تخت روانجی: مقترحات ایران فی فیینا مطابقة للاتفاق النووی والقرار 2231
اكد سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى منظمة الامم المتحدة مجيد تخت روانجي عزم ايران على بذل كل جهودها لاحياء الاتفاق النووي مثلما كان عليه، وقال ان مقترحاتنا في فيينا مطابقة تماما لنص الاتفاق النووي والقرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي.
وقال تخت روانجي في كلمته التي القاها الثلاثاء خلال اجتماع لمجلس الامن حول تنفيذ الاتفاق النووي والقرار 2231: لقد اثبتنا ارادتنا السياسية الحقيقية وجديتنا اللازمة وتفاعلنا البناء مع الاطراف الاخرى للوصول الى اتفاق جيد في اسرع وقت. الان على الاطراف الاخرى ان تثبت بانها تريد حقيقة، القبول والتنفيذ المؤثر مع حسن النية لجميع تعهداتها الواردة في الاتفاق النووي.
واضاف: نحن لا نتحدث عن تقديم شرط مسبق او شرط جديد. بل نتحدث عن تلك الشروط الواردة في الاتفاق النووي والقرار 2231؛ ذات الشروط التي تشكل اساس الاتفاق النووي وذات الشروط التي ادت الى توازن التعهدات المتقابلة للطرفين في الاتفاق.
وتابع تخت روانجي: ان الاتفاق النووي لا فائدة منه للشعب الايراني من دون تنفيذ هذه الشروط بصورة كاملة. لذا فاننا نطلب التنفيذ الكامل وفي وقته ومن دون قيد او شرط وبصورة قابلة للتحقق منها للاتفاق النووي، لا اكثر منه ولا اقل.
واضاف: ان محاولة ارتهان تنفيذ الاتفاق النووي بقضايا خارجها او طرح وجهات نظر مثل التفاوض من جديد حول الاتفاق النووي لتوسيع نطاقه الموضوعي او جدوله الزمني او مقترحات مثل الاقل مقابل الاقل او الاكثر مقابل الاكثر، هي محاولة مرفوضة تماما ومحكومة بالفشل.
*تداعيات اجراءات الحظر الاميركية
واشار الى ان ايران محرومة منذ نحو 4 اعوام من حقوقها ومزاياها في الاتفاق النووي بصورة كاملة واضاف: ان بعض الحكومات تسعى بخداع للايحاء بان اصرارنا على الاحياء الكامل والقابل للتحقق لحقوقنا بانه اجراء غير بناء وغير مرن، في حين تلتزم الصمت ازاء اجراءات الحظر الاميركية غير القانونية واللاانسانية والتي تعد باي منطق كان، حربا اقتصادية شاملة ضد ايران والهدف منها معاقبة جماعية للشعب وتستهدف اكثر الافراد الاكثر ضعفا وتضر الفقراء اكثر من الاغنياء والمرضى اكثر من الاصحاء والرضع والاطفال اكثر من الكبار. هذه الاجراءات هي في الواقع تعادل الارهاب الاقتصادي.
ونوه الى ان المقرر الخاص للامم المتحدة اعتبر التداعيات السلبية للاجراءات القسرية الاحادية والحظر الاميركي بانها "غير عادلة وخطيرة ومخربة للاقتصاد والمال الايراني وتعد السبب في فقر ملايين الايرانيين وتؤدي الى غلاء السلع المستوردة ومنها السلع الانسانية الطارئة".
واشار تخت روانجي الى خروج اميركا من الاتفاق النووي وانتهاكها المستمر والممنهج لتعهداتها القانونية في اطار القرار 2231 وميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية فضلا عن تناقض اجراءاتها مع القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي الصادر بالاجماع والذي يلزم اميركا برفع العقبات من امام التجارة الانسانية مع ايران.
واوضح بان هذه الاجراءات الاميركية ادت الى الحاق اضرار واسعة وشديدة جدا بالشعب الايراني واقتصاد البلاد والتاثير على معيشة الكثير من ابناء الشعب وايجاد اختلال جاد في اقتصاد البلاد واضاف: ان اميركا فرضت ضغوطا غير مسبوقة على الدول الاخرى من اجل عدم تنفيذ القرار 2231 وهددتها بفرض عقوبات عليها ان لم تنصاع لامرها وهو ما يعد امرا لا سابق له في تاريخ مجلس الامن.
*اجراءات ايران التعويضية
واشار الى اتخاذ ايران بعض الاجراءات التعويضية ازاء عدم التزام الاطراف الاخرى بتعهداتها، وذلك بغية ايجاد التوازن في التعهدات المتبادلة ومزاياها واضاف: ان بعض الدول اثارت الضجيج ازاء اجراءات ايران التعويضية وكأن ايران هي التي خرجت من الاتفاق النووي وفرضت عليها اجراءات حظر لاانسانية لا حصر لها بهدف معلن وهو تجويع الشعب.
وقال تخت روانجي: انهم يتحدثون ايضا حول بعض انشطتنا النووية السلمية وكأن ايران خرقت التزاماتها في اطار معاهدة حظر الانتشار النووي في حين التزموا الصمت المطبق تجاه اعمال الكيان الاسرائيلي الارهابية والتخريبية ضد البرنامج النووي السلمي الايراني.
واكد بان ايران بذلت جهودا اكبر من حصتها للحفاظ على الاتفاق النووي ومن البديهي انه على سائر الاطراف التي نقضت التزاماتها منذ يوم تنفيذ الاتفاق والقرار 2231 ان تتحمل مسؤولية اكبر لاحيائه لذا فانها لا يمكنها ان تلعب دور الضحية وان تلوم ايران واضاف: لو كانت لدى الاطراف الاخرى الارادة السياسية الواقعية لاحياء الاتفاق النووي فعليها ابداء الشجاعة اللازمة والكافية للقبول بالتنفيذ الكامل والمؤثر والقابل للتحقق لجميع التزاماتها الواردة في الاتفاق.
*الصواريخ البالستية
واكد رفض ايران الكامل لاي مسعى لتقديم تفسير اعتباطي ومحرف عن البند 3 من الملحق (ب) للقرار 2231 بهدف ربطه باطلاق الصواريخ الباليستية والصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية من قبل الجمهورية الاسلامية واضاف: اننا ووفقا لادلة فنية وقانونية تفصيلية قدمناها في رسائل متعددة لرئيس مجلس الامن، يعد اطلاق الصواريخ الباليستية والصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية خارجا عن نطاق القرار 2231 تماما. فحسب القوانين الدولية يعد امتلاك برنامج صاروخي تقليدي حقا ذاتيا لم يتم منعه او تقييده اطلاقا في القرار 2231. نحن سنواصل انشطتنا في مجال الصواريخ الباليستية والصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية الضروريين كلاهما لتوفير امننا ومصالحنا الاجتماعية-الاقتصادية.
*لا يوجد حل سحري
واكد سفير ومندوب ايران بان المفاوضات الراهنة الجارية في فيينا لن تصل الى نتيجة عبر انتقاد ايران وتحديد مهل معينة مصطنعة مع التهديد والترهيب وطرح اتهامات لا اساس لها او نشر معلومات خاطئة او القيام باعمال تخريبية وارهابية في ايران، بل ستنتهي بالنجاح فقط بالمشاركة الصادقة والارادة السياسية الواقعية والمبنية على حسن النية في المفاوضات والالتزام بمبدا واحد اي التنفيذ الكامل والمؤثر والقابل للتحقق لالتزامات جميع الاطراف في اطار الاتفاق النووي، لا شيء اكثر ولا اقل منه، معتبرا طريق الحل هذا بانه الاكثر عملانيا وسهولة في اقرب فرصة ممكنة ولا يوجد هنالك اي حل سحري.
*قضايا المنطقة
وحول ما طرح في الاجتماع بشان قضايا المنطقة اكد تخت روانجي سياسة ايران المبنية على الاحترام الكامل للقوانين الدولية والاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون والحوار وكذلك صون السلام والامن الاقليمي عن طريق المشاركة الفاعلة لجميع دول المنطقة واضاف: نحن عازمون على متابعة هذه السياسة بحسن النية وان نهجنا الاخير تجاه المنطقة نابع من هذا الايمان القوي بانه على دول المنطقة ان تضع ايديها بايدي البعض وحل الخلافات بصورة ودية وان لا تسمح للاخرين بان ياتوا من بعد آلاف الاميال الى هذه المنطقة ويبثوا بذور الخلاف بين دول المنطقة.
واعتبر ان المصدر المهم لزعزعة الامن وعدم الاستقرار في المنطقة هو الانتشار العسكري الاميركي الواسع فيها والذي حوّل المنطقة الى المكان الاكثر تراكما للقواعد العسكرية الاجنبية في العالم.
واعتبر ان المصدر الاخر لزعزعة الامن في المنطقة هو صادرات الاسلحة الاميركية على نطاق واسع اليها حيث بلغت خلال الاعوام 2016-2020 نحو نصف صادرات الاسلحة الاميركية للعالم، لافتا في هذا الصدد الى ان بعض الدول الغربية ايضا تصدر اسلحتها الفتاكة الى دول المنطقة وقال: ان سياسة الدول الغربية هذه قد حولت المنطقة الى برميل بارود.
واضاف تخت رواجي: انه فضلا عن ذلك ادت الاعمال الارهابية الاميركية الى خلق جو من عدم الاستقرار وزعزعة الامن في منطقتنا والمثال الواضح على ذلك هو عملية الاغتيال الغادرة للشهيد الفريق قاسم سليماني ومرافقيه في العراق مطلع العام 2020 في هجوم ارهابي نفذ بامر مباشر من الرئيس الاميركي.
وختم سفير ومندوب ايران في الامم المتحدة كلمته بالقول: انه وبمثل هذا الماضي فمن السخرية ان تتهم اميركا وبعض الدول الاوروبية ايران الان بانتهاج سلوك مزعزع للاستقرار في المنطقة.