في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية السوداني؛ عراقجي: ايران تدعم الحكومة والجيش السوداني في مواجهة المتمردين

جاء ذلك خلال مؤتمر  صحفي لوزير الخارجية الايراني عباس عراقجي مع وزير الخارجية السوداني علي يوسف أحمد الشريف مساء الاثنين في طهران.

وأشار عراقجي إلى أن هذا اللقاء يعكس العلاقات المتنامية بين البلدين، وقال: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسودان لديهما الكثير من المشتركات التاريخية والثقافية والدينية، وكانت العلاقات بين البلدين جيدة للغاية على الدوام. وبطبيعة الحال، وكما هو الحال بالنسبة للعلاقات الدولية الأخرى، فقد كانت العلاقات بين البلدين في بعض الأحيان مصحوبة بتقلبات، ولسبب ما، شهدنا انقطاعاً مؤقتاً للعلاقات في السنوات القليلة الماضية. لكن مضى الآن أكثر من ثمانية أشهر منذ عودة العلاقات بين البلدين، وخلال هذا الوقت لوحظت تطورات إيجابية ومهمة في هذه العلاقات. وتتجه العلاقات بين البلدين بسرعة نحو تعاون أكبر وأوثق.

*هناك تواصل مستمر بين الوفود الفنية والاقتصادية من إيران والسودان

وأضاف عراقجي: إن رئيسي البلدين التقيا مرتين في الرياض ونيويورك. كما قام وزير المالية السوداني بزيارة طهران مؤخراً، وكانت هذه الزيارة ناجحة جداً. وخلال هذه الرحلة، التقى بعدد من المسؤولين الاقتصاديين، ما أدى إلى تشكيل مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين. وحققت وفودنا الفنية والاقتصادية التي سافرت إلى السودان إنجازات كبيرة في حل القضايا المالية بين البلدين.

*سيتم عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين قريبا

وأشار رئيس الجهاز الدبلوماسي الايراني إلى أن زيارة وزير الخارجية السوداني الذي يتواجد حاليا في طهران تشير إلى تنامي العلاقات بين البلدين، وقال: "سنعقد قريبا اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين خلال الأشهر القليلة المقبلة. هناك رغبة كبيرة لدى رجال الأعمال والناشطين الاقتصاديين في البلدين لإقامة علاقات تجارية وتوسيع التعاون الاقتصادي".

*إيران والسودان تؤكدان على ضرورة تبني الدول الإسلامية موقفا موحدا

وأضاف عراقجي: "في لقاء مساء اليوم الذي كان جيدا وبناء للغاية، ناقشنا سبل توسيع العلاقات في الأبعاد السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. وكان هذا اللقاء أيضًا فرصة جيدة لاستعراض التطورات الإقليمية. وبحثنا تطورات الأوضاع في فلسطين وغزة، وخاصة الخطة الشريرة لتهجير أهل غزة قسراً من وطنهم، وأكدنا على ضرورة أن تتبنى الدول الإسلامية موقفاً وصوتاً موحداً في مواجهة هذا الإجراء.

*قبول اقتراح إيران لعقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الدول الإسلامية

وتابع وزير الخارجية حديثه قائلاً: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اقترحت عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الدول الإسلامية. وفي اتصالاتي الأخيرة مع عدد من سفراء ووزراء خارجية الدول الإسلامية تم قبول هذا المقترح، وإن شاء الله يعقد هذا الاجتماع في شهر مارس/آذار المقبل. وسيتم الإعلان عن الموعد الدقيق قريبا. إن إيران والسودان لديهما مواقف مشتركة بشأن هذه القضية، ونحن ندين جميع الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، وخاصة الخطة الشريرة الأخيرة لتهجير سكان غزة قسرا.

*وقعنا مذكرة تفاهم مع السودان بشأن الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر السياسية والخدمة

وفي إشارة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين إيران والسودان، قال عراقجي: "المذكرة الأولى تتعلق بإلغاء التأشيرات لحاملي جوازات السفر السياسية والخدمة بين البلدين، والتي ستكون المرحلة الأولى لإلغاء التأشيرات بشكل عام في المستقبل. في البداية، سيكون الإعفاء من التأشيرة بين البلدين مؤقتًا، مما سيعزز ويسهل بشكل كبير التبادلات السياسية والسفر الاقتصادي والحكومي بين البلدين".

وأضاف وزير الخارجية: "المذكرة الثانية، وهي أيضا مهمة جدا، هي مذكرة تفاهم بشأن تشكيل لجنة مشاورات سياسية بين البلدين. وهذه خطوة جديدة للأمام. ونعتزم عقد مشاورات سياسية منتظمة بين البلدين، وكما ذكرت فإننا سنعقد أيضا اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي في الأشهر المقبلة.

*إيران تدين الهجمات على البنية التحتية الحيوية في السودان

وأشار وزير الخارجية الايراني إلى أن "إحدى القضايا التي اتفقنا على بحثها في اللجنة الاقتصادية المشتركة هي مشاركة إيران والشركات الإيرانية في إعادة إعمار السودان. لقد خلفت الحروب الأخيرة الكثير من الأضرار، وسيتم بإذن الله الاستعانة بالقدرات الفنية والهندسية للشركات الإيرانية لإعادة البناء والاعمار. كما أن تصدير البضائع الإيرانية والسودانية وتلبية احتياجات البلدين مدرج على جدول الأعمال. توجد في السودان أيضًا بعض السلع التي يمكن للتجار الإيرانيين استيرادها إلى البلاد.

واضاف: نحن ندعم الحكومة السودانية والجيش في حربهم ضد المتمردين ونعرب عن تعاطفنا مع الشعب الاعزل الذي عانى نتيجة القتال. كما ندين الهجمات على البنية التحتية الحيوية في السودان. ومن وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية فإن الحل للمشاكل الحالية في السودان يتمثل في وقف التدخل الأجنبي وتوفير منصة مناسبة للحوار الوطني وتحقيق التوافق الداخلي في البلاد.

وكان وزير الخارجية السوداني علي يوسف أحمد الشريف، قد وصل مساء الأحد ، إلى طهران، تلبية لدعوة من نظيره الإيراني، وهي الزيارة الأولى لوزير الخارجية السوداني الجديد إلى إيران.

وكان وزير الخارجية السوداني قد التقى اليوم الاثنين ايضا رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف ومن المقرر ان يلتقي غدا مع الرئيس مسعود بزشكيان، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي اكبر احمديان.