محافظ البنک المرکزی: اسباب غیر اقتصادیة وراء ارتفاع سعر العملة الصعبة
عزا محافظ البنك المركزي الايراني ولي الله سيف، ارتفاع سعر العملة الصعبة الى اسباب غير اقتصادية، وفي مقدمتها محاولات الاعداء للتاثير على اقتصاد البلاد عبر اثارة توترات دولية.
وفي تصريحاته امام مجلس الشورى الاسلامي، اليوم الثلاثاء، حول تذبذبات سوق العملة الصعبة في البلاد قال سيف، ان ما يبعث على القلق هو الحجم الكبير للسيولة النقدية والتي تمت السيطرة على تاثيرها على الاسواق لغاية الان وان ما يمكن ان يترك تاثيرا كبيرا على سعر العملة الصعبة هو عنصر غير بنيوي وعوامل ليست اقتصادية تتمثل في عدم الثقة بالمستقبل والذي للاسف قمنا بتاجيجه بطرق مختلفة كما ان اعداءنا يعملون بدأب عبر توترات دولية للتاثير على اقتصاد البلاد وضرب توازنه.
واوضح محافظ البنك المركزي الايراني بان العامل النفسي والتوقعات تجاه تطورات المستقبل مؤثرة كثيرا سواء في الاتجاه الايجابي او السلبي واضاف، انه مثلما يترك العامل الايجابي تاثيره على السوق فان العوامل السلبية التي تؤدي الى بروز توقعات سلبية وعدم الثقة بالمستقبل يمكنها التاثير على السوق ايضا وان اعداءنا يدركون هذا الامر لذا يسعون لاستغلال كل فرصة لتوتير اجواء اقتصادنا.
وفي الرد على سؤال لرئيس مجلس الشورى الاسلامي حول الاجراءات الواجب اتخاذها للسيطرة على تذبذبات سوق العملة الصعبة قال سيف، ان القرار هو توظيف جميع الامكانيات في اجواء شفافة لخدمة الحاجات الحقيقية لاقتصاد البلاد، في افق يتمكن فيه البنك المركزي من الاشراف على جميع ابعاده وان يمتلك (البنك المركزي) في اطاره مناورة اتخاذ القرار.
وصرح بانه من المقرر انشاء منظومة تسجل فيها جميع العملات الصعبة الناجمة من العوائد النفطية وغير النفطية واي عوائد اخرى للبلاد وان يتم فيها ايضا تسجيل جميع نفقات البلاد من العملة الصعبة، واضاف، ان التقييمات تشير الى ان البلاد الان في وضع متوازن وان التوترات الكاذبة التي يخلقها الاعداء في الاجواء الافتراضية لا ينبغي ان تقلقنا.
واوضح بان التوترات الاخيرة التي حصلت في سوق العملة تعود لاجواء التلغرام والقنوات الافتراضية، معتبرا ان الكثير من معاملات بيع وشراء العملة تجري بصورة لفظية وورقية وليست حقيقية، مؤكدا ضرورة عدم السماح لهذا المؤشر الاقتصادي الخاطئ جدا ان يؤثر على هذا الحجم من مصادر العملة الصعبة للبلاد والتي تنفق لواردات السلع الوسيطة والمواد الخام للمصانع.
ولفت الى ان هنالك خيوطا لمؤامرات تحاك حتى في دول مجاورة لنا وفي الامارات والسعودية، وتجري في سوق دبي محاولات ضد اقتصاد بلادنا يوميا، لذا علينا الحفاظ على هدوئنا وان لا نسمح للاعداء بان يعقدوا الامل على هذا الامر.
واعتبر تحديد سعر الدولار بـ 4200 بانه منطقي جدا ويتطابق مع المؤشرات الاقتصادية، وقال، انه ليس من المقرر ان يبقى هذا السعر ثابتا لتتكرر الاخطاء السابقة بل ان يتحرك بما يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية بحيث من الممكن ان يكون هنالك تذبذب بنسبة 5-6 بالمائة على مدى العام، ولا اشكالية في ذلك لان هذا الامر جار في العالم كله.
وصرح محافظ البنك المركزي الايراني بان احدى سياساتنا تتمثل في استخدام اليورو بديلا عن الدولار الذي لا دور له الان في تجارتنا الخارجية في الظروف الراهنة وهو الان في طور الالغاء وسيكون اليورو هو العملة الصعبة المعتمدة كاساس لمعاملاتنا الخارجية حيث نقوم الان باعداد التمهيدات لهذا الامر ليدخل حيز التنفيذ