الخارجیة الایرانیة: أفغانستان الحالیة لا تستطیع أن تتحمل فشلاً جدیداً
أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانا أوضحت فيه وجهات نظرها بشأن جذور مشاكل أفغانستان وكذلك حلولها وقالت فیه: أنه من الضروري أن ينتبه المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى أن لا يمكن لأفغانستان الحالية أن تتحمل قبول فشل جديد.
والنص الكامل لهذا البيان هو كما يلي:
الجمهورية الإسلامية الإیرانیة، باعتبارها من أوائل الموقعين على ميثاق الأمم المتحدة، تدعم المبادرات البناءة التي يمكن أن تضمن السلام والاستقرار والأمن والسلامة الإقليمية في أفغانستان وترى إيران أن الاستقرار والأمن في أفغانستان والمنطقة يتطلبان أن تولي الأمم المتحدة اهتماما خاصا للقضايا والمشاكل والأوضاع الإنسانية في اضطلاعها بواجباتها ومسؤولياتها.
وأضاف البیان: خلال العامين ونصف العام الماضيين، ومن أجل التخفيف من معاناة شعب افغانستان في المرحلة الانتقالية،حاولت الجمهورية الإسلامية الإیرانیة إتباع مسار حتى يتمكن شعب أفغانستان النبيل من الصمود في وجه مصاعب ومعاناة الاحتلال الأجنبي وذلك من خلال فهم الظروف الصعبة التي مرت بها أفغانستان بعد الاحتلال.
وتابع :استمرار استضافة ملايين اللاجئين وطالبي اللجوء، ودعم التجارة والتبادل التجاري، وتسهيل حركة المقيمين والمواطنين في أفغانستان، وتقديم الخدمات في مجال الصحة والعلاج، ومساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية يمثل النهج البناء والأهداف الإنسانية التي اتبعتها الجمهورية الإسلامية الإیرانیة خلال السنوات الأخيرة تجاه أفغانستان.
ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذا النهج البناء والإنساني تم اعتماده وتنفيذه في ظل ظروف كان فيها شعب إيران النبيلة يتعرض لأشد اجراءات الحظر الجائر . وفي مسار اتخاذ الخطوات اللازمة في مرحلة ما بعد الاحتلال، تجاهلت بعض الدول والسلطات الدولية مسؤوليات الاحتلال أثناء احتلال أفغانستان، ولم تبدي اهتماما كافيا بالمتطلبات الداخلية والعلاقات التاريخية والاجتماعية ومتطلبات بيئة الجوار والقضايا الرئيسية مثل الهجرة والإرهاب والمخدرات والحقوق الاجتماعية لمختلف الطبقات والأذواق المتعددة للشعب الأفغاني.
والآن، ونظراً للجهود التي بذلها الأمين العام للأمم المتحدة لإيلاء مزيد من الاهتمام لـ "قضية أفغانستان" باعتبارها قضیة مهمة نالت اهتماما في الأشهر الأخيرة، وتقديراً للدور البناء الذي تقوم به الأمانة العامة للأمم المتحدة، تعلن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن اعتباراتها بشأن الوضع القادم على النحو التالي:
الف: إن ضرورة حل "مشكلة أفغانستان" وبذل الجهود لتسريع مشاركة هذا البلد في الآلية العالمية يتطلب تعزیز نطاق التوجه نحو التركيز على الوفاء بالمسؤوليات الدولية بالتشاور مع جيران أفغانستان وذلك من خلال دراسة التجارب السابقة وتقديم تقرير عن أدائها.
ب. إن دراسة تطورات أفغانستان منذ الاستقلال تؤكد أن الفشل في الاختبار القادم سيكون له آثار مدمرة على السلم والأمن الدوليين ومن هذا المنطلق، من الضروري أن ينتبه المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى أن لا يمكن لأفغانستان الحالية أن تتحمل قبول فشل جديد .
ج. بوابة أفغانستان إلى المجتمع الدولي هي بيئتها الإقليمية وجيرانها ومن هذا المنطلق، فإن إنشاء فريق الاتصال الإقليمي الذي اقترحته الجمهورية الإسلامية الإیرانیة، يشكل خطوة مبدئية وعملية معقولة لتحقيق نتائج لأي مبادرة جديدة. بدون شك؛ إن المسار الذي ستختاره أفغانستان في طريق التآزر مع جيرانها سيحدد الترتيبات التي تضمن نجاح المهام الجديدة في هيكل وتنظيم النظام الدولي.
د. إن الاهتمام بالواقع والمشاكل المزمنة التي تعاني منها أفغانستان والمجتمع الدولي يشكل ضرورة هامة أخرى وإن فتح ملفات جديدة دون تنظيم القضايا المتجذرة في الماضي، مثل الهجرة واللاجئين والمخدرات والإرهاب، لن يؤدي إلى معالجة مشكلة أفغانستان ومن هذا المنطلق تقترح محاولة الحصول على نتائج مطمئنة في حل الملفات الحالية.
وتعتقد الجمهورية الإسلامية الإیرانیة أن تقدیم المساعدة في تشكيل ونجاح حكومة معينة من الأشخاص الأكفاء الذين ينتمون إلى مختلف شرائح المجتمع الأفغاني، من أجل تقدیم "مبادئ واضحة" و"التزامات مسؤولة" و"برنامجاً مرغوباً" لأفغانستان للتغلب على مشاكل العقود الأخيرة یعتبر الخطوة الأكثر بناءة لهذا البلد في اتجاه التفاعل والتقارب والتعاون البناء مع دول المنطقة والعالم.