السفیر الایرانی فی الکویت: طهران مستعدة للحوار لمعالجة قضایا المنطقة
ناقش سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في الكويت في حوار اجرته معه صحيفة الرأي الكويتية مختلف القضايا الاقليمية بما فيها الاتفاق النووي واستعداد طهران التفاوض مع السعودية واخراج القوات الامريكية من العراق.
سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في الكويت "محمد إيراني " وفي حوار مع صحيفة الرأي الكويتيه نشرته اليوم الاثنين قال نحن متفائلون دوماً، وان الإتفاق النووي كان اتفاقاً مشتركاً اقره مجلس الأمن الدولي في قرار الـ 2231. فهذا الاتفاق هو حصيلة مفاوضات معقدة استغرقت 13 عاماً، أعقبها مباحثات ختامية مكثفة دامت 13 شهراً، ولذا فإن الجمهورية الإسلامية الايرانية حريصة على الحفاظ على هذا الاتفاق، ومن الطبيعي أن تطالب بالعودة الى الوضع السابق.
وبين نحن نرى أن السبيل الأمثل للسلطات الجديدة في البيت الأبيض هو العودة الى هذا الاتفاق، وفي هذه الحالة فإن ايران سوف تفي بكامل التزاماتها بالسرعة الممكنة، ان هاجسنا الوحيد حالياً وهو يمثل قلق كل دول المنطقة أيضاً هي المغامرات التي يمارسها ترامب خلال أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، حيث من الممكن ان يحول دون أي انفراج وانفتاح في العلاقات مع الجمهورية الاسلامية بعد وصول بايدن لسدة الرئاسة الأميركية من خلال مبادراته غير المدروسة والخطيرة.
واضاف : العودة الى الاتفاق النووي لا تحتاج الى مفاوضات وشروط مسبقة. ان بايدن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية كان ضمن فريق الرئيس اوباما، ويعلم كل تفاصيل المباحثات والاتفاق النووي، وان هذا الفريق قد وقَع الاتفاق ليس مع ايران فحسب، بل برفقة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، بالاضافة الى ألمانيا. ومن الطبيعي جداً ان تعود هذه الدول وتلتزم بتعهداتها.
وقال من دواعي الأسف أن بعض دول المنطقة يشعر بالقلق إزاء عودة بايدن للاتفاق النووي، وكان يأمل بنجاح سياسة أقصى الضغوط التي تبناها ترامب ضد الشعب الايراني لكن هذا لم يحدث. ونرى أن هزيمة ترامب في الانتخابات تعني فشل سياساته ولاسيما سياسة أقصى الضغوط.
وبين ان الاتفاق النووي الذي شاركت فيه كل الدول الكبرى، يمكن أن يكون نموذجاً مناسباً لحل الكثير من الازمات في العالم الذي أصبح بأمس الحاجة لتوفير الهدوء والأمن بدلاً من المغامرات والتوترات.
وحول انعقاد القمة الخليجية في المملكة العربية السعودية غداً، وأجواء المصالحة الخليجية قال ايراني: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بأي جهد يؤدي لرأب الصدع ولمّ الشمل وتوحيد الرؤى بين دول المنطقة. ولاشك أن جهود الكويت ولاسيما مبادرات الأمير الراحل ساهمت في إيجاد مناخ يجمع قادة مجلس التعاون، ومن ثم مبادرات سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وجهود وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، كلها موضع تقدير وثناء، وتعبر عن النهج الاعتدالي الذي تتبناه الكويت لمعالجة قضايا ومشاكل المنطقة وخارجها.
واضاف: نحن في إيران نؤمن بأن أي جهد يبذل لإزالة الخلافات بين دول المنطقة سيساعد على تحقيق التآلف بغية تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة، وهذا الأمر يعود بالنفع للجميع.
وفيما يتعلق بالشهيد الفريق قاسم سليماني قال إيراني: ان «الشهيد قاسم سليماني أحد القادة الميدانيين الكبار في مكافحة إرهاب داعش، ولعب دوراً حاسماً في الحيلولة دون سقوط مدن عربية كبرى، ووقف وتصدى لبؤر داعش التكفيرية في ساحات عديدة في شمال ووسط العراق، وفي غرب وشرق سورية، وكان له دور مفصلي في استعادة هذه المناطق وتحريرها من يد قوى البغي والضلال، واغتيال هذا القائد بيد القوات الأميركية يعتبر أكبر خدمة للعناصر الارهابية في داعش، ولهذا نشهد اليوم بؤر هذا التيار الإرهابي تستعيد حياتها من جديد.
وأكد السفير أن على الأميركان أن يغادروا المنطقة عاجلاً أم آجلاً، فهذا مطلب شعوب المنطقة وما يريده الشعب العراقي. ومن وجهة نظرنا فان التواجد الأميركي سبب توتر وعدم استقرار منطقتنا، فكلنا شاهدنا الاعتداء الغاشم والجريمة النكراء في اغتيال الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس اللذين نعيش الذكرى السنوية لاستشهادهما هذه الأيام، واستوجبت الحزن والحداد في إيران والعراق، لكنها في الوقت نفسه زادت من التحام الشعبين.