ظریف: إیران تأمل في أن یختار ترامب العقلانیة في تعامله معها
قال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، إن إيران تأمل في أن يختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقلانية في تعامله معها.
وقد تشكل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، منعطفاً أساسياً بالنسبة إلى طهران لكونه صاحب استراتيجية “الضغط الأقصى” ضدها خلال ولايته الأولى (2017-2021)، وهي كانت وما زالت لها أصداؤها داخل إيران المثقلة بالأزمات، خصوصاً الاقتصادية منها، وخارجها المتصلة بسياساتها ودورها الإقليمي.
وأطلق ترامب هذه الاستراتيجية بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، وتخللت تنفيذها فصول توتر غير مسبوق بين طهران وواشنطن كادت أن تشعل مواجهة عسكرية بين البلدين بعد اغتيال أكبر جنرالات إيران قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، في مطلع عام 2020 في بغداد بضربة جوية أميركية. كما أدت العقوبات القاسية التي أعاد ترامب فرضها على إيران إلى نشوء أزمات اقتصادية، ما أثر سلباً على الرصيد الاجتماعي لها، وبرزت آثارها في احتجاجات خلال السنوات الأخيرة.
في موازاة ذلك، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، اليوم الأربعاء، إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء تصل إلى 60% يبلغ نحو 200 كيلوغرام. وتقترب هذه الدرجة من النقاء من المستوى اللازم لصنع الأسلحة النووية وهو 90%.
ووفقا لأحد معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن هذه الكمية تقترب من تلك الكافية من حيث المبدأ، إذا تم تخصيبها بشكل أكبر، لصنع خمسة أسلحة نووية. وقال غروسي خلال منتدى دافوس إن تسريع إيران في الآونة الأخيرة لتخصيب اليورانيوم إلى ما يصل إلى 60% أدى إلى زيادة معدل إنتاجها من هذا اليورانيوم إلى سبعة أمثال.
وكان غروسي قد قال، في ديسمبر/كانون الأول الفائت، قبيل مناقشة تطورات الاتفاق النووي والقرار الدولي 2031 المكمل له في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، في تصريح لوكالة أنسا الإيطالية للأنباء، إنّ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 “أصبح بلا جدوى”، داعياً الدول الأوروبية وأميركا وروسيا والصين والوكالة الدولية إلى اتفاق دولي جديد بشأن برنامج طهران النووي يتناسب مع الحقائق النووية الجديدة في إيران.
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قد اتهمت طهران بزيادة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى “مستويات غير مسبوقة” من دون أن يكون هناك “أيّ مبرّر مدني موثوق به” لهذه الزيادة. وفي بيان أصدرته قبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي، في ديسمبر/كانون الأول الفائت، رأت الدول الأوروبية الثلاث أنّه يتعيّن على إيران “التراجع عن تصعيدها النووي”.