أمیرعبداللهیان: مستعدون لمؤازرة لبنان من خلال التعاون والانفتاح الى أقصى حد/ محاولات أمیرکیة وغربیة لإلغاء الدور الروسی فی الاتفاق النووی
كرّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان -وفق ما نقل عنه الإعلامي حسين مرتضى- عروض بلاده لمساعدة لبنان في بناء محطتين للطاقة، لافتًا الى "إبلاغه رئيس الحكومة اللبنانية لدى لقائه به في ألمانيا قبل سنوات استعداد إيران لإنشاء محطة في الشمال والجنوب، لكن للأسف لم تتجاوب الحكومة اللبنانية آنذاك مع الطرح، في حين أنّ طهران تصدّر منذ عهد دونالد ترامب الغاز الى العراق رغم وجود عقوبات لكن هناك استثناء".
كلام عبداللهيان جاء خلال لقائه اليوم نخبة ثقافية وإعلامية وسياسية في بيروت، حيث تحدّث عن عروض إيران للبنان في مجال الطاقة، قائلًا: "يمكن ربط شبكة من العراق الى سوريا ثم لبنان. تحدّثت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليس فقط في ملف الكهرباء بل الغاز أيضًا، لكن الأمر يتطلّب شجاعة من الجانب اللبناني. ميقاتي قال مستعدون لكن بعد رفع العقوبات".
وتابع عبداللهيان: "الآن نحن نصدّر الكهرباء، الغاز، النفط الى عدة دول، ونقوم بذلك رغم العقوبات لأن حكومات تلك الدول هي من يريد ذلك"، مشددًا على أنّ إيران لا تريد الا الخير للبنان، لافتًا الى أنّ ميقاتي أعرب عن حاجة لبنان للمازوت، وقد اتفقنا على متابعة هذا الأمر عبر الوزراة ونحن مستعدون لتزويد لبنان بكميات من المازوت".
وتطرّق عبداللهيان الى العلاقات السعودية-الإيرانية، مشيرًا الى أّنّ "الهدف من التقارب الإيراني-السعودي مصلحة المنطقة لما يعكسه من ارتياح فيها"، ولفت المتحدّث الى أنّ "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب جرّ السعوديين الى مكان خاطىء، وبعد ذهاب ترامب اعترفت لنا بعض الدول بذلك، ونحن نعرف بالتفصيل ما الذي كان يدور بين مسؤولي بعض دول المنطقة الذين وعدهم ترامب بأنه سينهي النظام في إيران".
وأوضح عبداللهيان "قلنا للسعوديين أنتم من قمتم بقطع العلاقة معنا، ومع ذلك نحن لم نقم ولم نرد بالمثل، وموضوع العلاقات عندكم"، لافتًا الى أننا دائما كنا نرسل الرسائل أننا لن نقطع العلاقة وأي وقت تريدون العودة فنحن مستعدون.
وأكّد الزائر الإيراني أنّ 4 جولات من المفاوضات عقدت في العراق، واتفقنا على الاستمرار بالتواصل، لكن السعودية تعتقد أن هذا الحوار من أجل حل القضية اليمنية وهذا ما تريده وتسعى اليه، مضيفًا: "إيران تستخدم كل مكانتها لوقف العدوان على اليمن وفك الحصار عن الشعب اليمني، وقلنا لا تعلقوا آمالكم على الأميركي أو مفاوضات فيينا (...)"، موضحًا أنّ وزير خارجية أفغانستان جاء منذ ٣ أشهر الى إيران وأراد استلام السفارة الأفغانية، فأبلغناه بأننا لا نعترف بكم، المطلوب حكومة من الشعب جامعة والآن أنتم لا تمثلون كل الشعب".
وتطرّق عبداللهيان الى التخاذل الأميركي، فذكر ما قاله وزير خارجية أفغانستان من أنّ "الجانب الأميركي احتل أفغانستان ٢٠ سنة وخلال هذين العقدين لم يقدم أي خدمة للشعب الأفغاني حتى أبسط الخدمات الطبية، كما لم يقدم ولم يتم إنشاء أي مشفى أو حتى مركز طبي".
وفي سياق آخر، لفت عبداللهيان الى محاولات لأميركا ودول غربية بعد أحداث أوكرانيا من أجل الغاء أي دور لروسيا في الاتفاق النووي الإيراني، مشددًا على أن طهران رفضت هذا الأمر.
وشدّد عبداللهيان على أنّ "إيران والسعودية مهمّتان ومسلمتان ومؤثرتان"، معربًا عن إدانته في الوقت نفسه "لعملية الإعدام التي قام بها النظام السعودي"، ولفت في سياق متصل الى أنّ لبنان لم ولن يكون محل نقاش ما بين إيران والسعودية، والمطلوب أن يساعد لبنان نفسه، مؤكّدًا "مستعدون لتقديم أي شيء من شأنه أن يحسن الأوضاع في لبنان"، مضيفًا: "مستعدون لمؤازرة لبنان من خلال التعاون والانفتاح الى أقصى حد".
ولفت الى أنّ وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل قال لي قبل شهرين من وفاته حين تحدثنا عن دول المنطقة، قال: "تعال نتفق، العراق معقّد، اليمن أصعب بكثير، سوريا حرب ودمار وقتل وغيره، أما لبنان سهل، تعال نتفق على لبنان.. لبنان محل رقص ولهو"، حينها قلت له -يقول عبداللهيان- : "نحن نعرف لبنان بالمقاومة، فردّ الفيصل: "أمير لا تحارجني، فلنتفق على أن يبقى لبنان مكانًا للهو وغيره"، فقلت له -يقول وزير الخارجية الإيراني- :" إيران ليس لديها أي نية بأن تكون الساحة اللبنانية محل صراع أو خلاف ما بين السعودية وإيران".