قائد الثورة: قطع العلاقات الاقتصادية مع الكيان الصهيوني يشكل ضربة حاسمة له
أشار قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي إلى وقوع كوارث إنسانية في غزة بدعم من اميركا للكيان الصهيوني، دعا إلى تبيين هذه الحقيقة من أجل خلق مطلب عام للشعوب الاسلامية من حكوماتها لتوجيه ضربة حاسمة للكيان الصهيوني وقال: الضربة الحاسمة لا تعني الدخول في حرب مع الكيان الصهيوني لكنها تعني قطع العلاقات الاقتصادية معه.
جاء ذلك في كلمة القاها سماحة قائد الثورة خلال استقباله صباح اليوم الاثنين حشدا من قادة وكوادر القوة الجوية والدفاع الجوي عشية الذكرى السنوية لبيعة حشد من كوادر القوة الجوية مع الامام الخميني الراحل (رض) يوم 8 شباط/فبراير عام 1979 قبل انتصار الثورة بايام.
واعتبر قائد الثورة أن من واجب النخب تبيين الحقائق بوضوح وتجنب ازدواجية الحديث والتعبير عن الكلام المشكوك فيه، وأضاف: اليوم قضية غزة هي ساحة جدية لاداء الدور من قبل نخب العالم الإسلامي بما في ذلك علماء الدين والسياسيين والصحفيين.
وبالإشارة إلى وقوع كوارث إنسانية في غزة بدعم من اميركا للكيان الصهيوني، دعا إلى تبيين هذه الحقيقة من أجل خلق مطلب عام للشعوب الاسلامية من حكوماتها لتوجيه ضربة حاسمة للكيان الصهيوني وقال: الضربة الحاسمة لا تعني الدخول في حرب مع الكيان الصهيوني لكنها تعني قطع العلاقات الاقتصادية معه.
وشدد آية الله الخامنئي على أن الشعوب لديها القدرة على دفع الحكومات وإرغامها على قطع حمايتها ودعمها للكيان الصهيوني، وقال: رغم أن هذا الكيان الظالم والمتوحش يحصد أرواح النساء والأطفال والمرضى بكل بشاعة، حيث قتل لغاية الان بضعة وعشرين الفا، لكن بعض الدول الإسلامية لا يزال يقدم له مساعدات اقتصادية، حتى أنه يُسمع أن بعضها يقدم له الأسلحة.
وفي مستهل كلمته ، اعتبر سماحته مبايعة حشد من كوادر القوة الجوية للإمام الخميني يوم 8 شباط/فبراير عام 1979 بأنها سرّعت وتيرة الثورة، وشرح دور التسريع من قبل النخب - بمعنى المجموعات والعناصر التي تعمل بالمعرفة والتشخيص الصحيح، بشجاعة وفي الوقت المحدد - وقال: هنالك مسؤولية جسيمة ملقاة على عاتق النخب في خلق الزخم اللازم لتحقيق أهداف الثورة.
كما اعتبر آية الله الخامنئي مشاركة الشعب الحماسية المتزايدة في الانتخابات القادمة (انتخابات مجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء القيادة يوم 1 اذار/مارس) ضمانة للاقتدار والأمن الوطني وأكد: بفضل الله سيشارك الشعب بشكل واسع وحماسي في مسيرات يوم 22 بهمن (11 شباط/فبراير)، ومن خلال دفاعهم عن الثورة سيظهرون وفاءهم للإمام الخميني.
واعتبر القائد العام للقوات المسلحة أن الحدث المذهل المتمثل بمبايعة حشد من كوادر القوة الجوية للإمام الخميني يوم 8 شباط/فبراير قبل 46 عاما، بانه يتضمن عبرا ودروسا لامتناهية، وأضاف: ان القوة الجوية، مع بالتضحية بالنفس وبهذا العمل المخلص والشجاع، كانت رائدة في الانضمام للثورة وفي الأيام التالية، من خلال مقاومة هجوم حرس الشاه على مركز القوة الجوية في طهران، جعلت الناس والشباب يخرجون إلى الشوارع بحماس وأمل، ولعبت دور "المسرّع" المهم جدا في انتصار الثورة.
وأشار قائد الثورة إلى تشكيل جهاد الاكتفاء الذاتي في سلاح الجو بعد أشهر قليلة من انتصار الثورة، وأضاف: ان روح الاقتدار والشجاعة والقوة المعنوية جعلت من سلاح الجو رائدا ومسرعا في تشكيل جهاد الاكتفاء الذاتي.
ووصف سماحة آية الله الخامنئي، القوة الجوية في عهد الطاغوت بأنها كانت في حوزة الأميركيين بالكامل وتحت إمرتهم من حيث القيادة والسياسة والتجهيز، وأضاف: العناصر المؤمنة والثورية، اخرجت بجهاد الاكتفاء الذاتي القوة الجوية من هيمنة اميركا وحولتها بالكامل إلى قوة إيرانية، واثبتت قدرتها على التقدم والتطوير.
واعتبر امتلاك العناصر والمجموعات المسرّعة حاجة مستمرة للثورات والحركات الاجتماعية الكبيرة والهادفة وقال: بناء على التجارب التاريخية، فإن الحركات الكبيرة تستقر تدريجيا وتتباطأ بل وتتراجع، لذا فان هنالك حاجة الى انشطة المسرّعات بغية الحيلولة دون هذه حدوث الآفة المخربة.
واعتبر قائد الثورة بعض عوامل الجذب الداخلية للثورة الإسلامية، بما في ذلك محاربة الظلم والظالمين، والوقوف في وجه المتنمرين العالميين، والاهتمام بعالم الشعب ومستقبل البلاد، وفي الوقت نفسه الاهتمام الكامل بالقيم المعنوية والشعائر والمناسك العبادية، اعتبرها سبباً لنمو واستقطاب عناصر جديدة والتعويض عن المتساقط والمتخلف عن الركب وقال: رغم وجود عوامل الجذب الذاتية هذه، فإن الثورة والوطن بحاجة إلى مسرّعات حتى لا نبطأ ونضعف في أعمال كبيرة.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي النخب بانهم بمثابة مسرّعات حقيقية وقال: معنى النخب ليس مجرد ان يكونوا ذوي اسماء معروفة؛ بل النخب هم الذين يعملون بالفكر والمعرفة وقدرة التشخيص في جميع شرائح وطبقات الشعب، ويؤدون واجباتهم بقوة وشجاعة وفي الوقت المحدد دون التاثر والتبعية للأجواء المثارة.
وأضاف: أي شخص من الأكاديميين والطلبة الجامعيين والسياسيين ورجال الدين والكسبة والصحفيين والعسكريين وأي فئة أخرى لو تصرف بفهم للقضايا ومعرفة لاصطفافات الصديق والعدو، يعتبر ضمن النخب.
ووصف سماحته واجب ودور النخب في القضايا الحساسة بانه جسيم وقال: على النخب المحافظة على الاتجاه العام لحركة المجتمع ولا يسمحوا لهذه الحركة ان تنحرف فإذا أهمل هذا الواجب ستقع حوادث من شأنها أن تجلب ضربات تاريخية.
واعتبر التردد والمماطلة أو الخيانة والتواطؤ من قبل بعض النخب في معركة صفين مثالاً على الإهمال المدمر في تاريخ الإسلام وقال: في تاريخ الإسلام هناك حالات كثيرة لم يكن فيها للنخب حضور في الوقت المناسب بسبب الشك والتباطؤ والكسل وفي بعض الأحيان الخيانة، وهذا الإهمال منهم كانت له آثار سلبية على الآخرين وعلى الافراد المنقادين للاجواء.
وشدد آية الله الخامنئي على أن جبهة العدو لديها خطة خاصة للنخب وأضاف: هدف العدو هو أن لا يقوم النخب ، من خلال الوقوع في التردد والمماطلة والانجذاب إلى زخارف ومباهج الدنيا، بالعمل اللازم ودور التسريع في المواقف والأوقات الحساسة.
واعتبر أن واجب النخب ازاء هذا المخطط هو جهاد التبيين وتبديد شكوك وظنون المناهضين وقال: في القرآن الكريم هنالك مثال لدور الرجل المؤمن الذي يدعو الناس بشجاعة وصراحة لاتباع الانبياء ويعلن ايمانه صوت عال في مواجهة مؤامرة لقتل 3 من الأنبياء.
وفيما يتعلق بالقضايا الداخلية المهمة، اعتبر سماحته الانتخابات القادمة ساحة يمكن للنخب أن يؤدوا دورا فيه.
وشدد قائد الثورة الإسلامية بانه كلما كانت الانتخابات اكثر حماسية، كلما يبرز ويتوفر الاقتدار الوطني والامن القومي أكثر فاكثر، واضاف: مع وجود الشعب في الساحة ومشاهدة قدرة الدولة والبلاد سيتم اجهاض تهديد العدو، لأن الاقتدار الوطني يخلق الأمن القومي.
وأشار آية الله الخامنئي إلى قرب حلول يوم 22 بهمن (11 شباط/فبراير)، ذكرى انتصار الثورة، وقال: كما في السنوات الـ 45 الماضية، حيث كان المواطنون يخرجون إلى الشوارع في جميع المدن والقرى ويهتفون بالشعارات في الدفاع عن ثورتهم ، والطاعة والبيعة للامام الجليل، سيشارك هذا الشعب العزيز هذا العام أيضاً، إن شاء الله تعالى، بحماس في مسيرات 22 بهمن، التي تعد مؤشرا للاقتدار الوطني.
وفي بداية هذا اللقاء اشار العميد طيار حميد وحيدي قائد القوة الجوية، إلى التزام القوة الجوية بمسار ومدرسة الشهداء أمثال بابائي وستاري، وقدم تقريراً عن برامج وإنجازات هذه القوة في السنة الفائتة.