خبیر طاقة: الأمریکیون قلقون من تصفیر صادرات النفط الإیرانیة

خبیر طاقة: الأمریکیون قلقون من تصفیر صادرات النفط الإیرانیة
معرف الأخبار : ۱۵۹۵۲۱۸

قال خبير في مجال الطاقة إن العقوبات على النفط الإيراني تأتي في وقت لا يرغب فيه ترامب بارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية، مؤكدا أنه لو وصلت العقوبات على إيران إلى صفر صادرات نفط فإن أسعار النفط سترتفع حتمًا، وهذا ما لا يريده ترامب، لأن الاقتصاد الأمريكي لا يستطيع تحمل أسعار أعلى من المستويات الحالية، وهو ما يضعنا أمام معادلة متعددة المتغيرات على المستوى الدولي.

وفي حديث مع وكالة إيلنا، أشار محمود خاقاني إلى تصريحات ترامب الأخيرة حول تقليص صادرات النفط الإيراني إلى الصفر وإمكانية خروج النفط الإيراني من السوق الصينية، قائلًا: قبل جائحة كورونا، كان العالم في قطاع النفط يتجه نحو الاندماج والتكتلات الإقليمية، لكن كورونا أحدثت تغييرات واسعة، مما أدى إلى اضطراب في هذا الاندماج الدولي.

وأضاف: تصدر الصين بضائع بقيمة 700 مليار دولار سنويًا إلى الولايات المتحدة، وقد فرضت الأخيرة رسومًا جمركية بنسبة 10% على هذه السلع، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بالنسبة للمستهلك الأمريكي. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تشجع الشركات الأمريكية على التنافس مع المنتجات الصينية الرخيصة.

وتابع خاقاني: الصين هي السوق الوحيدة حاليًا للنفط الإيراني، والمصافي الصينية الصغيرة هي الزبون الوحيد الذي يشتري النفط الإيراني بأسعار مخفضة، لكنها واجهت تحديات مؤخرًا في الحصول عليه. لا يمكن إنكار أنه خلال فترة بايدن، تم تخفيف العقوبات جزئيًا، حيث لم تكن الإدارة الأمريكية ترغب في ارتفاع أسعار النفط عالميًا، وقد كان هناك تفاهم بين الصين والولايات المتحدة على تجاهل صادرات النفط الإيراني. حتى أن هناك تقارير تفيد بأن 27 ناقلة نفط تابعة لأحد الملتفين على العقوبات الإيرانية كانت مؤمنة من قبل شركات أمريكية، ما يعكس وجود تفاهم بين البلدين.

وأردف قائلًا: يريد ترامب اليوم تشديد هذه الإجراءات، لكن ذلك يعتمد جزئيًا على التفاهم مع الصين. فإذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية، فإنها تحتاج إلى طاقة أرخص في المقابل. إضافة إلى ذلك، فإن العقوبات على النفط الإيراني تأتي في وقت لا يريد فيه ترامب ارتفاع أسعار النفط عالميًا، لأن تقليص صادرات النفط الإيراني إلى الصفر سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع الأسعار، وهو أمر لا تطيقه الولايات المتحدة اقتصاديًا، مما يضعنا أمام معادلة معقدة متعددة الأبعاد.

وأشار خاقاني إلى أن “حكومة مسعود بزشكيان تواجه ظروفًا صعبة، إذ وعدت بحل المشكلات، لكن الواقع يشير إلى أن المستفيدين من العقوبات في كل من الولايات المتحدة والصين وتركيا متحالفون لاستمرار الوضع الحالي، لأنهم يحققون أرباحًا ضخمة منه. لذلك، من الطبيعي أن يدفعوا نحو استمرار العقوبات وتقليص صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، حتى تتمكن دول مثل الصين من الحصول على النفط بأسعار مخفضة. في السابق، كانت عوائد النفط تتعرض لانخفاض بنسبة 30% عند استرجاع الأموال، أما الآن، فإن هذا التراجع قد يزداد إذا استمرت الصادرات على هذا النحو. في ظل هذا، لا بد أن نكون صريحين مع الشعب ونناقش المشكلات بشفافية.

وختم حديثه بالقول: يجب أن يعلم الإيرانيون أنه حتى لو أراد ترامب التفاوض مع إيران، فسيكون ذلك مقابل تقديم تنازلات، وهو يراهن على الضغوط الاقتصادية على الشعب. لكن أعتقد أنه حتى لو تم رفع العقوبات اليوم، وتمت المصادقة على اتفاقية FATF، واستؤنفت العلاقات المصرفية الدولية، فإن الوضع الاقتصادي لن يتحسن بسرعة، لأن المستثمرين الأجانب يتجهون إلى أماكن توفر لهم الأمان لاستثماراتهم. مشكلتنا الأساسية تكمن في أن هناك مجموعات داخل الاقتصاد الإيراني تعمل منذ سنوات ولا تسمح للحكومة بتنفيذ وعودها، مما يمنع تحقيق التوافق الوطني واتخاذ قرارات في إطار المصالح الوطنية، لأن هناك جهات تسعى إلى إضعاف الحكومة وجعلها غير فعالة.

 

endNewsMessage1
تعليقات