن الطبيعي أن تشمل مشاورات تتعلق بالمفاوضات، إلى جانب متابعة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين".
تشكيلة الفريق الفني الإيراني للمفاوضات
وفيما يخص تشكيلة الفريق الفني الإيراني في المفاوضات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "تحديد التشكيلة سيتم وفقًا لمراحل تطور المحادثات ودخولها في مجالات متعددة. نحن بصدد إنهاء بلورة الإطار العام، وهذا الموضوع لا يزال قيد الدراسة".
الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية
وفي تعليقه على استمرار احتلال جزء من الأراضي السورية من قبل الكيان الصهيوني، قال بقائي: "هذا القلق هو قلق جاد وحقيقي، ولا بد من التعامل مع هذا الاحتلال على محمل الجد. استمرار احتلال جزء من أراضي سوريا من قبل الكيان غير مبرر ويُعد عدوانًا سافرًا. في الظروف الطبيعية، كان ينبغي على مجلس الأمن أن يتدخل لوقف هذا العدوان. احتلال الجولان قوبل منذ البداية برفض واسع من قبل معظم دول العالم. الجولان أرض سورية، ومرور الزمن لا يمنح أي شرعية للطرف المعتدي".
العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
وحول آلية رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح بقائي: "من الطبيعي أن تستند مهام ومسؤوليات الوكالة إلى نظامها الأساسي، وإلى الاتفاقات والمعاهدات التي تنظم العلاقة بينها وبين إيران".
زيارة رئيس السلطة القضائية الإيرانية إلى الصين
وعن زيارة رئيس السلطة القضائية، محسني إيجئي، إلى الصين للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي، قال بقائي: "منظمتا شنغهاي والبريكس تلعبان دورًا هامًا ومؤثرًا في التطورات الدولية، وقد شاركت إيران في جميع اجتماعات هاتين المؤسستين. مشاركة رئيس السلطة القضائية في القمة تعكس مدى أهمية هذه المنظمة بالنسبة لنا. مثل هذه الأطر متعددة الأطراف قادرة على التأثير في تعزيز مبدأ التعددية في العلاقات الدولية".