خلال استقباله سفراء الدول الاسلامیة.. الرئیس الإیرانی: تطبیع العلاقات مع الکیان الصهیونی کتربیة الافعى فی الکُمّ
اعتبر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي، الغفلة او السذاجة تجاه نوايا الكيان الصهيوني البغيضة والتوسعية بانها تهدد كل دول المنطقة وهوية العالم الاسلامي، معتبرا مَثَل الدول التي تطبع علاقاتها مع هذا الكيان الدموي بانه كمن يربي افعى في كُمّه.
وخلال استقباله سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية في طهران مساء الخميس، اشار آية الله رئيسي الى الاقبال المتزايد للشباب في الدول الاسلامية على الدين والتمسك به وقال: ان هذا الامر يبشر بعهد جديد من الحضارة الاسلامية الحديثة في حين ان انموذج الديمقراطية الغربية الخادعة ظاهريا وباعتراف الغربيين انفسهم قد فقد جاذبيته حتى في الغرب وان التيارات القومية المتطرفة والسلطوية تخلق لها التحدي من صلب المجتمعات الغربية.
واكد بان الامة الاسلامية بحاجة الى الوحدة في هذه الظروف، معتبرا تيار التكفير الذي يرتزق من دماء العالم الاسلامي انحرافا صريحا عن الصراط المستقيم لوحدة الامة الاسلامية واضاف: ان تيار التكفرير هذا قد تحول اليوم الى بيدق لاعداء الامة الاسلامية ويبادر لقتل المسلمين في الارض الاسلامية في سياق مصالحهم السلطوية.
ولفت في هذا الصدد الى الاعمال الارهابية التي يقوم بها التيار التكفيري في افغانستان بتوجيه خارجي سعيا وراء اشعال الحرب الطائفية وقال: انه لهذا السبب تؤكد الجمهورية الاسلامية الايرانية دوما على المشاركة الواقعية لجميع الفئات القومية والمذهبية والسياسية في الحكومة المستقبلية في افغانستان للتقليل الى ادنى حد ممكن من استغلال اعداء هذه الامة للظروف ومن اجل ان ترى افغانستان الامن والاستقرار بعد اعوام طويلة من المعاناة والالم.
واشار رئيس الجمهورية الى السجل اللامع والناجح للجمهورية الاسلامية الايرانية في مكافحة الفتنة التكفيرية في الامة الاسلامية واضاف: لو لم يكن جهاد قادة العالم الاسلامي العظام كالشهيد ابو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني لكان داعش قد هيمن على الكثير من الدول الاسلامية والان فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمد يد التعاون نحو جميع الدول الاسلامية للعمل معا على مواجهة التكفير حواريا وميدانيا.
وقال: ان الكيان الصهيوني الغاصب مازال يشكل تهديدًا خطيرًا للأمة الإسلامية ، وفلسطين المظلومة هي مفتاح وحدة الأمة الإسلامية. وعلى الرغم من أن فلسطين هي الضحية الرئيسية للكيان القاتل للاطفال ، إلا أن التغافل والسذاجة تجاه النوايا الشريرة والتوسعية لهذا الكيان يهدد المنطقة بأسرها وهوية العالم الإسلامي. ومثل الدول التي تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني الدموي هو كمن يربي أفعى في كمّه ، وهذه الخطوة ستثير بلا شك غضب ما يقرب من ملياري مسلم في العالم وكراهية الأحرار.
واعتبر الكيان الصهيوني بانه كيان ذليل وهش ، وقال ان : إرهاب الدولة ، والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان ، واستخدام الأسلحة المحظورة ضد الفلسطنيين ، وزيادة الضغوط على أهالي القدس والضفة الغربية ، وتدنيس حرمة المسجد الاقصى لم يخدم مطلقا استقرار وامن الكيان الصهيوني.
واكد انه لو لم تكن تضحيات الشباب المؤمن في الامة الاسلامية لكان الصهاينة كالتكفيريين قد ابتلعوا دول المنطقة وقال: ان هذا الكيان الذي ادى على مدى اكثر من 70 عاما الى زعزعة الامن والاستقرار والتسبب بتشريد الكثيرين في المنطقة لا يمكنه ان يكون شريكا للسلام بل اينما وطات قدماه فانه عرّض امن واستقرار ذلك المكان للخطر.
واشار آية الله رئيسي إلى مكانة يوم القدس في إحياء قضية فلسطين والمقاومة في المنطقة ، مشددا على أن يوم القدس باعتباره إرث ومبادرة ذكية لقائد الثورة الإسلامية الراحل الإمام الخميني (قدس سره) ، ابقى قضية فلسطين والمقاومة باعتبارها القلب النابض للعالم الإسلام حية. فيوم القدس هو يوم تضامن الأمة الإسلامية ، وهذا اليوم هو مبعث امل للمظلومين والمستضعفين ، ويوم يأس للكيان الصهيوني وأعداء الإسلام. لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية الايرانية عملياً أنها لا تترك أيدي إخوانها وأصدقائها في الأيام الصعبة.
وقال آية الله رئيسي بان : الجمهورية الإسلامية قدمت في الوقت نفسه حلاً عادلاً وديمقراطيًا على أساس المعايير الدولية لحل هذه المشكلة الكبرى في أرض فلسطين ، يستند الى الرجوع إلى آراء جميع ابناء فلسطين الاصليين ، بمن فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود لتقرير المصير السياسي لبلدهم وإقامة دولة شاملة على أراضي فلسطين التاريخية ، وهذه مبادرة قائد الثورة الاسلامية التي تم اعتمادها كوثيقة مسجلة لدى الأمم المتحدة.
وتابع ان على الأمة الإسلامية ألا تغفل عن قضية العالم الإسلامي الرئيسية. فقبل أكثر من خمسين عاما ، تم تشكيل منظمة المؤتمر الإسلامي بشكل صحيح ردا على جريمة حرق المسجد الأقصى ، واليوم من المتوقع ألا تطغى الخلافات الداخلية على منظمة التعاون الإسلامي. فلاينبغي ان نجعل انفسنا فريسة للذئاب المفترسة بذريعة الخلافات ، يجب حل الخلافات من خلال الحوار. فسياسة الضغوط القصوى الأمريكية فشلت فشلاً ذريعاً وهذا باعتراف المتحدث باسم البيت الابيض وكما اعلنت خلال مراسم اداء اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية امام مجلس الشورى الاسلامي فاننا نمد يد الصداقة الى كل دول العالم بما فيها الامه الاسلامية ولاسيما دول الجوار ونشد بحرارة على يد جميع الدول الاسلامية فنحن نسعى إلى أقصى حد من التفاعل مع العالم ، وفي هذا السياق ، يشكل جيراننا وأصدقاؤنا والأمة الإسلامية أولويتنا.
وقال رئيسي: إن زيادة التفاعل الشعبي في العالم الإسلامي له دور كبير في توسيع الصداقة وتقوية العلاقات بين الدول واضاف انه يمكن للحضارات الكبرى مثل إيران ومصر ، اللتين أثراهما الإسلام وحققتا السمو ببركة الاسلام، والحضارة العالمية مدينة لهما، أن تلعبا دورًا فريدًا في تعزيز الصداقة والتعاون في الأمة الإسلامية.